في الوقت الذي لم تعلن فيه الإدارة الأميركية الجديدة عن خطتها للتعامل مع كوريا الشمالية، مضت بيونغ يانغ قدماً في تطوير ترسانتها النووية، متجاهلة العواقب المترتبة على ذلك.
فقد أوضحت صور نشرت، الأربعاء، التقطتها الأقمار الصناعية، أن كوريا الشمالية ربما تحاول استخلاص البلوتونيوم لصنع المزيد من الأسلحة النووية في مجمعها الذري الرئيسي.
في ذات السياق، استشهد موقع 38 نورث، المتخصص في دراسات كوريا الشمالية، بالصور على أنها تشير إلى أن محطة بخار تعمل بالفحم في مجمع يونغبيون النووي في الشمال تعمل بعد حوالي عامين من التوقف، وأن هناك دخانا تصاعد من مدخنة المصنع في أوقات مختلفة من أواخر فبراير/ شباط وأوائل مارس/ أذار.
صورة الأقمار الصناعية للمجمع النووي الكوري
وأضاف الموقع أن هذا يشير إلى أن الاستعدادات لإعادة معالجة الوقود المستهلك قد تكون جارية لاستخلاص البلوتونيوم اللازم لصنع الأسلحة النووية لكوريا الشمالية، منوّهاً بأن هذا قد يعني أيضًا ببساطة أن المنشأة قيد الإعداد للتعامل مع النفايات المشعة.
يشار إلى أنه وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل ماريانو غروسي، إن بعض المنشآت النووية في كوريا الشمالية استمرت في العمل، مشيرًا إلى تشغيل محطة البخار التي تخدم مختبر الكيماويات الإشعاعية في يونغبيون.
وأوضح أن المختبر هو منشأة يتم فيها استخراج البلوتونيوم عن طريق إعادة معالجة قضبان الوقود المستهلك المزالة من المفاعلات، مضيفاً لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وفقًا لموقع الوكالة على الإنترنت: "لا تزال الأنشطة النووية لكوريا الديمقراطية مصدر قلق بالغ. إن استمرار البرنامج النووي لكوريا الديمقراطية يعد انتهاكًا واضحًا لقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، وهو أمر مؤسف للغاية".
المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية (فرانس برس)
مجمع يونغبيون النووي
الجدير بالذكر أن مجمع يونغبيون شمال العاصمة بيونغ يانغ، يحتوي على مرافق لإنتاج كلا المكونين، لكن ليس من الواضح بالضبط مقدار البلوتونيوم المستخدم في صنع الأسلحة أو اليورانيوم عالي التخصيب الذي تم إنتاجه في يونبيونغ وأين تخزنه كوريا الشمالية، ويعد البلوتونيوم أحد مكونين رئيسيين لبناء أسلحة نووية إلى جانب اليورانيوم عالي التخصيب.
مجمع يونغبيون النووي (فرانس برس)
كما تختلف التقديرات الخارجية حول الترسانة النووية لكوريا الشمالية. في عام 2018، قال مسؤول كوري جنوبي للبرلمان، إن كوريا الشمالية قد تمتلك ما يتراوح ما بين 20 إلى 60 قنبلة.
طريق مسدوديذكر أن الدبلوماسية التي تقودها الولايات المتحدة والتي تهدف إلى إقناع كوريا الشمالية بالتخلي عن برنامجها النووي مقابل منافع اقتصادية وسياسية وصلت إلى طريق مسدود منذ انهيار القمة بين الرئيس دونالد ترمب وكيم في أوائل عام 2019.
ترمب وكيم جونغ أون (فرانس برس)
وفي يناير/ كانون الثاني، تعهد كيم بتوسيع ترسانته النووية، وكشف عن مجموعة من أنظمة الأسلحة عالية التقنية التي تستهدف الولايات المتحدة، قائلاً إن مصير العلاقات الثنائية يعتمد على ما إذا كانت واشنطن ستسحب سياستها العدائية تجاه كوريا الشمالية أم لا، فيما لا يزال الغموض يلف سياسة إدارة بايدن اتجاه كوريا الشمالية، خاصة أنه لم يعلن بعد عن استراتيجيته للتعاطي مع ملف كوريا الشمالية النووي، وهو ما أسهم باستغلال كوريا للموقف وزيادة من نشاطها النووي، فيما أشار خبراء إلى أن كيم طلب من بايدن رفع العقوبات قبل استئناف المفاوضات.