"غزو ثقافي وغسل أدمغة".. الأهداف التركية من المنح الجامعية

"غزو ثقافي وغسل أدمغة".. الأهداف التركية من المنح الجامعية
"غزو ثقافي وغسل أدمغة".. الأهداف التركية من المنح الجامعية

يحاول حزب "العدالة والتنمية" التركي الحاكم الذي يقوده الرئيس رجب طيب أردوغان، الترويج لأفكاره السياسية عبر استقطاب الطلبة الأجانب خاصة العرب منهم، والراغبين بتعلّم اللغة التركية أو الدراسة في جامعات البلاد من خلال تقديم المنح الدراسية لهم.

ومنذ وصول حزب "العدالة والتنمية" إلى الحكم في تركيا، ارتفع عدد الجامعات في البلاد من 76 في عام 2002 إلى 201 في عام 2021، لكن مستوى التعليم الأكاديمي انخفض، وفق ما تفيد تقارير التنمية البشرية الدولية، التي تؤكد أن الرئيس التركي نجح في تحويل النظام التعليمي في البلاد من نظامٍ علماني مُنفتح ومُتسامح إلى آخر "ديني مُتشدّد".

واعتبر غسان إبراهيم، المحلل السياسي والخبير في الشؤون التركية، أن "المنح الجامعية التي يقدّمها حزب أردوغان الحاكم تعدّ بمثابة غزو سياسي وثقافي يعتمد على غسل الأدمغة وخلق الوهم لدى أبناء الطبقات الفقيرة في المجتمع الشرقي كالعرب والأكراد".

وقال إبراهيم لـ"العربية.نت" إن "هذه المنح الجامعية تدغدغ مشاعر المستفيدين منها، وتُقدم لهم لإظهار تركيا كدولةٍ كبيرة وجبّارة تستطيع المساعدة"، مضيفاً أن "الهدف الأساسي منها هو شراء ولاء الطلبة بطريقة غير مباشرة وجعلهم يشعرون بالولاء والمحبّة للرئيس التركي سواء انضموا لجماعة الإخوان أو لم ينتسبوا إليها".

وتابع أن "سياسة أردوغان في هذا المجال أبعد من الإخوان، فهم عبارة عن أداة من أدواته يفرض من خلالهم سيطرته، لكن في نهاية المطاف يحاول الرئيس التركي استخدامهم في عملية المنح الجامعية باعتبار أن المستفيدين منها سيتعلمون اللغة التركية وكذلك ثقافة البلاد نتيجة الاختلاط مع الوسط التركي، وهو ما يعني نقلها لاحقاً إلى المجتمع العربي والشرقي، خصوصاً أن معظم الجامعات تخضع لسيطرة حزبه".

وعلى الرغم من أن آلاف الطلبة الأجانب يتلقون تعليمهم في تركيا، لكن معاهد اللغة التركية تنتشر خارج الحدود في العالم العربي وأيضاً في أوروبا، حيث تعمل معظمها على استقطاب مزيدٍ من الطلبة للدراسة في الجامعات التركية، ويُشرف عليها أعضاء أو داعمون للحزب التركي الحاكم.

كما تنتشر أيضاً "المراكز الثقافية" التركية خارج البلاد، وهي أيضاً تعمل على لفت أنظار الأجانب للدراسة في الجامعات التركية، وتستهدف بالدرجة الأولى العرب، كما في بيروت والقاهرة والقدس ورام الله، إذ تنظّم فعاليات مختلفة بين الحين والآخر، للتعريف بمزايا التعليم في تركيا.

وإلى جانب مراكز اللغة والمؤسسات الثقافية التركية، أنشأت أنقرة فروعاً لعددٍ من جامعاتها في المدن السورية التي سيطرت عليها خلال السنوات الخمس الماضية. وقد تحوّلت إلى مراكز لنشر اللغة التركية وثقافتها، علاوةً على أيديولوجية حزب "العدالة والتنمية" والفكر الديني "المتطرّف".

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى