أثارت زيارة سرية ومفاجئة لرئيس الوزراء العراقي غضب أهالي محافظة صلاح الدين، حيث حل عادل عبدالمهدي ضيفاً على محافظة صلاح الدين مسقط رأس الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين إلا أنه لم يلتق أياً من مسؤوليها المحليين أو مواطنيها، قاصراً الزيارة على موقع مجزرة سبايكر التي أعدم فيها عناصر تنظيم داعش 1700 عنصر من الجيش العراقي إبان سيطرة التنظيم المتطرف على المدينة في عام 2014.
وقال عضو مجلس محافظة صلاح الدين فيصل الجبوري لـ"العربية.نت"، إن زيارة رئيس الوزراء "سرية ومفاجئة ولم نكن نتوقعها من رئيس وزراء العراق، وامتعض منها كل شعب صلاح الدين وليس فقط مسؤولوها المحليون".
وأكد الجبوري أن مجلس محافظة صلاح الدين استنكر الزيارة التي اختزل فيها رئيس الوزراء زيارته لموقع جريمة سبايكر فقط، دون اللقاء بأهالي المحافظة ومسؤوليها والوقوف على احتياجاتهم.
وأضاف الجبوري أن "زيارة سبايكر حدث جلل ويجب أن يشارك فيه أبرز مسؤولو صلاح الدين من مجلس المحافظة والمحافظ وكذلك الشيوخ والوجهاء بالتنديد والاستنكار وليس اقتصارها بهذه الطريقة المريبة والسرية"، على حد وصفه.
وذكر أن "أهالي صلاح الدين يدينون سلوكيات كهذه، وأن الزيارة الأولى لرئيس الوزراء يجب أن لا تكون بهذه الطريقة، بل يجب أن تكون علنية من أجل إطلاعه على واقع المحافظة، ولا سيما أنه رئيس وزراء لكل العراقيين، ويجب أن يطلع على همومهم ومشاكلهم والعمل على حلها لهم جميعهم".
من جانبه، قال قائممقام قضاء بيجي، شمال صلاح الدين، محمد محمود لـ"العربية.نت": نحن كحكومة محلية كنا نتأمل زيارة رئيس الوزراء والوزراء المعنيين لغرض الاطلاع ميدانياً على الدمار والخراب الذي حل بالمدينة وخصوصاً قضاء بيجي النفطي الذي صوت عليه البرلمان كمدينة منكوبة، ناهيك عن وجود منشآت صناعية مدمرة ومصانع لتوليد الطاقة الكهربائية، واليوم البلد بحاجة إلى الكهرباء ويعاني من النقص فيها.
وأضاف محمود أنه "بدل أن نستورد الكهرباء من هنا وهناك لماذا لا نؤهل منشآتنا لتزود البلد بالطاقة الكهربائية ونعمر قضاء بيجي الذي هو شريان حياة لجميع البلد، وكذلك هو اليوم منطقة صناعية مدمرة وليست صالحة لتقديم الخدمة للعراقيين جميعاً".
من جانبه، أصدر رئيس مجلس محافظة صلاح الدين أحمد الكريم بياناً وزعه مكتبه الإعلامي وحصلت "العربية.نت" على نسخة منه جاء فيه أن الزيارة "ولدت موجة من عدم الرضا بين أهالي المحافظة الذين يعانون ظروفاً إنسانية قاسية بسبب الدمار في مناطقهم واستمرار مآسي النزوح والمفقودين وتراجع معدل الخدمات"، داعياً مجلس الوزراء إلى عقد جلسته المقبلة في صلاح الدين للوقوف على احتياجات المحافظة واتخاذ قرارات ميدانية تعجل إعمار البنى التحتية.