خلال السنوات الأولى للحرب العالمية الثانية، تحول المارشال الألماني إرفين رومل (Erwin Rommel )، الملقب بثعلب الصحراء، إلى بطل قومي بوطنه بفضل إنجازاته العسكرية حيث قاد الأخير فرقة البانزر السابعة بالجيش الألماني، التي كسبت لقب الفرقة الشبح، أثناء عملية غزو فرنسا ما بين شهري أيار/مايو وحزيران/يونيو عام 1940 وحقق انتصارات عديدة على الجيش الفرنسي. كما عيّن خلال شهر شباط/فبراير عام 1941 قائدا على الفيلق الإفريقي (Afrika Korps) وأرسل لمساندة الإيطاليين بشمال إفريقيا، حيث كبّد البريطانيين خسائر جسيمة وأجبرهم على التراجع نحو مصر قبل أن يتلقى بدوره هزيمة قاسية بمعركة العلمين سنة 1942 تقهقر على إثرها نحو تونس وعاد لألمانيا تنفيذا لأوامر هتلر.
أواخر العام 1943، كلّف إرفين رومل الذي شغل منصب قائد "فيلق الجيش ب" بمهمة مراقبة الدفاعات الألمانية الساحلية على امتداد 1600 ميل ضمن جدار الأطلسي المصمم لصد إنزالات بحرية محتملة للحلفاء. وخلافا لما روّجته الدعاية النازية عن مدى جاهزية الجيش الألماني لمواجهة تدخل بريطاني أميركي محتمل بفرنسا، ذهل ثعلب الصحراء عند مشاهدته لمدى ضعف الدفاعات الألمانية بالسواحل الشمالية لفرنسا. وتحت إمرته، تمكن الألمان من تشييد مزيد من الدفاعات والمناطق المحصنة وغمروا بالمياه جزءاً هاما من الأراضي الساحلية المنخفضة لمنع الحلفاء من النزول بها كما وضعوا على الشواطئ بأعداد كبيرة من الأسلاك الشائكة والقنافذ التشيكية والألغام. فضلا عن ذلك، طالب رومل بتزويده بالدبابات واقترح ردمها بالشواطئ وترك مدافعها فقط بارزة لمجابهة قصف سفن الحلفاء ومنعها من وضع رؤوس جسورها. لكن بسبب تحفّظ كبار قادة الجيش الألماني، حرم ثعلب الصحراء من دعم الدبابات التي ظل جزء هام منها بعيدا عن الخطوط الدفاعية لجدار الأطلسي.
وبسبب عملية التضليل Fortitude التي وضعها الأميركيون والبريطانيون، آمن رومل رفقة العديد من جنرالات الجيش الألماني بإمكانية قيام الحلفاء بإنزالين بحريين يكون أهمهما عند منطقة باد كاليه ولهذا السبب ركّز الألمان دفاعاتهم بالأساس عند السواحل الشمالية لفرنسا وخاصة قرب نهر السوم.
يوم 5 حزيران/يونيو 1944، شهدت قناة المانش عاصفة قوية أعاقت أية عملية إنزال محتملة للحلفاء. وبسبب حالة الطقس السيئة، رجّح الخبراء الألمان فرضية قيام البريطانيين والأميركيين بإنزال بحري بعد فترة تتراوح بين أسبوعين و3 أسابيع.
على إثر هذه المعلومات، تغيّب العديد من كبار قادة الجيش الألماني عن مواقعهم بالسواحل الشمالية لفرنسا حيث كان قائد القوات البحرية بالغرب الأميرال ثيودور كرنك (Theodor Krancke) في طريقه لبوردو وتواجد قائد فرقة البانزر الواحدة والعشرون الجنرال إدغار فوشتنجر (Edgar Feuchtinger) بباريس وتوجه قائد الجيش السابع الألماني بنورماندي الجنرال فريدريش دولمان (Friedrich Dollmann) نحو منطقة رين لحضور مناورة عسكرية. في غضون ذلك، استغل المارشال إرفين رومل العاصفة ليحصل على إجازة غادر على إثرها فرنسا نحو ألمانيا لحضور عيد ميلاد زوجته لوسيا ماريا مولين (Lucia Maria Mollin) الخمسين بعد أن اشترى لها حذاء من العاصمة باريس.
صباح يوم 6 حزيران/يونيو 1944، تواجد إرفين رومل بعيدا عن موقع القيادة بدفاعات جدار الأطلسي عند قناة المانش ليتلقى بذلك اتصالا هاتفيا من مساعده الجنرال هانس شبايدل (Hans Speidel) أطلعه من خلاله عن بداية إنزال الحلفاء وصعوبة المعركة. وبناء على ذلك، غادر رومل منزله على عجل ليبلغ موقعه بشمال فرنسا عند منطقة لاروش غيون (La Roche-Guyon) في حدود الساعة العاشرة ليلا بعد فوات الأوان ويطلع لاحقا على تقارير الهزائم التي تلقتها قواته.