تعرّض الرئيس الأميركي دونالد ترمب لهجومين كبيرين خلال الأيام الماضية، وأثبتت استطلاعات الرأي أن هذين الهجومين تسببا بضرر للرئيس المرشح لولاية ثانية وربما يستفيد منافسه المرشح الديموقراطي جو بايدن من ذلك.
فقد نشرت مجلة "اتلانتيك" أولاً أن الرئيس الأميركي رفض الذهاب إلى مدافن الجنود الأميركيين في فرنسا منذ عامين، ونقلت أنه قال إن هؤلاء الذين ماتوا في الحرب "فاشلون". ثم نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقتطفات من كتاب بوب وودوورد وتسجيل صوتي للرئيس الأميركي وهو يتحدث إلى الصحافي الشهير ويقول إنه كان يعرف خطر فيروس كورونا لكنه أراد دائماً الامتناع عن إثارة الذعر، لذلك قلّل الرئيس الأميركي من أهمية الفيروس الذي سمّاه "قاتلاً."
خسائر
عانى الرئيس الأميركي من هذين الاتهامين، ونفى ما ذكر عنه بشأن الجنود، وأكد أن الزيارة إلى المدافن العام 2018 تمّ إلغاؤها نظراً لسوء حالة الطقس. كما شرح أنه كرئيس لا يريد بالفعل أن يتسبب بالذعر بسبب فيروس كورونا، لكنه اتخذ الإجراءات المطلوبة لحماية الأميركيين، خصوصاً أنه منع الطيران مع الصين في وقت اتهمه الديمقراطيون بالعنصرية وتأخّروا في فهم الإجراءات الضرورية.
لكن استطلاعات الرأي والتي أجريت خلال الأيام الماضية تشير إلى أن 58% من الأميركيين يعتبرون أن الرئيس اتخذ القرار الخطأ بشأن التخفيف من خطر فيروس كورونا، فيما اعتبر 25% فقط أنه القرار الصحيح، والباقي ممّن أدلوا بآرائهم قالوا إنهم لا يعرفون الجواب.
الأخطر بالنسبة للرئيس الأميركي أن الإحصاء الذي أجرته "يوغوف" لصالح "ياهو" يقول إن 15% من الذين انتخبوا ترمب في العام 2016 قالوا إنهم بدّلوا من آرائهم نظراً لمضمون الكتاب عن قرار الرئيس، كما أشار بعضهم إلى أنهم ربما يعدّلون رأيهم بشأن انتخاب ترمب لولاية ثانية.
"قضية الجنود" كان لها وقع مماثل، فعلى رغم الإيضاحات التي أدلى بها الرئيس الأميركي وفريقه وحملته، أظهر الاستطلاع الذي أجري بين 9 و11 سبتمبر/أيلول أن 50% من الأميركيين يعتبرون أن المرشح الديموقراطي جو بايدن يحترم العسكريين وهو أصلح لقيادتهم، مقابل 39% من الأميركيين يعتبرون أن ترمب يحترم العسكريين.
الاستطلاعات التي نشرتها "ياهو" وشملت 1577 شخصا تم أخذ آرائهم عن طريق الإنترنت تشير أيضاً إلى أن 8% من مؤيدي ترمب العام 2016 سيصوتون لمنافسه جو بادين، وهذا تهديد واضح لشعبية الرئيس الأميركي قبل أسابيع من الانتخابات.
ترمب يردّ
لكن المرشح دونالد ترمب تعوّد على هذه الحملات، وقد واجه في العام 2016 حملة مشابهة تماماً للحملة التي يتعرّض لها الآن، ففي الفترة الموازية من الحملة الانتخابية حينذاك، فجّر الإعلام الأميركي أقلّه فضيحتين طالتا دونالد ترمب، وجاءت الاستطلاعات حينها لصالح المرشحة الديمقراطية هيلاري كلنتون حتى أن أحد الاستطلاعات أشار بعد فضيحة التحرشات الجنسية إلى أن كلينتون تتقدّم بنسبة 53% مقابل 41% لصالح ترمب.
ومع ذلك فاز ترمب في الانتخابات بعد أسابيع، فقد تمكّن المرشح ترمب من تجييش الأصوات في ولايات نورث كارولينا وبنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن وانقلبت هذه الولايات على المرشحة كلينتون، بعدما صوّت الناخبون فيها منذ أواخر التسعينات لصالح الحزب الديمقراطي.
ترمب في نيفادا
والآن يكرر الرئيس الأميركي سيناريو المواجهة بزيارة الولايات المتأرجحة. يوم السبت يذهب إلى ولاية نيفادا ويزور مدينتين ويبقى حتى يوم الأحد في لاس فيغاس وسيسعى لحشد تأييد الناخبين على رغم العراقيل التي يضعها حاكم الولاية الديمقراطي أمام التجمعات.
حملة ترمب أعلنت أنه سيلقي خطاباً في هندرسون بمجمع صناعي ومن المنتظر أن يتحدّث الرئيس عن إنجازاته في إعادة إحياء الصناعة واستعادة الوظائف من الصين ويدعو الناخبين للتصويت له تماماً كما حدث العام 2016 في ولاية ميشيغان "الصناعية".