كشفت قائمة أسماء المتهمين في القضية التي كشفتها السلطات المصرية اليوم الثلاثاء، والخاصة بشركات وكيانات اقتصادية موالية للإخوان وتدار من تركيا عن مفاجأة كبيرة.
وتبين أن المتهم الأول في القضية وهو مصطفى عبد المعز عبد الستار أحمد نجل الداعية عبد المعز عبد الستار المصري الأصل القطري الجنسية.
هاجر من مصر إلى قطر
ويقول المستشار هاني حمودة رئيس نيابة أمن الدولة العليا السابق في مصر لـ"العربية.نت" إن عبد المعز عبد الستار أحمد والد المتهم الأول في القضية، هاجر من مصر إلى قطر في الستينيات، وكان أول من أرسله حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان إلى فلسطين في العام 1946 وساهم في تأسيس جماعة الإخوان في قطر، كما حصل على الجنسية القطرية، ثم شغل عضوية الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
وتلقى تعليمه في الأزهر الشريف بالقاهرة، ثم التحق بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، وعمل بالتدريس في الفيوم والقاهرة.
وأسس عبد المعز وأبناؤه إمبراطورية اقتصادية، بأموال قطرية، كما أسس ابنه مصطفى شركة للتنمية العقارية تسمى الأفق في منطقة الشيخ زايد جنوب مصر تحمل رقما هو "EGS655E1C011
7 شركات
من جانبه، يكشف عمرو فاروق الباحث في تاريخ حركات الإسلام السياسي أن عبد المعز عبد الستار وأبناءه أسسوا مجموعة شركات جميعها تحت مسمى مجموعة "المعز القابضة للاستثمار والتنمية"، ومثلت منذ تأسيسها تحت رقم "13087" عام 1975، ستارا ومصدرا لنقل الأموال القطرية بين الدول العربية.
وتضم "مجموعة المعز القابضة" 7 شركات، هي لوتس للاستثمار، والأفق للتنمية العقارية والعمرانية، ورويال للتعمير، وفالكون للمقاولات، وإنترجت للاستثمار السياحي، وفلوريدا للتنمية والإنشاءات، وجراند للصناعات، كما تمتلك عددا من الشركات العاملة في مجال الاستثمار العقاري، وعددا من الشركات العالمية الرائدة في مختلف المجالات الصناعية والسياحية والتجارية والاستثمارات الطبية في مصر، وقطر والعراق وسوريا.
أذرع الإخوان الاقتصادية
ويقول فاروق لـ"العربية. نت" إنه في أبريل الماضي قيدت دعوى قضائية برقم 5808 لسنة 2019، ضد نجل عبد المعز عبد الستار، المالك الفعلي لشركة سفتي 5 للحراسات الأمنية، وضد شندي يحيى شندي، الرئيس الوهمي للشركة، مشيرا إلى أن شركة سفتي 5 تعتبر أحد الأذرع الاقتصادية لجماعة الإخوان، وأحد فروع مجموعة شركات المعز القابضة، الصادر ضدها قرار من لجنة التحفظ والحصر لأموال الإخوان بالتحفظ عليها وعلى مقراتها.
وقال إن نجل عبد المعز تحايل على القانون، واتفق مع أحد الأشخاص ويدعى شندي يحيى شندي ليترأس مجلس إدارة هذه الشركة كستار لها، على أن يقوم نجل عبد المعز بإدارتها فعليا.
ويتابع فاروق أن الشركة تبين من خلال التحقيقات أنها تمتلك أسلحة نارية مرخصة وأجهزة لاسلكية وعربات مصفحة لنقل الأموال وكلاب حراسة مدربة، وهو الأمر الذي يهدد أمن مصر القومي ويشكل تهديدا مباشرا على الأمن الداخلي للبلاد لوجود قيادات إخوانية فاعلة تدير الشركة من الخارج وأغلبهم مقيمون في قطر.
مشروع إخواني قطري في عهد مرسي
ويقول إنه خلال حكم الإخوان سعت مجموعة "المعز القابضة للاستحواذ على جزيرة دهب، التي تعد محمية طبيعية، لإقامة مشروع اقتصادي سياحي ضخم بالشراكة مع مسؤولين في قطر.
معلومات أخرى عن عبد المعز عبد الستار والد المتهم الأول في القضية يكشفها فاروق ويقول إنه انضم لجماعة الإخوان في ثلاثينيات القرن الماضي، إذ التقى بحسن البنا عام 1937، وكان أول من أرسله البنا لفلسطين، مع أسعد الحكيم والتونسي عبد العزيز الثعالبي لتأسيس أول دار للإخوان في القدس في مايو 1946، ثم أنشأ فروعا في يافا، وحيفا، وطولكرم.
اختير عضوا بمكتب الإرشاد الثاني في ديسمبر 1953، وسافر في الستينات، إلى قطر، حيث عاش بها 50 عاما، وعمل في التوجيه والتأليف والإشراف على مناهج العلوم الشرعية، وشارك في تأليف 20 كتابا قررتها الوزارة على الطلبة القطريين في مختلف المراحل الدراسية، وأنهى عمله الوظيفي رئيسا لتوجيه العلوم الشرعية.
حصل على الجنسية القطرية، وشيد على نفقته معهداً دينياً بمدينة فاقوس في محافظة الشرقية، أطلق عليه معهد "عبدالستار الشاكوشي"، وحفر بئرا باسمه في أفغانستان.
توفى في 13 أبريل 2011، عن عمر يناهز 95 عاما، ودفن في مقبرة بوهامور في الدوحة.