تعكف فرنسا والاتحاد الأوروبي على إعداد مقترحات قد تسفر عن تجميد أصول وفرض حظر سفر على سياسيين لبنانيين لدفعهم للاتفاق على حكومة لإنقاذ بلادهم من انهيار اقتصادي.
وكان انفجار مرفأ بيروت الذي دمر أحياء بأكملها في العاصمة اللبنانية في أغسطس قد أدى لاستقالة الحكومة التي يرأسها حسّان دياب، ولم يتم تشكيل حكومة لتحل محلها.
وقادت فرنسا الجهود لمساعدة لبنان، لكنها أخفقت في دفع الأطراف العديدة على الاتفاق على حكومة، ناهيك عن الشروع في إصلاحات قد تسمح بتدفق مساعدات أجنبية للدولة التي باتت على شفير الإفلاس.
ومع امتلاك العديد من كبار الساسة اللبنانيين منازل وحسابات مصرفية واستثمارات في الاتحاد الأوروبي وإرسالهم أبناءهم للدراسة في جامعات أوروبية، فإن سحب هذه الامتيازات قد تكون وسيلة للضغط.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان لنواب البرلمان يوم الثلاثاء: "يجري إعداد مقترحات ملموسة ضد نفس الأشخاص الذين تخلوا عن الصالح العام من أجل مصالحهم الشخصية".
وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان
وتابع قائلاً: "إن لم يضطلع الساسة بمسؤولياتهم، فلن نتردد في الاضطلاع بمسؤولياتنا".
وقال دبلوماسيان لوكالة "رويترز" إن فريق لو دريان يدرس كيف يمكن للاتحاد الأوروبي إعداد عقوبات تشمل حظر السفر وتجميد الأصول.
وقال دبلوماسي كبير بالاتحاد الأوروبي في بروكسل إن الوزير طلب أيضاً من مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد جوزيب بوريل خلال اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يوم 22 مارس الماضي العمل على إعداد ورقة خيارات.
وقال الدبلوماسي لـ"رويترز": "إن الفرنسيين يسعون لإشراك الأوروبيين في القضية اللبنانية. هذا أمر لا يمكنهم إنجازه بمفردهم، أو على الأقل، جهودهم الفردية لم تنجح حتى الآن".
وأضاف قائلاً: "لم يجر بحث العقوبات بشكل مباشر، لكن إذا كانت العقوبات وسيلة لتغيير النهج، فإنه لا يمكن استبعادها. لبنان يحتاج لحكومة فاعلة".
وتحظى الفكرة ببعض الدعم في لبنان ذاته حيث يزداد غضب المواطنين في ظل انهيار مستوى المعيشة في الوقت الذي يتناحر فيه الزعماء.
وقال وزير الثقافة السابق غسان سلامة، بعدما شارك في التوقيع على عامود مع 100 شخصية من المجتمع المدني اللبناني بصحيفة "لو موند" الفرنسية لحث فرنسا على تجميد الأصول: "سيكون لعقوبات الاتحاد الأوروبي ثقل عملي وخطير على الساسة اللبنانيين لأنهم يتواجدون في أوروبا كثيراً".
وزير الثقافة السابق غسان سلامة
لكن الدبلوماسيين قالا إن باريس لا تزال قلقة ولم تحدد الأهداف بعد. وقال الدبلوماسيان أيضاً إن وضع مثل هذا النظام قد يستغرق وقتاً.
وقال دبلوماسي ثالث لـ"رويترز": "ينبغي أن تكون العقوبات متسقة فيما يخص الأشخاص المستهدفين إذا كانوا يرغبون في أن تحدث أي تأثير، وأن يأخذوا في الاعتبار الواقع في لبنان".
وفرضت الولايات المتحدة بالفعل عقوبات على ثلاثة سياسيين بارزين متحالفين مع ميليشيا حزب الله التي تدعمها إيران والتي تملك نفوذاً كبيراً في لبنان.
وقال دبلوماسيان إن الاتحاد الأوروبي سيتخذ أيضاً قراراً بشأن ما إذا كان سيستهدف حزب الله وسبل استهدافه.
من جهته، قال مصدر سياسي لبناني كبير لـ"رويترز": "الفرنسيون نقلوا الرسالة إلى المسؤولين هنا بشأن إمكانية فرض عقوبات.. لكنها تفتقر للقوة حتى الآن".