هدوء حذر في السويداء.. 10 عناصر من النظام مقابل ناشط

تعود التوترات الأمنية إلى مدينة السويداء السورية كالمعتاد، مع حالات الاختطاف التي تشهدها المدينة التي تقطنها أغلبية من طائفة الموحدين الدروز جنوبي البلاد.

وتشهد المدينة التي يرفض عشرات الآلاف من شبانها الانضمام لقوات الأسد، حالة من الهدوء الحذر بعد اختطاف أحد شبانها المعارضين للنظام قبل أيام وهو مهند شهاب الدين (43عاماً)، والّذي تظاهر العشرات لأجله ظهر الثلاثاء أمام السرايا الحكومية وسط المدينة مطالبين بإطلاق سراحه.

ورفع المتظاهرون لافتاتٍ كُتب عليها "لا للخطف.. لا للاعتقال"، وكذلك "الحرية للناشط السلمي مهند شهاب الدين".

وكشفت مصادر محلية للعربية.نت أن "الشبهات تدور حول تورط ميليشيا أهلية تابعة لفرع الأمن العسكري باختطافه من مقر عمله"، مشيرة إلى أنها "مدعومة من إيران وعناصرها من بعض عشائر البدو والدروز".

مهلة 24 ساعة

وشددت المصادر على أن "عائلة المختطف فوّضت فصائل محلية معارضة لنظام الأسد بقضية اختطاف ابنهم"، لافتة إلى أن "عدداً من هذه الفصائل ومنها الشريان الأوحد وقوات شيخ الكرامة، أمهلتا الأمن العسكري 24 ساعة لإعادته"، نتيجة هذا التفويض.

وانتهت المهلة التي منحتها الفصائل المعارضة، لفرع الأمن العسكري الثلاثاء دون أن يكشف الأخير عن مصير شهاب الدين الّذي لا يزال مجهولاً.

إلى ذلك، طالبت والدته في شريط مصور على موقع فيسبوك "رفاقه" بالوقوف إلى جانبه. كما أن شقيقه أشار في الشريط المصور ذاته إلى أن شقيقه "كان يشعر بأنه سيتعرض للخطف وهو كان قد فوّض المقرّبين منه بقضيته قبل ذلك".

كذلك طالب شقيقه كلّ من فصائل "الشريان الأوحد" و "رجال الكرامة" و"قوات الفهد" و "الشهبا" بالوقوف مع شقيقه المختطف منذ ثلاثة أيام.

وأدى اختطاف شهاب الدين المعروف بانتقاده لنظام الأسد، لتبادلٍ لإطلاق النار بين عناصر الأمن العسكري من جهة، وقوات "شيخ الكرامة" من جهة أخرى، في محيط الفرقة 15. ونجم عنها جريحان بعد هجوم الفصيل المعارض على الفرع الأمني على خلفية حادثة الاختطاف.

خطف 10 عناصر من مخابرات النظام

وتمكنت قوات "الشريان الأوحد" المناهضة لسلطات النظام السوري بالفعل من احتجاز عشر عناصر من المخابرات الجوية والعسكرية التابعة للنظام، وفق ما أفادت مصادر محلية للعربية.نت.

وأضافت المصادر "هناك مفاوضات في الوقت الحالي عبر وسطاء بين الطرفين لإطلاق سراحهم مقابل الإفراج عن شهاب الدين".

وخلال الأسبوع الماضي تراجع العشرات من عناصر جيش النظام بعدما نصبوا حواجزهم على مداخل المدينة، على إثر اشتباكاتٍ متقطعة مع قوات "الشريان الأوحد" والتي أرغمت عناصر الجيش على العودة لثكناتهم العسكرية.

مهند شهاب الدين

ويحاول النظام من خلال حالات الاختطاف التي تشهدها السويداء عبر ميلشياتٍ مدعومة منه من "الانتقام" من شبان المدينة الرافضين للالتحاق بصفوف جيشه.

وتشهد المدينة عشرات حالات الاختطاف في الشهر الواحد وفقاً لبيانات منظمات أهلية تعنى بالمجتمع المدني والسلم الأهلي. ويُطلق سراح بعضهم بعد الحصول على فدية مالية، بحسب هذه المنظمات.

وتعهد النظام عشرات المرات بإبقاء شبان المدينة في صفوف جيشه داخل الحدود الإدارية لمدينة السويداء بعدما طالبهم بـ "ضرورة الالتحاق بالجيش" سيما في غضون أزمة مختطفات المدينة لدى تنظيم "داعش" بعد هجومه على ريف المدينة العام الماضي.

وبالرغم من هذه الوعود التي قطعها النظام مراراً وتكراراً إلا أن أهالي المدينة يؤكدون أن "عدداً من أبنائهم" زجَّ بهم بمعاركٍ خارج السويداء. إذ قُتل أحد شبان المدينة في ظروف غامضة أثناء تأدية "الخدمة العسكرية" في جيش النظام بالقرب من ريف دمشق منتصف الشهر الماضي.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى