أعلنت وكالة تسنيم الإيرانية الأربعاء، أن طهران استأنفت تخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو النووية.
يذكر أن التلفزيون الإيراني كان صرّح الأربعاء، أن طهران بدأت ضخ غاز اليورانيوم في أجهزة الطرد المركزي بمنشأة فوردو النووية المقامة تحت الأرض، وذلك في إطار التقليص التدريجي لالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي الموقع مع القوى العالمية في عام 2015، الذي يحظر ضخ المواد النووية بمنشأة فوردو، التي سيتحول وضعها الآن بعد تلقيم الغاز في أجهزة الطرد المركزي من محطة أبحاث مصرح بها إلى موقع نووي نشط.
وقال التلفزيون: "بدأت إيران ضخ غاز (اليورانيوم) في أجهزة الطرد المركزي في فوردو بحضور مفتشين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
جاء هذا الإعلان بعدما أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني الثلاثاء، أن بلاده ستستأنف أنشطة التخصيب في منشأة فوردو، في خطوة إيرانية تندرج بإطار جهود طهران للحصول على فوائد ملموسة وإضافية من الاتفاق الذي انسحبت منه الولايات المتحدة مؤخرا، مع فرض الرئيس دونالد ترمب أيضا عقوبات جديدة على طهران تهدف إلى تقليص دورها الإقليمي.
من جهته، أعلن متحدث باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في بيان الأربعاء: "نحن على دراية بالتقارير الإعلامية المتعلقة بفوردو. مفتشو الوكالة موجودون على الأرض في إيران وسيرفعون تقريراً عن أي أنشطة ذات صلة لمقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا".
"ابتزاز نووي"
فيما اتهمت الولايات المتحدة إيران، الثلاثاء، بممارسة "الابتزاز النووي" وتعهدت بتشديد الضغوط عليها، وذلك بعد إعلان طهران استئنافها أنشطة تخصيب يورانيوم كانت مجمدة سابقاً في منشأة فوردو.
وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية: "ليس لدى إيران سبب معقول لتوسيع برنامجها لتخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو أو أي مكان آخر، عدا عن كونها محاولة واضحة للابتزاز النووي لن تؤدي سوى إلى تعميق عزلتها السياسية والاقتصادية".
وتابع المتحدث: "سنستمر في فرض أقصى الضغوط على النظام حتى يتخلى عن سلوكه المزعزع للاستقرار، بما في ذلك الأعمال الحساسة المتعلقة بالحد من انتشار الأسلحة النووية".
وكانت إيران قد وافقت عام 2015 على تحويل فوردو إلى "مركز للتكنولوجيا والعلوم النووية والفيزيائية" تستخدم فيه 1044 جهازاً للطرد المركزي في أغراض غير التخصيب، مثل إنتاج النظائر المستقرة التي لها العديد من الاستخدامات السلمية.
وبعد أن انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق العام الماضي، وأعادت فرض عقوباتها على إيران، قلصت طهران تدريجياً التزاماتها النووية.
سخط دولي
قرار إيران أثار ردود أفعالا غاضبة واسعة، حيث أعلن وزير خارجية بريطانيا، دومينيك راب، الثلاثاء، أن أفعال إيران الأخيرة "تتعارض بوضوح مع الاتفاق النووي وتشكل تهديدا لأمننا القومي".
كما عبرت روسيا، الثلاثاء، عن القلق إزاء قرار إيران استئناف تخصيب اليورانيوم في منشأة تحت الأرض جنوب طهران في خطوة جديدة عقب انسحابها من اتفاق مع الدول الكبرى، فيما أبدى الاتحاد الأوروبي قلقه بشأن إعلان إيران مراجعة التزاماتها ضمن الاتفاق النووي.
وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، للصحافيين: "إننا نراقب بقلق تطور الوضع"، مضيفاً: "نحن نؤيد الحفاظ على هذا الاتفاق".
وقالت الناطقة باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني: "نعبر عن قلقنا الشديد إزاء إعلان الرئيس حسن روحاني الذي عاد عن التعهدات التي قطعتها طهران. نحض إيران على عدم اتخاذ إجراءات جديدة يمكن أن تقوض بشكل إضافي الاتفاق النووي الذي بات الدفاع عنه يزداد صعوبة".
من جانبها، ذكرت الخارجية الفرنسية أن الإعلان الإيراني عن تقليص جديد للالتزامات النووية مخالف للاتفاق، مؤكدة أنها ستنتظر الآن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن أنشطة إيران.
وقالت الخارجية الفرنسية إنها لا تزال ملتزمة بالاتفاق النووي، ودعت إيران للعدول عن قراراتها.