عددت الأمم المتحدة في تقرير نشرته الأربعاء "القتل العمد" و"الخطف والاعتقال العشوائي" على يد "جماعات مجهولة"، بين الانتهاكات المستمرة ضد المتظاهرين المناهضين للحكومة العراقية.
يأتي التقرير وسط سلسلة من الاغتيالات المستهدفة والاعتقالات لنشطاء مدنيين وصحفيين أثارت الخوف بين المحتجين.
ودعت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق "يونامي" الحكومة لـ"تحديد الجماعات المجهولة" التي تستهدف المحتجين ومحاسبتها، وذلك في تقرير نشر الأربعاء بناء على 183 مقابلة أجريت بين 5 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي و5 ديسمبر/كانون الأول الحالي.
وأضاف التقرير: "يونامي مستمرة في استقبال بلاغات اتهامات ذات مصداقية بعمليات قتل عمد، وخطف، واعتقال عشوائي يقوم بها رجال مسلحون مجهولون يعرفون باسم "الميليشيا" أو "أطراف ثالثة مجهولة" أو "كيانات مسلحة" أو "محظورين" أو "مخربين"".
وتابع التقرير: "على الحكومة تحديد هويات تلك الجماعات المسؤولة دون تأجيل وتقديم المعتدين للمحاسبة".
وأضاف: "إذ تتحمل المسؤولية الأساسية عن حماية شعبها، يجب ألا تألو الدولة جهداً في حماية المحتجين السلميين من العنف على يد أطراف مسلحة تعمل خارج سيطرة الدولة فضلا ًعمن لهم صلات رسمية أو غير رسمية داخل الدولة".
كما ذكرت الأمم المتحدة أن "معلومات موثوقا بها" تشير إلى أن نشطاء وصحفيين بارزين كانوا مستهدفين بالاعتقال من كل من قوات الأمن العراقية والجماعات المسلحة.
واختفى ما لا يقل عن خمسة نشطاء بارزين، حسبما ذكر التقرير.
وفي التقرير، قال أحمد، أحد المتظاهرين الذي لم يذكر اسمه الأخير خوفاً من الانتقام: "خارج ساحة التحرير، لسنا آمنين.. نحن نعلم أن عمليات الاختطاف والقتل تقوم بها الميليشيات لإخافتنا وإجبارنا على الرحيل".
وتم نشر التقرير بعد يوم واحد من اغتيال علي نجم اللامي، الذي تم اختطافه من ساحة التحرير، مركز الحركة الاحتجاجية، وقُتل في منطقة الشعب، شمال شرق بغداد، حيث تم العثور على جثته وعليها آثار طلق ناري في الرأس. لم يتم التعرف على الجناة.
وقد اختفى ما لا يقل عن ثلاثة نشطاء مدنيين آخرين. وزيد الخفاجي (22 عاماً) المصور الصحفي المعروف بتوثيق الاحتجاجات، اختطف من منزله في حي القاهرة (شمال شرق بغداد) بعد عودته من الساحة الساعة الرابعة صباحاً. وشوهدت سيارة سوداء بها أربعة رجال على الأقل وهي تخطف الخفاجي.
في سياق آخر، ذكر التقرير أن الغالبية العظمى من المتظاهرين المناهضين للحكومة الذين اعتقلتهم قوات الأمن منذ الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي قد أطلق سراحهم دون تهمة.
وبدأت الاحتجاجات أول أكتوبر/تشرين الأول الماضي في عدة مدن من العراق حيث خرج الآلاف من المحتجين إلى الشوارع للتنديد بالفساد الحكومي المتفشي.