نابليون.. عرض فرنسا لخطر الغزو وغدا "حاكماً على حجر"

ما بين عامي 1812 و1814، عاشت القارة الأوروبية على وقع واحدة من أهم الحملات العسكرية التي عرفها التاريخ، إثر انهيار اتفاقية "تلسيت" الموقعة سنة 1807 وتزايد حدّة الخلافات السياسية والجغرافية والاقتصادية بينه وبين القيصر ألكسندر الأول، اتّجه الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت لشن حملة عسكرية ضد الإمبراطورية الروسية ليقود بذلك مئات الآلاف من جنوده نحو موسكو ويعود لاحقا وهو يجرّ أذيال الخيبة لباريس برفقة عشرات الآلاف منهم فقط.

صورة للقيصر الروسي ألكسندر الأول

إضافة لذلك، شهدت الفترة نفسها ظهور التحالف السادس الموجّه ضد فرنسا، والذي ضمّ في صفوفه العديد من القوى الأوروبية، كانت أبرزها بريطانيا، وروسيا، وبروسيا، والسويد والنمسا.

وبسبب هذا التحالف، عرف نابليون بونابرت أسوأ هزائمه، حيث أجبر على خوض معركة وقعت في تشرين الأول/أكتوبر من عام 1813، مني خلالها بهزيمة قاسية عرّضت فرنسا لخطر الغزو.

لوحة زيتية تجسد نابليون بونابرت عقب توقيعه على وثيقة تنحيه عن العرش
لوحة زيتية تجسد نابليون بونابرت وهو يودع الحرس الإمبراطوري

وفي التفاصيل، مرّ الفرنسيون بفترة صعبة، إثر هزيمتهم بمعركة البيريني، وخسارتهم لأكثر من 100 ألف جندي، فضّل حينها المارشال الفرنسي جان دو ديو سول (Jean-de-Dieu Soult) مطلع شهر آب/أغسطس 1813 الانسحاب والتراجع نحو الأراضي الفرنسية.

فيما واصلت قوات التحالف السادس عقب كل هذه الانتصارات في شهر كانون الأول/ديسمبر 1813 تقدمها نحو الأراضي الفرنسية، وخرجت الأمور عن سيطرة نابليون بونابرت على الرغم من نجاحه بتحقيق إنجازات عسكرية عديدة.

رسم تخيلي لنابليون الثاني
صورة لزوجة نابليون بونابرت الأميرة النمساوية ماري لويز

وخلال شهر شباط/فبراير 1814، تجاهل العديد من كبار قادة الجيش أوامر بونابارت، وعن ذلك قال الإمبراطور: "الجميع يخالفون أوامري، لم يعد أحد يهابني في فرنسا، يجب أن أكون في كل مكان في الآن نفسه".

يوم 31 آذار/مارس 1814، حلّ نابليون بونابرت على عجل بفنتنبلو (fontainebleau) لإعداد خطة تهدف لاستعادة العاصمة باريس التي وقعت في قبضة الحلفاء بعد يوم واحد من المعارك.

إلى ذلك، اصطدمت مشاريع الإمبراطور الفرنسي بواقع مخالف تماما لما توقّعه، حيث صوّت النواب الفرنسيون على قرار خلعه من الحكم بعد أن وقّعت الحكومة على بيان الاستسلام، ورفض قادة الجيش مساندة الهجوم على باريس ليجد نابليون بونابرت نفسه وحيدا.

راسل نابليون على إثر ذلك القيصر الروسي ألكسندر الأول، عارضا عليه فكرة التنازل عن العرش لصالح ابنه نابليون الثاني، البالغ من العمر 3 سنوات، وتعيين زوجته الأميرة النمساوية ماري لويز كوصية على العرش.

بادئ الأمر وافق الحاكم الروسي على هذا العرض قبل أن يتراجع مطالبا نابليون بونابرت بالاستسلام غير المشروط.

رسم تخيلي لمعركة ليبزغ

وبعد ضغط من كبار قادة الجيش الذين طالبوه بالرحيل لتجنب الحرب الأهلية، وافق نابليون بونابرت على التنازل عن العرش يوم 6 نيسان/أبريل 1814 ووقّع على وثيقة فونتنبلو يوم الحادي عشر من نفس الشهر والتي حصل على إثرها على لقب إمبراطور جزيرة إلبا (Elba) بالبحر الأبيض المتوسط وجراية قدّرت بنحو مليوني فرنك.

في الأثناء، انزعج نابليون بونابرت مما جاء في معاهدة "فونتنبلو"، واعتبرها غير عادلة، ووصف جزيرة إلبا بحجر في المتوسط، واعتبر نفسه "امبراطورا على حجر".

كاريكاتير ساخر حول نابليون بونابرت عقب تحوله لإمبراطور لجزيرة إلبا
صورة للجنرال جان دو ديو سول
خريطة تجسد موقع جزيرة إلبا

ولتجنب هذه المعاهدة وما فيها، حاول نابليون بونابرت الانتحار عن طريق تجرع السم.

يوم 20 نيسان/أبريل 1814، ودّع نابليون بونابرت الحرس الإمبراطوري قبل أن يتجه نحو منفاه بجزيرة إلبا والتي مكث فيها فترة وجيزة عاد على إثرها ليحكم فرنسا مجددا لـ100 يوم انتهت بنفيه نهائيا نحو جزيرة سانت هيلينا عقب خسارته معركة واترلو.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى