حصلت الحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة حسان دياب مساء اليوم الثلاثاء على الثقة في مجلس النواب.
وقد تغيّب العديد من النواب (البالغ عددهم 128) عن الجلسة. وقد حصلت الحكومة على ثقة 63 نائباً من الحاضرين بينما رفض 20 نائباً إعطائها ثقتهم.
وكان البرلمان اللبناني قد افتتح صباح، اليوم جلسة التصويت على منح الثقة للحكومة، بينما تعهد رئيس الوزراء المكلف، حسان دياب، بالحفاظ على أموال الدولة.
وشهد افتتاح الجلسة جدلاً حول تأمين النصاب. وتأخر انعقاد الجلسة لعدم اكتمال النصاب بسبب الاحتجاجات والتظاهرات خارج البرلمان.
وأكد رئيس حزب "الكتائب"، النائب سامي الجميل، أن الجلسة بدأت من دون نصاب قانوني، مشدداً على أن هذا الأمر "غير دستوري".
وأضاف الجميل: "افتتاح جلسة الثقة من غير نصاب ضرب للديمقراطية وتحدٍّ للشباب المنتفض".
لكن كتلة "الحزب الاشتراكي"، الذي يتزعمه وليد جنبلاط، أوعزت لنوابها بالحضور، مما أمّن الحصول على النصاب لاحقاً، أي بعد افتتاح الجلسة.
وكتب جنبلاط على حسابه في "تويتر": "لقد تأمن النصاب وفق الأصول الدستورية، بغض النظر عن المزايدات من قبل بعض الأطراف واللقاء الديمقراطي له سياسته الواضحة وليس أسير تحالفات ثلاثية أو ثنائية". وعاد واستبدل تغريدته بتغريدة أخرى كتب فيها: "لقد تأمن النصاب وفق الأصول الدستورية واللقاء الديمقراطي موقفه واضح، ويسير وفق قناعاته بعيداً عن مزايدات ثنائية ولن يكون في أي حلف ثلاثي أو غير إلا إذا تأمن برنامج سياسي واقتصادي واضح المعالم والتوجهات".
بدوره، أكد رئيس مجلس النواب، نبيه بري، حضور 67 نائباً (من أصل 128) الجلسة مما يؤمن النصاب لها.
وشهد محيط مجلس النواب والشوارع المؤدية له توتراً منذ الساعات الأولى للصباح.
وحاول المتظاهرون عرقلة وصول النواب إلى مقر المجلس النيابي عن طريق قطع العديد من الطرق المؤدية إليه. ونظم المتظاهرون أنفسهم في مجموعات لرصد النواب ومنع مرورهم.
ونجح رئيس الحكومة المكلف، حسان دياب، في الوصول إلى مقر البرلمان. كما وصل عدد من النواب، بعضهم كان قد بات ليلته داخل البرلمان.
وتفادى بعض النواب الاشتباكات ووصلوا إلى البرلمان على متن دراجات نارية، ومنهم وزير النقل والأشغال.
كما تعرض موكب وزير البيئة والتنمية الإدارية، دميانوس قطار، للرشق بالبيض من قبل المتظاهرين لحظة مروره بأحد شوارع العاصمة بيروت خلال توجهه للمشاركة في الجلسة.
وقد وقعت مواجهات بين قوى أمنية والمتظاهرين الذين رشقوها بالحجارة فردت باستخدام خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع.
وخلال الجلسة قال رئيس الوزراء المكلف حسان دياب: "اتخذنا خطوات بعضها مؤلم في إطار خطة إنقاذ شاملة.. وافقنا على تسلم رئاسة الحكومة رغم علمنا بدقتها وخطورتها انطلاقاً من الحس الوطني".
وشدد دياب على أن "الحكومة تعتبر أن كثيراً من مطالب الحراك محقة وعاجلة"، مضيفاً: "لن نسمح باستباحة الأموال والأموال العامة".