ناجون من حريق هاواي يستعيدون المشهد الأسود

ناجون من حريق هاواي يستعيدون المشهد الأسود
ناجون من حريق هاواي يستعيدون المشهد الأسود

وصل عدد الضحايا جراء الحريق المدمر الذي دمر بلدة تاريخية سياحية في هاواي إلى 53 شخصًا، الخميس الماضي. هذه الكارثة أصبحت الأكثر دموية على الجزر حتى الآن منذ أن أصبحت ولاية أميركية، وتم نشر الحرس الوطني لمساعدة في التعامل مع الحرائق. وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن حرائق هاواي ككارثة طبيعية، وقرر تقديم مساعدات فيدرالية إلى جزيرة ماوي بهدف دعم أعمال الإغاثة وتوفير المأوى الفوري ودعم جهود إعادة الإعمار.

يستعيد إيكولو برايدن هوبيلي، وشريكته، مشاهد النيران التي فرا منها بسيارة أثناء الحريق غير المسبوق الذي أودى بالعشرات في هاواي، بالقول إن “كل شيء كان أحمر، الغبار والرياح في كلّ مكان، كثيفة كالجحيم”.

وأضاف الشاب البالغ 18 عاما والذي فر من منزله في لاهاينا، البلدة السياحية التي مُسحت تقريبا من الخريطة في جزيرة ماوي “ظننت أنني سأموت. كنت أنظر إلى مضخة الوقود بجوار أرضنا وهي تشتعل. لم أر سوى الدخان والرماد الكثيف يتساقط من السماء”.

وكغيره من السكان، جاء للاحتماء في موقف آمن للسيارات وفرته السلطات المحلية التي فتحت أيضًا ملاجئ لاستقبال آلاف المتضررين.

أودت الحرائق المروعة ب55 شخصا على الأقل في هذه الولاية الأميركية، وفقا لآخر حصيلة مرشحة للارتفاع، وفق السلطات.

وتفاقمت حدة النيران بسبب رياح عاتية غذّتها قوة الإعصار دورا الذي يضرب راهناً منطقة المحيط الهادئ، ما أحدث إرباكا لدى السكان.

“كان ينبغي أن أفعل شيئا”

كان هوبيلي، الذي تحدث لوكالة فرانس برس، وهو جالس على صندوق سيارته التي نام فيها رفقة شريكته، لا يزال في حالة صدمة، بين الشعور بالارتياح بعد النجاة والشعور بالذنب لعدم البقاء لمساعدة الآخرين.

وقال “أشعر بالعجز وبأنني أعزل.. عندما أفكر في الأمر وأنني تركت كثيرين ورائي. كان ينبغي أن أفعل شيئا، أن أساعد، لكنني كنت سأعرض نفسي لخطر أكبر، لو فعلت ذلك، لما كنت هنا”.

إلى جانبه، تشعر شريكته، شارماين بودوان “بالحزن” لرؤية قريتها تتبدد. وتستذكر ساعات الألم التي قضتها بدون أن تعلم شيئا عن مصير أقاربها حتى عثرت عليهم أخيرا الخميس في أحد الملاجئ التي أقامتها السلطات.

تقول الشابة البالغة 20 عاما “لقد انهار عالمي.. نشأت في هذه القرية. كل ذكرياتي فيها، كل جولاتي كانت في لاهاينا”، مضيفة أن رؤية كل صور ومقاطع فيديو الدمار هذه “كارثية”.

وأكدت “لقد فقدنا كل شيء” وهي تنظر في الصندوق الذي يحتوي على اللحاف والوسائد التي حصلا عليهم وما تمكنا من إنقاذه: القيثارة.

“مدينة أشباح”

كانت لاهاينا البالغ عدد سكانها حوالى 12 ألف نسمة، وجهة سياحية مفضلة لملايين الأشخاص الذين يزورون ماوي كل عام.

أتت النيران على متاجر الهدايا التذكارية والمطاعم والحانات والمعالم التاريخية، إلى جانب قسم كبير من الميناء الخلاب حيث كان يتجول الآلاف من الأشخاص ويلتقطون الصور وهم يستمتعون بمشهد غروب الشمس.

وتقول ساري كروز التي كانت تعمل في أحد أشهر المطاعم “إنه شعور غريب. ما زلنا لا نصدق ذلك”.

وأضافت المرأة البالغة 28 عاما والتي اضطرت إلى الفرار مع والديها وأختها وأطفالها الثلاثة مصطحبة ملابس بالكاد تكفيهم “لم يبق شيء، فقدنا كل شيء” واصبحت “لاهاينا مدينة أشباح”.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى