"عائلته ما زالت مرعوبة ومصدومة وفاقدة للأمل"، بهذه الكلمات عبّر مهند الهاشمي، ابن شقيقة الباحث والخبير الأمني العراقي هشام الهاشمي، الذي اغتيل قبل عام من الآن على يد مسلحين ملثمين، فيما وجهت أصابع الاتهام إلى ميليشيات موالية لإيران، لا سيما وأنه كان شديد الانتقادات لها في الفترة الأخيرة من حياته.
وأوضح مهند في حديث لـ "العربية نت"، أن قضية خاله لا تزال مجهولة التفاصيل، حيث لم يتضح شيئاً بعد رغم مرور عام، على اغتياله الذي ترك أثرا كبيرا في نفوس العراقيين.
مادة اعلانية
كما أضاف أن عائلته ما زالت مرعوبة ومصدومة، مشيراً إلى أن أطفاله إلى الآن في حالة ذهول كبيرة ولم يصدقوا أن والدهم لن يعود أبداً.
"الجهة المنفذة معروفة"فيما قال مصدر أمني لـ "العربية نت" إن "ملف جريمة اغتيال الهاشمي لا يزال عند القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي"، مؤكداً أن "الملف يضم جميع أسماء الأشخاص المتورطين بنوع الدراجة والسلاح المستخدم وكذلك تسجيلات كاميرات المراقبة وقصاصة فيها توقيع لقيادي في إحدى الميليشيات والتي أعطى فيها الضوء الأخضر لاستهداف الهاشمي".
كما أضاف أن "الأشخاص الذين اغتالوا الهاشمي تابعون لجهة مسلحة معروفة عند جميع العراقيين".
الكاظمي يزور أسرة الهاشمي
في المقابل، أوضح الصحافي العراقي عمار الشمري لـ "العربية نت"، وهو من الأصدقاء المقربين للهاشمي ومطلع على تفاصيل كثيرة من حياته، "أنه ومع مرور سنة كاملة على اغتياله ولحد اللحظة لم تظهر أي خيوط تساعد على الوصول إلى المنفذين بالرغم من وجود بعض المعلومات التي توصلت إليها الحكومة إلا أنها غير مؤكدة".
كما أكد أن "الحكومة لم تنفذ عمليات دهم أو اعتقال لأن الموضوع يتعلق بأمر سياسي كبير وقد يذهب بالبلد إلى صراع داخلي أو اقتتال ومن هذا الباب الحكومة فضلت الصبر والسكوت على المضي في البحث عن خيوط الجريمة" .
وأضاف أنه "من الناحية الفنية والحرفية في مجال التحليل الاستراتيجي فإن العراق خسر رمزا من رموز التحليل السياسي والأمني وكذلك فقدت بعد الهاشمي المعلومة المدروسة والقراءة الحقيقية لمستقبل العراق".
سطوة الميليشياتمن جهته، أشار المحلل السياسي علي البيدر لـ "العربية نت" إلى أنهم كنخب خسروا هشام وخسروا غيره وقد يكون هو الضحية الجديدة في قائمة القتلى ما لم تتدخل قوى عظمى لسحق الجهات المنفلتة، كون الحكومة العراقية عاجزة عن فعل شيء أمام سطوة هذه الميليشيات والقوى الخارجة عن القانون".
في المقابل، قال الباحث أحمد الياسري رئيس المركز العربي الأسترالي للدراسات إن اغتياله كان اغتيالاً سياسياً نوعياً وشكل منعطفاً في المشهد السياسي العراقي الآني.
الهاشمي وأطفاله الثلاثة
بدورها، اعتبرت الصحافية العراقية سجد الجبوري لـ"العربية نت"، أن الضعف الحكومي والأمني تسبب في تمادي الجماعات الخارجة عن القانون حيث اغتالت وهددت العديد من الصحافيين والمدونين خلال نفس العام ولم تحاسب لأن نفوذها وسلاحها يمكنها من الإفلات من العقاب بكل سهولة.
في موازاة ذلك، أعاد ناشطون عراقيون خلال الأيام الماضية إحياء ذكرى الهاشمي، الذي قتل على خلفية نشاطه المعارض للأحزاب الممولة إيرانياً ومساندته للمتظاهرين المطالبين بأن يكون القرار الحكومي عراقياً خالصاً من غير إملاءات خارجية مع توفير أبسط الخدمات للمواطنين.
مسلحون يغتالون المحلل الأمني هشام الهاشمي أمام منزله
وأطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي في العراق وسم #هشام _الهاشمي، الذي تصدر وسائل التواصل في البلاد، وذلك تأكيداً على رفض الاغتيالات السياسية بالبلاد والمطالبة بحقه والقصاص من قتلته وقتلة كل الناشطين والمعارضين للهيمنة الإيرانية على القرار العراقي.
يذكر أنه في مثل هذا اليوم من العام الماضي، اغتال مسلحون ما تزال هويتهم مجهولة الخبير والباحث العراقي أمام منزله في بغداد.
وأثار الاغتيال حينها صدمة كبيرة في العراق والوطن العربي وزادت المخاوف بشأن ما وصلت إليه سطوة الميليشيات الموالية لإيران وانتهاكها للقانون في العراق وتصفيتها للمعارضين .