قدمت إحدى شركات التحريات الخاصة مذكرة إلى القضاء الأميركي تتهم هنتر بايدن، البالغ من العمر 49 عاما، وهو نجل نائب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، بمواصلة محاولات التهرب من طلبات التحقيق في قضية إثبات نسب في ولاية أركنسو، علاوة على أنه يواجه أكثر من اتهام "يتعلق بجرائم جنائية تشمل الاحتيال وغسل الأموال وعمليات تزوير"، بحسب ما نشره موقع شبكة "Fox News".
وتتوالى المفاجآت أيضا حيث ذكرت مصادر بشركة D&A للتحريات، في تصريحات حصرية لـFox News، أن مخبريها تمكنوا من اكتشاف أن عنصر المخابرات الذي قام بالإبلاغ عن مكالمة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، ونظيره الأوكراني، والتي تتمحور حولها عملية مساءلة بمجلس النواب من جانب الحزب الديمقراطي لترمب، كان أحد مرافقي نائب الرئيس السابق بايدن في رحلة إلى أوكرانيا أوائل عام 2016، وباعترافه شخصيا، مارس خلالها ضغوط على الحكومة الأوكرانية لعزل المدعي العام من منصبه مهددا بحجب مساعدات أميركية بقيمة مليار دولار.
ولم يمكن لـFox News التحقق من مدى دقة ادعاءات شركة D&A ، كما لم يقم المحامي مارك زيد، وهو الممثل القانوني لعنصر الاستخبارات المُبلغ عن محادثة ترمب الهاتفية بالاستجابة لطلب الشبكة للحصول على تعليق.
وكان المحامي زيد قد سبق أن اعترف أن هناك "اتصال" بين "مقدم البلاغ ضد ترمب" والمرشحين الرئاسيين من كلا الحزبين، فيما أوردت تقارير إخبارية أنه توجد "علاقة عمل مهنية" بين مقدم البلاغ واحد المتنافسين الديمقراطيين لخوض انتخابات الرئاسة في 2020.
دعوى إثبات نسب
وفي نفس اليوم، الذي أودعت فيه شركة D&A التحريات الخاصة، مذكرة قانونية بالمحكمة تتضمن بلاغات بجرائم "الغش وتزوير للأدلة"، والتي تم نشر تفاصيلها للمرة الأولى على صفحات "نيويورك بوست" و"ديلي ميل" البريطانية، والتي حصلت عليها شبكة Fox News، بادرت بتقديم طلب انضمام إلى دعوى قضائية رفعتها سيدة تدعى لوندن ألكسيس روبرتس لاثبات نسب طفلها إلى هنتر بايدن، وتطالب فيها بتعويضات عن مصروفات حضانة الطفل وأتعاب المحاماة فضلا عن طلب عقد جلسة استماع تتعلق بحقوق الزيارة الأبوية.
وبادرت محكمة إنديبندانس كاونتي في آرك برفض ضم مذكرة D&A القانونية بطلب الانضمام إلى قضية الطفل روبرتس إلى الدعوى، لأن الطلب يتنافى مع القواعد الإجرائية، التي تنص على أن من يحق لهم حق التدخل في القضية يتوجب عليهم تقديم "سند قانوني يثبت واقعيا وجود قواسم مشتركة" تستلزم ضمهم إلى الدعوى القضائية القائمة.
وصرحت شركة D&A لـFox News بأنه من المتوقع أن يتم تقديم مذكرة قانونية إضافية قريبا، وألمحت إلى أنه سيتم فضح تفاصيل أكثر من جريمة ذات صلة بتعاملات تجارية لنجل بايدن قريبا.
ومن جانبه، قام هنتر بايدن بدحض ادعاءات شركة D&A وأبلغ المحكمة أن تلك الادعاءات كاذبة بشكل فاضح في إطار محاولة مكشوفة لكسب اهتمام إعلامي وحشد الرأي العام.
