أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، الجمعة، أن إريتريا ستسحب قواتها من منطقة تيغراي بشمال إثيوبيا، حيث باشرت أديس أبابا في نوفمبر حملة عسكرية للإطاحة بالسلطات المحلية لاتهامها بشن عمليات على معسكرات للجيش الفدرالي.
وقال أبي أحمد في بيان: "خلال محادثاتي مع الرئيس (الإريتري) اسياس أفورقي بمناسبة زيارتي إلى أسمرة، وافقت الحكومة الإريترية على سحب قواتها إلى خارج حدود إثيوبيا"، بحسب ما نقلت عنه "فرانس برس".
رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد
يأتي بيان مكتب رئيس الوزراء الإثيوبي بعد ضغوط مكثفة من الولايات المتحدة وغيرها لمعالجة أزمة تيغراي الدامية، حيث وصف شهود عيان قيام جنود إريتريين بالنهب والقتل والاغتصاب.
وذكر بيان أبي، بعد زيارة لإريتريا، أن القوات الإثيوبية ستتولى حراسة المناطق الحدودية "على الفور".
وكانت الأمم المتحدة قالت، الخميس، إن 5 عيادات طبية في منطقة تيغراي بإثيوبيا سجلت أكثر من 500 حالة اغتصاب، منبهة إلى أنه نظرا للوصمة المرتبطة بالأمر ونقص الخدمات الصحية فإن من المرجح أن يكون العدد الفعلي للحالات أعلى من ذلك بكثير.
لاجؤون يهربون من تيغراي
وقالت وفاء سعيد، نائبة منسق مساعدات الأمم المتحدة في إثيوبيا، في إفادة للدول الأعضاء في المنظمة الدولية بنيويورك: "قالت نساء إنهن تعرضن للاغتصاب من عناصر مسلحة، كما روين قصصا عن اغتصاب جماعي واغتصاب أمام العائلات وإجبار رجال على اغتصاب نساء من عائلاتهم تحت التهديد بالعنف"، بحسب ما نقلت عنها "رويترز".
وأوضحت أنه تم تسجيل 516 حالة اغتصاب على الأقل في 5 منشآت طبية في مقلي وأديجرات وووكرو وشاير وأكسوم.
نازحون من تيغراي
وقالت وفاء سعيد "بالنظر لحقيقة أن معظم المرافق الصحية لا تعمل إضافة إلى الوصمة المرتبطة بالاغتصاب، فمن المتوقع أن تكون الأعداد الفعلية أعلى من ذلك بكثير".
ودعا 12 مسؤولا كبيرا في المنظمة الدولية يوم الاثنين إلى وقف الهجمات العشوائية والتي تستهدف مدنيين في تيغراي، متحدثين عن تقارير اغتصاب و"أشكال مروعة أخرى للعنف".
وتفجر القتال في تيغراي في نوفمبر بين القوات الحكومية والحزب الحاكم سابقا للمنطقة، الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي. وقال رئيس الوزراء الإثيوبي أيضا إن قوات من إريتريا دخلت المنطقة.
وأودى القتال في تيغراي بحياة الألوف وتسبب في تشريد مئات الألوف في المنطقة الجبلية التي يقطنها زهاء 5 ملايين نسمة.
وعبّرت الأمم المتحدة عن قلق بخصوص الفظائع بينما وصف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأعمال التي نُفذت بأنها تطهير عرقي. ورفضت إثيوبيا ادعاء بلينكن.
وأقر أبي هذا الأسبوع لأول مرة بحدوث فضائع مثل الاغتصاب وقال إن أي جنود ارتكبوا جرائم سيُعاقبون.
وأبلغ عشرات الشهود في تيغراي "رويترز" بأن الجنود الإريتريين كانوا يقتلون المدنيين بانتظام وارتكبوا عمليات اغتصاب جماعي وعذبوا النساء ونهبوا البيوت والمحاصيل. ولم ترد إريتريا على استفسارات تتعلق بتقارير الفظائع.