ما زال الصد والرد وتراشق الاتهامات أسياد الموقف بين الصين وأميركا بشأن مسؤولية انتشار فيروس كورونا حول العالم والذي أزهق آلاف الأرواح، وطال أكثر من مليوني إنسان حول العالم حتى اليوم.
فبعد انشغال الساحة الأميركية والعالمية مجدداً بمختبر أو معهد علم الفيروسات في مدينة ووهان الصينية، مسقط رأس الوباء، الذي على بعد أميال فقط عن السوق، بؤرة انتشار كوفيد 19، بحسب تقارير أميركية نسبت لمسؤولين في المخابرات شكوكا حول أصل الفيروس وفصله، جاء كلام وزير الدفاع الأميركي، مارك إسبر الخميس، وزاد الطين بلة.
فقد أعرب إسبر عن اعتقاده أن قادة الصين كانوا يمارسون التضليل والتعتيم فيما يتعلق بتفشي فيروس كورونا الذي نشأ هناك، مضيفا أنه لا يثق حتى في صدقهم الآن.
وفي مواصلة لانتقاد إدارة ترمب لتعامل الصين مع الأزمة قال إسبر في مقابلة له، إنه يجد من الصعب تصديق معلومات من الحزب الشيوعي الصيني، مضيفا "إنهم يضللوننا، تكتموا الأمر في أوائل أيام هذا الفيروس. لذلك ليس لدي ثقة كبيرة حتى في أنهم يخبروننا الحقيقة الآن".
الصين: لا دليل!
بالمقابل، أشارت وزارة الخارجية الصينية الخميس، إلى أن منظمة الصحة العالمية أعلنت أنها لم تجد أي دليل على أن فيروس كورونا أُنتج في أحد المعامل.
وأدلى تشاو لي جيان المتحدث باسم الوزارة بهذه التصريحات ردا على سؤال بشأن الاتهامات بأن فيروس كورونا تم تخليقه في أحد المعامل في مدينة ووهان بوسط الصين، التي بدأ منها التفشي في نهاية العام الماضي.
وقال تشاو للصحفيين خلال إفادة صحافية يومية في بكين إن مسؤولي منظمة الصحة "قالوا مرارا إنه لا يوجد دليل على أن فيروس كورونا المستجد تم تخليقه معمليا".
إلا أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب كان أعلن، الأربعاء، أن حكومته تحاول تحديد إن كان فيروس كورونا أنتج في معمل بووهان في حين قال وزير خارجيته مايك بومبيو إن على الصين أن تتحلى بالصراحة، دون رد صيني مباشر على هذه التصريحات.
معهد علم الفيروسات ليس بعيدا!
إلى ذلك غذى بومبيو الشكوك المثارة خلال مقابلة له مساء الأربعاء، إذ قال في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز بعد مؤتمر يومي لترمب حول مستجدات كورونا في البلاد "نعلم أن هذا الفيروس نشأ في ووهان الصينية، ومعهد علم الفيروسات ليس ببعيد عنها، فهو على بُعد بضعة أميال فقط من السوق، هذا ما نعرفه".
وتابع قائلاً: "نريد من الحكومة الصينية أن تتحلى بالوضوح وتساعد في تفسير دقيق لكيفية انتشار الفيروس. وأضاف: "ينبغي للحكومة الصينية أن تعترف".
أتت تلك التصريحات على الرغم من أن الوزير الأميركي كان خفف في وقت سابق الأربعاء من حدة تلك الاتهامات داعياً الصين إلى التعاون بشأن كورونا، وذلك في محادثات مع مسؤول صيني بارز، في مؤشر على السعي إلى تخفيف حدة التوترات المتجددة بين البلدين.
وجدد بومبيو في حينه طلبه بـ"الشفافية الكاملة" في مكالمة الأربعاء مع المسؤول الصيني، يانغ جيشي، إلا أن لهجة وزارة الخارجية الأميركية كانت إيجابية بشكل غير معتاد.
137500 ألف وفاة ومليوني إصابة
وأودى كورونا بحياة ما لا يقلّ عن 137500 شخص في العالم منذ ظهوره في كانون الأول/ديسمبر في الصين، وفق حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس استناداً إلى مصادر رسمية الخميس حتى الساعة 11,00 ت.غ.
كما شُخّصت أكثر من مليونين و83820 إصابة رسمياً في 193 دولة ومنطقة منذ بداية تفشي الوباء، على الرغم من أن هذا العدد لا يعكس سوى جزء من عدد المصابين فعلياً، إذ تبقى الفحوص للكشف عن الإصابات محصورة في عدد من الدول بالحالات التي تتطلّب رعاية في المستشفى.
وتعتبر الولايات المتحدة التي سجّلت أول حالة وفاة نهاية شباط/فبراير، الدولة الأكثر تضرّراً جراء الوباء سواء من حيث عدد الوفيات أو الإصابات، ووصلت الحصيلة فيها إلى 30985 وفاة من أصل 639664 إصابة، فيما أعلنت السلطات عن شفاء 52738 مريضاً على الأقل.