وتأتي تلك التطورات في الوقت، الذي تصف فيه شركة D&A للتحريات الخاصة بشكل علني على موقعها الإلكتروني إجراءات مساءلة الديمقراطيين لترمب بأنها "زائفة ومفتعلة".
وتشتهر شركة D&A بتوليها مهام التحريات بالتعاون مع فريق الدفاع عن كيسي أنتوني، وهي السيدة، التي حصلت على حكم بالبراءة من اتهامات بقتل طفلها في فلوريدا، في محاكمة حظيت بتغطية إعلامية مكثفة في عام 2011. واتهمت كيسي محققين بشركة D&A بالإساءة لسمعتها بغرض جذب اهتمام إعلامي بالمقام الأول.
التحقيق في أقوال بايدن الأب
وتتضمن المذكرة القانونية من شركة D&A عدة طلبات مبدئية تبرز فيها بعض التساؤلات التي لم يتم حسمها بإجابات قاطعة، وهي تتصل بجلسات مساءلة الرئيس ترمب بمجلس الشيوخ. ومن أبرزها أنه بعد انتهاء فترة عمل جو بايدن كنائب للرئيس، قام بحضور مؤتمر ناقش خلاله ما دار في اجتماع غير معلن عنه بأوكرانيا لأول مرة، حيث ذكر متفاخرا أمام باقي المشاركين: "لقد قلت لهم: أنا أخبركم أنكم لن تحصلوا على مبلغ المليار دولار". وكرر بايدن جملته: "قلت: أنت لن تحصل على المليار. وأنا على وشك المغادرة من هنا (أوكرانيا) خلال ...حوالي 6 ساعات ونظرت إليهم، وما لم يكن قد تم عزل المدعي العام، فأنتم لن تحصلوا على الأموال. وبالفعل تم فصل المدعي العام وتعيين شخص صلب في نفس اللحظة".
غسل أموال
وتؤكد تحريات D&A، المدونة في المذكرة القانونية، أن هنتر بايدن وشركائه التجاريين قاموا بـ"إنشاء حسابات مالية بنكية لدى مؤسسة مورغان ستانلي وشركاه" لصالح شركة الغاز الطبيعي الأوكرانية Burisma القابضة المحدودة في اطار مخطط "لغسل الأموال"، ضمن مشاريع أخرى.
ووفقا للوثائق المرفقة بالمذكرة القانونية، تراكم مبلغ 156 مليون دولار أميركي في أحد هذه الحسابات.
وتطالب D&A بضرورة التحقيق بشأن هذه الادعاءات لأن هنتر لم يقدم إجابات "منطقية" على تلك الأسئلة "الأساسية"، مشيرة إلى أن مخبريها عكفوا على "التحري بفاعلية" بشأن بايدن وشركائه "منذ 8 أغسطس 2016. "
وشغل هنتر بايدن منصب عضو مجلس إدارة بشركة Burisma، التي كانت قيد التحقيق، حيث مارس نائب الرئيس جو بايدن وقتذاك ضغوطا على أوكرانيا لإقالة المدعي العام التي فتح ملفات الفساد والتلاعب الخاصة بها. وتجري مساءلة من جانب الحزب الديمقراطي بمجلس الشيوخ حول إشارة الرئيس ترمب في محادثة هاتفية مع نظيره الأوكراني إلى الضغوط التي مارسها بايدن على الحكومة الأوكرانية والتي يتفاخر بأنها أدت إلى إقالة المدعي العام آنذاك من منصبه.
ونفى جو بايدن معرفة أي شيء عن تعاملات ابنه التجارية، فيما حصلت شبكة Fox News على صورة تظهر نائب الرئيس السابق وهو يمارس رياضة الغولف مع هنتر ومدير تنفيذي بشركة Burisma، كما أن هنتر نفسه سبق أن أقر بأنه ناقش معاملاته التجارية في إحدى المرات مع والده.
