تقليص التواجد الإيراني بسوريا.. انسحاب أم إعادة انتشار؟

أكد محللون متخصصون في الشأن الإيراني أن التقارير الأخيرة حول انسحاب إيران من سوريا لا تبدو دقيقة، بل إن طهران تقوم بإعادة انتشار قواتها وميليشياتها هناك رغم تلقيها ضربات متتالية، وفق ما نقلت عنهم إذاعة "أوروبا الحرة".

كان مسؤولون إسرائيليون وأميركيون قالوا إن طهران تقلل من وجودها في سوريا، لكن محللين قالوا لـ"أوروبا الحرة " إنه لا توجد مؤشرات على أن إيران تغير استراتيجيتها الإقليمية التي تحركها المصالح السياسية والأيديولوجية والأمنية.

إخلاء قواعد عسكرية

وقال مسؤولون عسكريون إسرائيليون مؤخرا إن طهران سحبت بعض قواتها من سوريا وأخلت قواعد عسكرية بالقرب من الحدود مع إسرائيل بسبب زيادة الضربات الجوية الإسرائيلية على أهداف إيرانية.

ولا تناقش إسرائيل عملياتها العسكرية لكن مسؤوليها قد تعهدوا بمواصلة الضغط على إيران، حيث قال وزير الدفاع نفتالي بينيت في 5 مايو / أيار إن "إيران ليس لديها ما تفعله في سوريا ولن نتوقف قبل أن يغادروا سوريا".

وكان المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري، قد قال في حديث في وقت سابق من هذا الأسبوع في ندوة افتراضية، إن طهران قلصت وجودها في سوريا، وربط ذلك بالعقوبات الأميركية الصارمة التي شلت الاقتصاد الإيراني.

وكان جيفري قال في ندوة في 12 مايو استضافها معهد "هادسون" ومقره واشنطن، إن "هناك انسحابا جزئيا للقوات الإيرانية من سوريا وبعضه تكتيكي لأنهم لا يقاتلون في الوقت الحالي، ولكنه أيضًا يعاني من نقص في الأموال".

لا مؤشرات على المغادرة

لكن محللين يقولون إنه لا توجد مؤشرات على أن إيران ستغادر سوريا التي توطدت علاقتها الاستراتيجية بنظام الأسد منذ أن وقف معها خلال حرب الثمانينات (1980-1988) ضد العراق. كما لطهران دور رئيسي في تزويد سوريا بالمساعدة المالية والعسكرية خلال تسع سنوات ضد المعارضة، وتستمر باستخدام الأراضي السورية لدفع أهدافها الإقليمية إلى الأمام.

وقال راز زيمت، محلل إيران في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب لراديو RFE / RL، إن تعليقات المسؤولين الإسرائيليين حول الانسحاب الإيراني من سوريا "مبالغ فيها إلى حد كبير، ويرجع ذلك جزئياً إلى اعتبارات سياسية".

انسحاب تكتيكي

وأضاف "في الواقع، يبدو أن عدد رحلات الشحن بين إيران وسوريا قد ازداد خلال عام 2020. إنه إذن انسحاب تكتيكي أو إعادة انتشار على الأكثر، وليس انسحابًا إيرانيًا من سوريا".

وتابع زيمت "منذ بداية تدخله في سوريا، قام الحرس الثوري الإيراني بتكييف طريقة عمله مع الظروف القائمة. على سبيل المثال، رأينا في الماضي أنه عندما زادت إسرائيل عملياتها الجوية ضد أهداف إيرانية في سوريا، حولت إيران بعض أنشطتها إلى الأجزاء الشمالية من سوريا والحدود السورية العراقية لحماية أهدافها من الهجمات الإسرائيلية".

وأشار إلى أنه "لا شك في أن إيران قامت خلال العامين الماضيين بتقليص وجود الحرس الثوري الإيراني في سوريا، وهو أمر أقل بكثير من ذي قبل".

مواصلة التجنيد

وقال زيمت "في حين انخفض عدد قوات الحرس الثوري الإيراني من بضعة آلاف إلى بضع مئات، واصلت طهران تجنيد السوريين والمقاتلين الشيعة لتحل مكان القوات الإيرانية".

من جهته، قال علي ألفونه، الباحث في معهد دول الخليج العربي في واشنطن، والذي كان يراقب عن كثب نشاط الحرس الثوري الإيراني في سوريا، إن "ما أراه هو تحركات للقوات الإيرانية داخل سوريا، من دير الزور إلى مقر أكبر في تدمر، إلى جانب بعض التحركات التكتيكية الأخرى في أعقاب الجولة الأخيرة من الضربات الجوية الإسرائيلية".

يذكر أنه في 8 مايو الجاري، أشار مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر، إلى أن الهجمات الإسرائيلية على الأصول الإيرانية تجعل الوجود الإيراني في سوريا "مكلفًا بشكل متزايد".

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى