شهدت الولايات المتحدة على مدى الأيام الماضية تظاهرات واسعة احتجاجا على مقتل المواطن الأميركي الأسمر جورج فلويد الأسبوع الماضي على يد أحد عناصر الشرطة في مينيابوليس، تخللتها بعض عمليات شغب وتكسير ونهب للمحال التجارية.
وفي موجة جديد من عمليات العنف، أفادت السلطات الأمريكية الثلاثاء بأن رجل شرطة أصيب بالرصاص في لاس فيغاس، مضيفة أنها تتعامل مع حادث إطلاق نار آخر.
كما أوضحت الشرطة أن عنصر الشرطة تعرض لإطلاق نار في شارع لاس فيغاس ستريب، في حين شارك رجل شرطة آخر في إطلاق نار بوسط المدينة، في لاس فيغاس بوليفارد.
إصابة 4 شرطيين
إلى ذلك، أضافت أن أربعة رجال شرطة أصيبوا بطلقات نارية بعد احتجاجات في سانت لويس، التي بدأت سلمية الاثنين ثم تحولت للعنف خلال الليل، حيث حطم المتظاهرون نوافذ وسرقوا مقتنيات من شركات، وأشعلوا حرائق في وسط المدينة.
وكتبت الشرطة على (تويتر) في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء أن رجال الشرطة نقلوا إلى مستشفى بعد إصابتهم بجروح لا يعتقد أنها مهددة للحياة.
يذكر أنه بعد الفوضى في سانت لويس أمس، خرجت احتجاجات في ميزوري، بعد وفاة فلويد، من أجل التنديد بتعامل الشرطة مع الأميركيين من أصول أفريقية، كما نظمت احتجاجات في كانساس سيتي وجيفرسون سيتي.
كما تظاهر مئات الأشخاص خارج محكمة سانت لويس، وكان بينهم عمدة المدينة ليدا كريوسون، ومدير إدارة السلامة العامة في سانت لويس، جيمي إدواردز.
وسار المتظاهرون في وقت لاحق إلى حديقة جيتواي آرتش الوطنية ثم إلى الطريق السريع رقم 64 القريب.
لكن في وقت لاحق، تجمع متظاهرون أمام مقر الشرطة، حيث أطلقت القوات قنابل الغاز المسيل للدموع.
في حين حطم بعض المتظاهرين نوافذ متجر بوسط المدينة، وسرقوا مقتنيات من الداخل قبل إضرام النار في المبنى.
استنفار أمني
يأتي هذا بعد أن أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترمب في خطاب إلى الأمة مساء الاثنين نشر "آلاف الجنود المدجّجين بالأسلحة" وعناصر من الشرطة في واشنطن، واصفاً ما شهدته العاصمة الفيدرالية من أعمال شغب وتخريب ونهب بأنه "وصمة عار".
كما أضاف في خطاب ألقاه في حديقة الورود في البيت الأبيض وتناول فيه رسمياً، للمرة الأولى، أعمال العنف التي تشهدها البلاد منذ أيام، احتجاجاً على مقتل جورج فلويد (مواطن أميركي أسود أعزل) بعد أن خنقه أحد عناصر الشرطة في مينيابوليس الأسبوع الماضي، أنّه طلب من حكّام الولايات أخذ الإجراءات اللازمة "للسيطرة على الشوارع"، مندّداً بما اعتبره أعمال "إرهاب داخلي".
في حين أكد رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، مارك ميلي، خلال تفقده شوارع واشنطن، أن حرية التعبير والتظاهر مصانة في الولايات المتحدة، وفقاً لما نص عليه الدستور الأميركي.
لكنه شدد على وجوب التزام السلمية بعيداً عن العنف والتخريب. وقال: "ندعم حرية التجمع والتظاهر، كما حرية التعبير، فهذا مصان بالدستور"، مضيفاً أن الحرس الوطني يحمي حقوق المواطنين".