طفل غير شرعي
وفي الوقت نفسه، تزعم السيدة روبرتس، 28 عامًا، في دعواها القضائية أن هنتر بايدن "لم يكن له أي دور في حياة طفلهما منذ ولادته، وأنه لم يتفاعل مطلقًا مع الطفل، ولم يتحل بسلوك أبوي على الإطلاق لدرجة أنه لا يمكنه أن يتعرف على طفله وسط صور لمجموعة أطفال".
وتؤكد نتائج اختبارات الحمض النووي "بيقين علمي" أن هنتر هو الأب البيولوجي لطفل السيدة روبرتس، وفقًا للوثائق المقدمة للمحكمة في نوفمبر/تشرين الثاني 2019.
بايدن منفعل
واحتد جو بايدن في الرد على سؤال وجهه مراسل شبكة Fox News فوكس نيوز قال فيه: "أنا أتساءل عما إذا كان لديك تعليق على هذا التقرير (تحليل الحمض النووي)، الذي تم إيداعه في محكمة في أركنساس، يثبت أن ابنك هنتر جعلك جدًا جديدًا". وأجاب بانفعال: "لا، إن هذه مسألة خاصة وليس لدي أي تعليق"، قبل أن يستطرد موبخا المراسل: "يمكنك سؤالي فقط حول ما إذا كنت رجلا صالحا أو بحال جيد أو أنيق". ويُقال، في هذا السياق، إن هنتر ينتظر حاليا طفلاً مع زوجته ميليسا كوهين بايدن، التي تزوجها في مايو/أيار.
هنتر والمخدرات
وكانت الحياة الخاصة لهنتر بايدن قد عادت لتتصدر عناوين الصحف مرة أخرى في وقت سابق من الشهر الجاري، عندما أشار عضو مجلس النواب عن الحزب الجمهوري من ولاية فلوريدا، مات غايتز، إلى اعتراف هنتر في الماضي بتعاطي المخدرات.
واستشهد غايتز بمقال، نُشر في يوليو/تموز في مجلة "نيويوركر"، وتضمن مقابلات مع هنتر الذي تحدث فيه عن تعرضه لحادث سيارة في عام 2016. وأنه، وفقًا لتلك المقال، كان الموظفون في شركة تأجير سيارات قد أبلغوا عن عثروهم على أنبوب تعاطي كوكايين داخل حطام السيارة. كما نقل المقال عن هنتر وصفه لمحاولاته شراء مخدر الكوكايين من أحد معسكرات إيواء المشردين في لوس أنجلوس.
وقال غايتز، قبل أن يتناول بالتفاصيل المعلومات المذكورة في مقال "نيويوركر"، أمام بايدن: "لقد وجدت هذا الملف التعريفي الشامل للغاية في مجلة نيويوركر". و"لا أريد أن أسلط الضوء على قضايا تعاطي المخدرات لأي شخص، لأني أعرف أن الرئيس يعمل بجد لحل هذه المشكلات في جميع أنحاء البلاد، لكن من الصعب بعض الشيء أن يصدق المرء أن شركة Burisma (الأوكرانية) تعاقدت مع هنتر بايدن لحل نزاعاتها الدولية وهو في الوقت نفسه لم يستطع حل نزاعه مع شركة هيرتز لتأجير السيارات بسبب ترك الكوكايين وأنبوب تعاطي في السيارة. "
وتساءل أعضاء مجلس النواب من أعضاء الحزب الجمهوري عن السبب وراء دفع راتب إلى هنتر بايدن يصل إلى 50 ألف دولار شهريًا من جانب شركة Burisma في وقت متزامن مع تولي والده لقيادة المعاملات الدبلوماسية لإدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما مع (العاصمة الأوكرانية) كييف. على الرغم من أن التوقيت أثار مخاوف بين دعاة مكافحة الفساد، ولكن لم يتم اتهام نائب الرئيس السابق ولا ابنه رسميًا بخرق القانون.