كيف وأين جهزت "الإخوان" ميليشياتها في مصر؟

كيف وأين جهزت "الإخوان" ميليشياتها في مصر؟
كيف وأين جهزت "الإخوان" ميليشياتها في مصر؟

معسكرات تدريبية كثيرة أقامتها جماعة "الإخوان المسلمين" في مصر، بهدف تكوين ميليشيات مسلحة تابعة لها على غرار الحرس الثوري الإيراني، لمواجهة أي حالات تمرد شعبية عليها خلال حكمها لمصر، وللتصدي لأي مواجهة محتملة مع الجيش والشرطة.

وفق التحقيقات التي كشفت عنها وزارة الداخلية المصرية، فإن جماعة "الإخوان" لجأت إلى الصحراء الشرقية والصحراء الغربية لتدريب عناصرها في معسكرات أعدت خصيصاً لهذا الغرض، وأشرف عليها قيادات من الصف الأول للجماعة، كما أنها خضعت لإشراف مباشر من نائب المرشد، محمود عزت.

وكشف مصدر أمني لـ"العربية.نت" أن الجماعة لجأت للمناطق الصحراوية والجبلية سواء خلال فترة تواجدها في الحكم أو ما بعدها، لتدريب عناصر ميليشياتها المسلحة، مثل "حسم" على القتال والقيام بعمليات إرهابية وانتقامية، وعمليات الاغتيال والتفجيرات واستهداف الخصوم، والتكتيكات العسكرية والقنص، وتصنيع المتفجرات والقنابل. وأضاف المصدر أن الجماعة كانت تختار أماكن معسكرات التدريب على بعد ما بين 30 إلى 40 كيلومترا داخل المناطق الجبلية، لتكون بعيدة عن الأعين ومراقبة الأمن، ولإمكانية التنقل والخروج للحصول على المؤن والإعاشة دون قطع مسافات طويلة ومرهقة في الوقت نفسه.

وأضاف المصدر أنه كان يتم بعد اختيار مكان المخيم، نصب الخيام وتجهيز أماكن التدريب، مشيراً إلى أن التحقيقات كشفت أن المسؤول الأول عن نقل العناصر الإخوانية للمعسكرات هو القيادي الإخواني، حلمي سعد.

أماكن هذه المعسكرات

كما كشفت الأجهزة الأمنية المصرية عن إقامة هذه المعسكرات في صحراء مرسى مطروح، وصحراء أسيوط والمنيا وقنا وأسوان، بالإضافة لمعسكر بجبل عرب العوامر في أبنوب بمنطقة الظهير الصحراوي الشرقي لمحافظة أسيوط، ومعسكر آخر في صحراء أسوان.

وأكد المصدر أنه بعض هذه المخيمات كان يتم تدريب الأعضاء على إطلاق النار من الأسلحة الآلية والـ"آر. بي. جي". كما كان عناصر الإخوان يتدربون على الإعداد البدني، وكيفية حمل السلاح والرمي من مسافات مختلفة، وسرعة تنفيذ العمليات الإرهابية، المراوغة والتخفي والهروب من أماكن الحوادث.

في سياق متصل، قال اللواء محمد نور الدين، مساعد وزير الداخلية المصري السابق، في حديث مع "العربية.نت"، إن "الشباب الذين كانوا ينضمون لهذه المعسكرات كان لا بد لهم من اجتياز 3 دورات تدريبية، أولها التدريب البدني لإعدادهم جيداً وزيادة قدراتهم على التحمل، والثانية التدريب على القتال والعمل المسلح وإطلاق الرصاص واستهداف الخصوم بسرعة ومهارة، والثالثة التدريب على التأمين الشخصي واستخدام التقنيات الحديثة ووسائل التواصل بطريقة لا يمكن رصدها". وأضاف أن "الجماعة فكرت في تكوين ميليشيات مسلحة على غرار الحرس الثوري الإيراني لقناعتها التامة أن المواجهة مع الجيش والشرطة قادمة لا محالة، وأنه في سبيل فرض سطوتها لا بد من أن يكون لها ميليشياتها الخاصة، وهو ما فعلته وكونت ميليشيات "حسم" و"لواء الثورة" و"سواعد مصر" وغيرها".

