بعدما تقدمت الخرطوم قبل أيام، بطلب رسمي لوساطة رباعية لحل الخلاف حول ملء وتشغيل سد النهضة، اعتبر عضو بفريق التفاوض الإثيوبي، الجمعة، أن فكرة الوساطة الرباعية ليست اقتراحا جديا من مصر والسودان، بل هي "فخ" لتحقيق هدفهما، وفقاً لقوله.
كما زعم المسؤول أن الاقتراح السوداني هدفه تأخير الملء الثاني وتقويض حق بلاده في الاستخدام العادل للنيل، بحسب كلامه.
وعلى الرغم من الرفض الإثيوبي لفكرة الوساطة الرباعية ووالتمسك بالوساطة الإفريقية، بعث رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك قبل أيام، رسائل إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ومسؤول الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية جوزيب بوريل ورئيس الكونغو فليكس تشيسكيدى بصفته رئيسا للاتحاد الإفريقي، مطالبا التدخل للعب دور الوسيط في مفاوضات سد النهضة.
وأبدى حمدوك لأطراف الرباعية رغبته في أن تنحصر الوساطة حول النقاط الخلافية خاصة إلزامية الاتفاق وآلية حل النزاعات والقضايا الفنية الخاصة بالجفاف وتبادل المعلومات، لافتا إلى طلبه عدم الزج بتقسيم المياه في المحادثات.
صورة تظهر المياه المتدفقة من سد النهضة في إثيوبيا (أرشيفية من فرانس برس)
جاء ذلك في وقت أكدت فيه مصر على أن قضية سد النهضة الإثيوبي تمثل "مسألة أمني قومي"، مشددة على تمسكها بحقوقها المائية من خلال التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم يضمن قواعد واضحة لعملية ملء وتشغيل السد.
وبعد إعلان السودان عن المقترح، أعلن وزير المائية والري المصري محمد عبد العاطي، عن تأييدة للفكرة وذلك لدفع المسار التفاوضي قدماً ولمعاونة الدول الثلاث في التوصل للاتفاق المنشود في أقرب فرصة ممكنة.
صور أقمار صناعية حديثة لسد النهضة
إلا أن إثيوبيا رفضت تماماً المقترح السوداني، وأعلن الناطق الرسمي باسم الخارجية الإثيوبية دينا مفتي، أن أديس أبابا أبلغت الوفد الكونغولي بشأن موقفها الرافض للوساطة الرباعية وتمسكت بالوساطة الإفريقية.
وكانت أديس أبابا، قد أعلنت الشهر الماضي، أنها ستمضي قدما في عملية الملء الثاني لبحيرة السد في يونيو المقبل، أي بعد 3 أشهر.
وذكرت أن عملية الملء ستتم بمقدار 13.5 مليار متر مكعب أي ما يقارب 3 أضعاف حجم الملء الأولي المنفذ العام الماضي بمقدار 4.9 مليار متر مكعب.
من مفاوضات سد النهضة
من جهتها، أكدت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق، الخميس، أن قرار ملء السد بصورة أحادية سيزيد من تعقيد الأمور ومن شأنه تهديد حياة 20 مليون مواطن يسكنون على ضفاف النيل.
وأضافت أن السودان ليس لديها أية نية لخلق بلبلة أو الدخول في حرب، معلنة استعداد بلادها لتقبل أي مبادرة من شأنها معالجة القضايا دون الأضرار بأي طرف.
كما لفتت إلى أن المبادرة الرباعية التي يقودها السودان يقصد بها دعم وتسهيل مهمة الاتحاد الإفريقي.
وأشارت إلى أن الجيش السوداني منتشر داخل أراضيه لتأمين حدوده بعد طلب الإثيوبيين أنفسهم لذلك مع بداية الأزمة.
سد النهضة (أرشيفية- فرانس برس)
ويشكل نهر النيل، أطول أنهار العالم، شريان حياة للدول العشر التي يعبرها ويوفر لها مياه الشرب والكهرباء.
فيما يوفر النيل الأزرق الذي يلتقي مع النيل الأبيض في العاصمة السودانية، الجزء الأكبر من مياه النيل التي تتدفق عبر شمال السودان ومصر إلى البحر الأبيض المتوسط.