أكثر من ثلاثة أشهر مرت على إعطاء إشارة الانطلاق لتجمع يضم بين صفوفه المحازبين المصنفين في خانة المخضرمين في صفوف التيار “الوطني الحر”، وجلهم من الكوادر الذين مهروا بدمائهم وصرخاتهم مرحلة قد تكون الأهم في تاريخ التيار الذي أسسه رئيس الجمهورية ميشال عون ووقف مناصروه في الصفوف الأمامية في سياق المواجهة ضد الوصاية السورية.
غير أن الأهم يكمن في أن مؤسسي هذا التجمع المعارض لا يلتقون فقط على المبادئ التي رفعها “التيار” ومؤسسه في إحدى أهم وأخطر مراحل تاريخ لبنان الحديث بل إن ما يجمعهم يكمن أيضا في أنهم جميعا فصلوا من “التيار” بقرار اتخذته القيادة الحزبية، بناء على قرارات “المحكمة الحزبية” المخصصة للبت في قضايا الفصل هذه.
واليوم، وبعد ثلاثة شهور على انطلاق التجمع المعارض الذي يجمع وجوها ألفها اللبنانيون، لاسيما منهم أولئك المؤيدون لـ”التيار” مثل القياديين أنطوان نصرالله وكمال يازجي، إضافة إلى نعيم عون على سبيل المثال لا الحصر، بلغت موجة قرارات الفصل القيادي العتيق أيضا في الحزب رمزي كنج.
وإذا كانت الصورة التي تحفظها الذاكرة السياسية الجماعية لكنج هي تلك المرتبطة بمشاركته في تظاهرات 7 آب 2001 الشهيرة إلى جانب مناصري “القوات” وحزب “الوطنيين الأحرار” وحزب “الكتائب”، فإنه أيضا المرشح الشيعي في انتخابات 2005 (بعبدا) الذي خاض المعركة الانتخابية على لائحة التيار “الوطني الحر” في مواجهة الحلف الرباعي الشهير.
وإذا كان كنج يرفض التعليق عبر “المركزية” على قرار الفصل، فإنه يكتفي بالقول “إنه لا يزال يؤمن بمبادئ التيار “الوطني الحر” من دون أن يحدّد وجهته السياسية المقبلة”، مكتفيا بالاشارة إلى أنه “لا يعرف الأسباب الحقيقية الكامنة خلف قرار فصله”.
غير أن هذا الموقف لا ينفي أن تساؤلات عدة يصفها المراقبون بالمشروعة تطرح عن احتمال انضمام كنج إلى التجمع المعارض الذي أبصر النور في شكل رسمي في 6 نيسان الفائت.
في معرض الإجابة عن هذه التساؤلات، أشار القيادي السابق في “التيار” أنطوان نصرالله عبر “المركزية” إلى أن “اتصالات تجري مع جميع الذين فصلوا من “التيار” لتوسيع قاعدة التجمع الذي سبق أن أنشأناه لنعيد التيار “الوطني الحر” إلى ما كان عليه سابقا”.