خرج أنصار زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر مساء السبت بمسيرات في بغداد متوعدين المسؤولين عن استهداف المتظاهرين مساء الجمعة.
كما أفاد مراسل قناتي "العربية" و"الحدث" باحتشاد أعداد كبيرة من المتظاهرين في ميدان التحرير، وسط أجواء هادئة تسود حالياً ساحات التظاهر في بغداد.
ونفذ مسلحون ليل الجمعة هجوماً على مكان الاعتصام الرئيسي في بغداد أدى لمقتل 23 شخصاً، بحسب عدة مصادر، في أدمى حادث تشهده العاصمة العراقية منذ أسابيع.
وقالت الشرطة والمصادر الطبية إن 127 شخصاً آخرين أصيبوا بالرصاص وأعمال الطعن خلال الهجوم، الذي استهدف المحتجين المناوئين للحكومة قرب ساحة التحرير.
وتعليقاً على الهجوم، أكدت مفوضية حقوق الإنسان في العراق أن "استهداف المتظاهرين السلميين في ساحة الخلاني وجسر السنك يرقى إلى مستوى الجرائم الإرهابية.
وأعلنت المفوضية في بيان، السبت، أنها تابعت "بقلق بالغ وبأسف شديد الأحداث.. والانتهاكات التي تعرض لها المتظاهرون السلميون".
وأدانت المفوضية بشدة استهداف المتظاهرين السلميين بالرصاص الحي، مؤكدةً أن الهجوم أودى بحياة 9 متظاهرين وإصابة 85 من المدنيين و15 من القوات الأمنية.
وطالبت "قيادة عمليات بغداد والقوات الأمنية المكلفة بتوفير الحماية لساحات التظاهر في بغداد بإلقاء القبض على المجرمين الذين تسببوا في هذا العمل الإجرامي الشنيع الذي يرقى إلى مستوى الجرائم الإرهابية، وفقاً لقانون مكافحة الإرهاب العراقي بالرقم 13 لسنة 2005 والكشف عن هوية الفاعلين وإحالتهم للقضاء لينالوا جزاءهم العادل".
وكررت المفوضية مطالبتها للقوات الأمنية "بتفعيل العمل بمفارز التفتيش المشتركة والتنسيق مع المتظاهرين لإبعاد المخربين الذين يعرضون المتظاهرين والقوات الأمنية والممتلكات العامة والخاصة للخطر والضرر".
كما أكدت أن "حرية التعبير عن الرأي وحق التظاهر السلمي من الحقوق التي كفلها الدستور، وأن حماية المتظاهرين السلميين وتمكينهم من هذا الحق هو واجب الحكومة بأجهزتها المعنية والمختلفة، ولا يمكن التذرع بأي ذريعة للتنصل عن هذا الواجب".
ودعت المفوضية المتظاهرين السلميين "للتعاون مع القوات الأمنية الرسمية في أداء مهامها وواجباتها، وفقاً للقانون وفرز العناصر المندسة والإبلاغ عنها والحفاظ على سلمية التظاهرات".
ومنذ أسابيع يعتصم آلاف المحتجين في ساحة التحرير في وسط بغداد، كما يحتلون ثلاثة جسور تؤدي إلى المنطقة الخضراء بالمدينة مطالبين بالقضاء على النظام السياسي الحالي في البلاد.
ووقع الهجوم على المعتصمين، الجمعة، بعد ساعات من إعلان الولايات المتحدة فرض عقوبات على ثلاثة من قادة الحشد الشعبي المدعوم من إيران، والذين قالت واشنطن إنهم يأمرون بقتل المحتجين.