تملك الولايات المتحدة معلومات استخباراتية "عديدة"، تشير إلى أن إيران وضعت أجزاء من دفاعاتها الجوية في "حالة تأهب قصوى" في الأيام الماضية، حسب ما أكده مسؤول أميركي لشبكة "سي. إن. إن". ويأتي هذا على خلفية التطورات الأخيرة، الخاصة بالانفجارات الغامضة في عدد من المنشآت الإيرانية الرئيسية المرتبطة ببرامجها العسكرية والنووية.
وأوضح المسؤول الأميركي المطلع أن حالة التنبيه تعني أن بطاريات الصواريخ الجوية الإيرانية ستكون جاهزة لإطلاق النار على أهداف "يُعتقد أنها تشكل تهديداً".
ولم يكشف المسؤول كيف توصلت الولايات المتحدة إلى هذه المعلومات، لكن الأقمار الصناعية وطائرات التجسس والسفن الأميركية تعمل بشكل روتيني في المجال الدولي القريب من إيران وتراقبها باستمرار.
وتقدّر الولايات المتحدة حالياً أن "حالة التنبيه" هذه ليست جزءاً من أعمال تدريبية، لكنا تأتي في إطار الرد على الأحداث الأخيرة، بالإضافة إلى أنها تعبّر عن العصبية الإيرانية بشأن ما إذا كان طهران تواجه تهديداً غير معروف للنظام.
وكانت هناك تفسيرات علنية قليلة للحوادث الأخيرة في إيران، وتركزت التكهنات على نظرية واحدة مفادها أن إسرائيل قد تكون وراء بعض الهجمات على الرغم من أن المسؤولين الأميركيين أكدوا أن إسرائيل نفت ذلك.
وقال المسؤول الأميركي لـ"سي. إن. إن" إن قلق الولايات المتحدة الرئيسي يكمن في إمكانية أن "تهاجم" إيران، وتشن هجوماً مضاداً بطريقة لا يمكن التنبؤ بها لأنها تعتقد أنها قد تتعرض لهجوم من قبل إسرائيل أو الولايات المتحدة.
ووقعت أكثر الحوادث خطورة في إيران، في 2 يوليو/تموز الجاري، عندما تسبب حريق في أضرار كبيرة لمبنى في محطة نطنز النووية الإيرانية، والتي كانت في السابق هدفاً للهجوم السيبراني Stuxnet في عام 2010، والذي يُعتقد على نطاق واسع أنه تم تنفيذه من قبل إسرائيل والولايات المتحدة.
وتشمل الحوادث الأخرى الغامضة في الأسابيع الأخيرة، انفجاراً كبيراً بالقرب من بلدة بارشين ومجمعها العسكري، فيما ضرب انفجار آخر محطة زرقان للطاقة في الأهواز.
وأضاف المسؤول أن "التكتيك العسكري الإيراني المتمثل في وضع الدفاعات الجوية في حالة تأهب قد لا يعالج حقاً التهديد المحتمل الذي تتصوره. كانت جميع الهجمات أرضية بالكامل، دون أي إشارة إلى إطلاق أي قاذفات أو صواريخ ضد إيران".
وتابع: "إذا كانت هناك جماعات معارضة على الأرض (في إيران) تقوم بهه الهجومات، فليس من الواضح للولايات المتحدة ما إذا كان أي أفراد أو أموال أو منظمة خارجية تدعم مثل هذا الجهد داخل إيران".
وكانت خدمة BBC الفارسية قد تلقت بياناً من مجموعة غير معروفة أطلقت على نفسها اسم "شتات الوطن"، زعمت أنها كانت وراء الانفجار في نطنز دون تقديم أدلة.
وبالنسبة للولايات المتحدة، فإن هناك قلقاً، من أن تشغيل إيران لدفاعاتها الجوية يمكن أن يمثل تهديداً في حد ذاته، استناداً إلى واقعة إسقاط طائرة الركاب الأوكرانية بعد وقت قصير من إقلاعها، بواسطة صاروخ "أرض جو" أطلقته طهران عن طريق الخطأ، في يناير/كانون الثاني الماضي.