مشروع ايران التوسعي… هل تلجمه فيينا؟

مشروع ايران التوسعي… هل تلجمه فيينا؟
مشروع ايران التوسعي… هل تلجمه فيينا؟

جاء في المركزية:
يشهد العالم توترات متنقلة، من اوكرانيا إلى اليمن فسوريا وفلسطين… لكنه يشهد في المقابل محادثات ولقاءات على مستويات عالية لبحث الأزمات بدءا من مفاوضات فيينا حول الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة وايران مرورا بالجولة الخامسة من المحادثات الايرانية -السعودية اخيرا، والتي سبقتها اللقاءات بين قادة الدول العربية والخليجية مع اسرائيل في النقب وشرم الشيخ والعقبة، وصولاً إلى اللقاء المرتقب الذي سيجمع الرئيس الاميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الاسرائيلي نفتالي بينيت، حيث أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، أن الرئيس الأميركي قَبِل دعوة بينيت لزيارة الأراضي المحتلة. وأشار في بيان، إلى أن الزيارة ستتم “في الأشهر المقبلة” من دون تحديد موعد رسمي لها. ولكن هل ستتوصل هذه المحادثات إلى حلول للمنطقة والعالم ولجم مشروع ايران التوسعي؟
مدير “معهد المشرق للشؤون الاستراتيجية” الدكتور سامي نادر يقول لـ”المركزية”: “المحادثات السعودية الايرانية تأتي ضمن سياق بدأ منذ نحو سنتين، منذ وصول إدارة بايدن وعودة المفاوضات بين الاميركيين والايرانيين بشكل مباشر او غير مباشر. عندها، فضّل الجانب العربي، “الملدوغ” نوعاً ما والمتخوف من حصول المفاوضات على حسابه، أن يبادر ويكون في موقع المفاوض بدل أن يكون على طاولة المفاوضات ويتم التحدث باسمه، تحسباً لعدم تكرار تجربة العام 2015 عندما بدأت المفاوضات النووية في عهد الرئيس الاميركي باراك اوباما. كل ذلك، بهدف منع حصول أي اتفاق حول الملف النووي على حساب العرب، فلا يأتي الاتفاق على شاكلة ذاك الذي تمّ توقيعه عام 2015 على حسابهم ، بما أنه ركّز على النووي فقط وغضَّ النظر لا بل غطّى تمدد ايران الاستراتيجي في المنطقة. وبالتالي قررت السعودية هذه المرة التفاوض بشكل مباشر. وتناول البحث بين الجانبين في الدرجة الاولى وبشكل أساسي مسألة اليمن، ومن ثم انتقل إلى مناطق أخرى في الشرق الاوسط كالعراق ولبنان وسوريا. وحتى اليوم، لم تتوصّل هذه المفاوضات، التي تتوقف وتستأنف، إلى اتفاق لا بل الى تهدئة. والسبب أن اهتمام الجانب الايراني الاول ما زال يتركز على التوصل الى اتفاق مع الاميركيين وليس مع اطراف من المنطقة، لأنه ما زال يعتبر أن لديه مشروع تمدد استراتيجيا في المنطقة وهو في نهاية المطاف على تنافس مع هذه القوى الاقليمية الأخرى”.
أما بالنسبة للضربات الاسرائيلية على سوريا وآخرها فجر اليوم وسقوط قتلى وجرحى عسكريين، فيجيب نادر: “هناك اطراف في الاقليم، وبشكل خاص اسرائيل والدول العربية والخليجية التي اجتمعت في النقب، قلقة من تجربة الاتفاق النووي في عهد الرئيس اوباما، وتتخوف من إبرامه مجدداً على حسابها، وان يتم توقيع اتفاق لا يملأ كل الشروط للحد من النووي، لأنه محدود زمنيا ولا ينزع بشكل نهائي شبح عودة الحصول على اسلحة نووية، لذلك فهي تطالب باتفاق أطول وأقوى. هذا بالنسبة للنووي، ولكن الأهم بالنسبة لهذه الاطراف، هو “الاتفاق المكمّل” اي الاتفاق على الصواريخ وعلى أذرع ايران في المنطقة، وبالتالي، لا تنفك تكرر بأنها غير معنية بالمفاوضات النووية التي تحصل مع ايران، جل ما هناك انها تريد حماية مصالحها، وبالتالي تضرب اسرائيل حيث هناك تمدد ايراني او تهديد مباشر لأمنها”.
ويختم نادر: “الحرب في اوكرانيا أعطت اسرائيل والدول الخليجية هامش مناورة أكبر لأن الولايات المتحدة بحاجة إلى هؤلاء الشركاء من أجل تفعيل العقوبات ومنع روسيا من الوصول إلى منصات أخرى للالتفاف عليها. وفي الوقت نفسه تحتاج الى ضخ كمية من النفط او تعاون خليجي للحد من صعود اسعار النفط التي من الممكن ان تكون لها تداعيات سلبية جدا على الاقتصاد الاميركي كما العالمي، وبالتالي رأينا كيف سقط نوعا ما، كل الاهتمام بالمشروع الايراني، لأن هناك قلقا كبيرا من إغاظة أو مضايقة شركاء اساسيين في المنطقة، هي بحاجة اليهم اليوم على المستوى الاستراتيجي الكبير”.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى