أصدرت وزارة الخارجية الأميركية، بيانا شديد اللهجة اعترضت فيه على لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع اثنين من قادة حركة حماس، مؤكدة أنهما متورطان بأعمال إرهاربية.
وأضاف البيان أن استضافة تركيا لأشخاص متورطين في أعمال خطف وإرهاب من شأنه أن يؤدي إلى عزل تركيا وتقويض الجهود العالمية في محاربة الإرهارب.
واشنطن ضاقت ذرعاً
ويرى مراقبون أن هذا البيان يعكس وجهة نظر مسؤولين في وزارة الخارجية ضاقوا ذرعا بسلوك أنقرة، فرغم إدراك واشنطن للعلاقة الوثيقة التي تربط حركة حماس بحزب العدالة والتنمية التركي، والجذور المشتركة لهما في جماعة الإخوان المسلمين إلا أن البعض يرى في هذا التحذير مؤشرا على تغير في الموقف الأميركي تجاه الحليف التركي.
غيث العمري، كبير المحللين في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، يعتقد أن العلاقة بين واشنطن وأنقرة لن تتغير بمفهومها الاستراتيجي، كون تركيا عضوا في حلف شمال الأطلسي، وتلعب دورا عسكريا في صراعات الشرق الأوسط.. في سوريا وليبيا والعراق، لكن اللقاءات المتكررة مع قادة الحركة التي تدرج حركة إرهاربية على قوائم الخارجية الأميركية تزعج الإدارة التي لم تنتقدها بهذا الشكل سابقا.
الإدانة الأميركية أتت خلال زيارة وزير الخارجية مايك بومبيو لإسرائيل وعدد من الدول العربية، وزيارة السفير القطري وتنسيقه مع المسؤولين الإسرائيليين لإيصال أموال إلى قطاع غزة وبموافقة إسرائيلية.
"أميركا لن تتفاوض مع حماس"
مستشار الرئيس ترمب السابق الدكتور وليد فارس، يرى أن الولايات المتحدة تعتبر حماس منظمة إرهاربية ولا تسعى إلى التفاوض معها أو السماح لوسيط بالتفاوض بالنيابة كما هو الحال مع حركة طالبان في أفغانستان، ومن هنا يأتي رد الفعل الأميركي المعترض على استمرار أنقرة باستضافة قياديي حركة حماس، ودعم الرئيس أردوغان وحزبه للحركة الإخوانية التي تسيطر على قطاع غزة.
الإدانة بقيت على مستوى وزارة الخارجية بينما احتفظ البيت الأبيض بالصمت على الأقل حاليا. ورغم ثناء الرئيس ترمب على نظيره التركي مرارا إلا أن الإدارة لم تتردد في تهديد حليفها بفرض عقوبات موجعة كادت أن تلغي زيارة أردوغان لواشنطن العام الماضي إذا لم توقع تركيا على وقف لإطلاق النار في شمال سوريا.
تصريح بايدن حول إسقاط أردوغان
وأثار المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية جو بايدن حفيظة تركيا عندما قال إنه مستعد لدعم المعارضة للتخلص من أردوغان، موضحا أن الدعم لن يكون عن طريق انقلاب عسكري.
وتعتبر العلاقة بين تركيا وحركات الإخوان في الدول العربية من ضمنها حماس وإخوان مصر مصدر قلق للخارجية الأميركية التي تسعى إلى عزل القوى المتطرفة والتمهيد لعملية سلام شاملة تضم دولا عربية وإسرائيل، وإيجاد حل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين كما أعلن عنها مستشار الرئيس ترمب جاريد كوشنر، الذي سيقوم بزيارة لعدد من الدول العربية في شهر سبتمبر المقبل.