وأشار مساعد وزير الداخلية المصري السابق إلى أن "عاصم عبد الماجد القيادي السابق في الجماعة الإسلامية كان وراء فكرة إقامة ميليشيا الإخوان، على غرار الحرس الثوري الإيراني. كما كان وراء فكرة التعاون مع إيران لتنفيذ هذا المخطط، والحصول على مساعدة الإيرانيين لتدريب تلك العناصر وتأهيلها عسكرياً"، مؤكداً أن "الفكرة وافقت عليها الجماعة وتم الاتفاق على كافة تفاصيلها لكن لم يسعفها الوقت لتنفيذها، حيث اندلعت ثورة 30 يونيو/حزيران، وأطيح بها من حكم مصر".

في سياق متصل، كشف عمرو فاروق الباحث في شؤون تيارات الإسلام السياسي، في حديث مع "العربية.نت" أن "القيادات القطبية، نسبةً لسيد قطب، والتي سيطرت على المشهد داخل جماعة الإخوان كانت تهدف، مع قيادات الجماعة الإسلامية، لإقامة دولة ليست محلية فقط بل كيانا عالميا، وضع حدوده وجغرافيته حسن البنا في رسائله بمقولة أستاذية العالم". وتابع: "كانوا يعلمون أنهم سيواجهون أنظمة دولية مختلفة، لذا ضمت أجندتهم التوجه للقوة المسلحة حتى لا تتهاوى أركان كياناتهم".

وأوضح فاروق أن "الجماعة وضعت استراتيجية تستهدف لتأمين تنظيمها، تحت ما يسمى بـ"القوة الضاربة"، والتي كانت تشمل 30% من أعضاء الجماعة، وهي نسبة تم الاتفاق عليها وسعت الجماعة لتحقيقها، بنهج شبيه بكيان "التنظيم السري" الذي أنشأه حسن البنا واختار له أفضل العناصر، لكن بصورة أكثر تطورا".

وأشار إلى أن "ملف التدريبات المسلحة كان يتولى مسؤوليته أحد نواب المرشد، وغالبا الدكتور محمود عزت، حيث كان مكتب الإرشاد يشرف على إرسال عناصر الإخوان إلى معسكرات التدريب المسلح بطرق سرية تختلف أشكالها للتمويه على أجهزة الأمن ومنعاً لإثارة الشك ولفت الانتباه".

شروط الانتساب للمعسكرات

كما كشف فاروق أن "قيادات مكتب الإرشاد وضعت شروطاً للانضمام إلى معسكرات التدريب واجتياز التدريبات، منها: أن يكون العنصر الإخواني قد مر عليه 5 سنوات في مستوى "الأخ العامل"، وهو مستوى يصل إليه العنصر الإخواني وفق سياسة الترقي والتصعيد التي تتبعها الجماعة مع عناصرها. ومن الشروط أيضاً ألا يقل عمر العنصر الإخواني في هذه المرحلة عن 30 عاماً"، مضيفاً أنه "قبل رحلة السفر يتم تأهيل هذه العناصر "نفسياً" بدورات ترسخ مبادئ الإخوان.

وأكد فاروق أن "الدورات العسكرية التي تلقتها كوادر الإخوان ليست مقتصرة على حمل السلاح والتدريب عليه، إنما هدفها أوسع وأشمل من ذلك، حيث يتم التدريب فيها على فنون قتالية مختلفة وفنون القيادة العسكرية، ووضع خطط استراتيجية عسكرية والتدريب على الاغتيالات، والاستهدافات المباشرة، وحرب العصابات البعيدة عن حروب الجيوش النظامية".

وأضاف أن "الإخوان وظفوا الشقق المفروشة، والمزارع التي يمتلكها قادة الجماعة في التدريبات داخل مصر، وأقاموا المعسكرات القتالية والتربوية في المناطق الصحراوية والساحلية مثل بلطيم ورأس البر ومرسى مطروح وغيرها، وبعض مناطق الأقاليم مثل محافظة الشرقية والغربية. كما أقاموا معسكراتهم داخل فصول المدارس الخاصة التي يمتلكها بعض أثرياهم من رجال الأعمال، وتستخدم في فترات الإجازة الصيفية، في التدريبات الخاصة بهم".

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى