طرح الجيش الليبي مبادرة لحلحلة الأزمة الراهنة في البلاد، تراوحت بين الحل العسكري والسياسي، وقوبلت بردود فعل مختلفة، بين من يرى أنها تحمل نقاطاً إيجابية يمكن تطبيقها والخروج بليبيا من مرحلة الصراع إلى الاستقرار، ومن اعتبر أن فرص نجاحها تظل غامضة ومحدودة التأثير، في ظل تضاؤل احتمالات وقف النار بين الطرفين المتنازعين على العاصمة طرابلس.
وتضمنت مبادرة الجيش الليبي، التي طرحها المتحدث الرسمي باسم القيادة العامة أحمد المسماري، مساء الأربعاء، إجراء حوار للمصالحة بمشاركة كل القوى في البلاد "باستثناء المتطرفين ومن ارتكبوا جرائم ضد البلاد"، وبرعاية أممية، وتشكيل حكومة كفاءات لإدارة شؤون البلاد، تتكفلّ بحل مشكلات السيولة وجمع السلاح من الشارع ودراسة مسودة الدستور عبر لجنة خاصة واتخاذ ما يلزم تجاهها مع ضمان حقوق المواطنين، لكنها ربطت الدخول إلى هذه العملية السياسية الانتقالية، بالحسم العسكري في العاصمة طرابلس.
ويرى النائب بالبرلمان علي التكبالي، أن هذ المبادرة هي "الأقرب للتطبيق في الوضع الليبي وقدرة على حلّ أزمة البلاد"، موضحاً أنّ الجيش ربط الحلّ السياسي بالحسم العسكري، لأنّه "لا يمكن الحديث عن حل للأزمة أو رجوع للوطن في ظل وجود المليشيات المسلحة والجماعات الإجرامية"، مشيراً إلى أنّ "قوات الجيش لم تدخل للعاصمة طرابلس، حتى تحقّق أنصاف الحلول".
وأكدّ التكبالي في تصريح لـ"العربية.نت" تبنّيه لكل النقاط التي وردت في المبادرة، مشيراً إلى أن تفكيك المليشيات والقضاء عليها "ضرورة ملحة"، قبل المرور إلى تشكيل حكومة مدنية تسيّر البلاد تحت حماية الجيش، تتكفل بمعالجة كل المشاكل العالقة في البلاد وتنهي أزماتها.
بدوره، سار المنسق العام لمجلس شيوخ ليبيا أيوب الشرع في نفس هذا الاتجاه، واعتبر في حديث مع "العربية.نت" أن مبادرة الجيش "تتضمن الحالة الصحيحة للمستقبل الليبي وتلامس الواقع"، مشيرا إلى أنّها "بمثابة برنامج عمل وطني تلعب فيه حكومة الوحدة الوطنية دوراً كبيراً في حلّ المشاكل الاقتصادية والأمنية والاجتماعية والسياسية في البلاد، ويقول فيه الشعب كلمته عبر صناديق الاقتراع"، لافتاً إلى أنه "ما لم يتم حسم معركة طرابلس والقضاء على التشكيلات المسلّحة، لا يمكن الحديث عن استقرار وأمن في ليبيا".
على الجانب الآخر، رأى النائب بالبرلمان صالح افحيمة في تصريح لـ"العربية.نت" أن مبادرة الجيش "جاءت مبّكرة واستبقت عملية الحسم العسكري لمعركة العاصمة طرابلس، موضحاً أنّها "مبنية على التكهن وتفتقد إلى ركيزة مهمة من ركائز النجاح وهي الواقعية"، مشيراً إلى أن محاور القتال هي التي "ستحدّد أي المبادرات هي الأنجع و الأكثر قرباً من الواقع و بالتالي الأقرب للتطبيق".