قبل يومين اتهمت زوجة الناشط اللبناني لقمان سليم، الذي اغتيل رميا بالرصاص وهو في سيارته الأسبوع الماضي، حزب الله باغتياله. وقالت بمقابلة مع أسوشيتد برس في حينه "من الواضح جدا من هم أعداؤه ... إنه حزب الله بشكل أساسي لكن بالنسبة لي لا يكفي القول إننا نعرف أعداءه، وهذا كل شيء ... أريد أن أعرف لماذا ... أريد أن أعرف من، وأريد إجراء تحقيق دولي".
كما أوضحت أن التشريح المستقل لجثمان زوجها كشف عن عدم وجود أي آثار تعذيب.
وعثر على سليم البالغ من العمر 58 عاماً، وهو ناشط سياسي وكاتب رأي، قتيلا الخميس الماضي بعد إصابته بست رصاصات في طريق زراعي مهجور جنوبي البلاد، بعد أن أنهى زيارة لبعض أصدقائه هناك، وكان من المقرر أن يعود إلى بيروت ليل الأربعاء، إلا أنه اختفى لساعات، ما دفع عائلته إلى ابلاغ السلطات الأمنية بذلك.
أجهزة رصد ومراقبة وكاميراتوفي السياق، أشارت مصادر مطّلعة لـ"العربية.نت" نقلاً عن ناشط سياسي ومعارض لـ"حزب الله" إلى "أن بلدة العدوسية في منطقة الزهراني في قضاء النبطية جنوب لبنان التي قُتل فيها سليم، تعدّ معقلاً لـ"حزب الله"، وهي تعجّ بأجهزة الرصد والمتابعة والمراقبة التي تُغطّي كل المنطقة الممتدة من شمال الليطاني وحتى جنوبه".
نقل جثة لقمان سليم (4 فبراير 2021- فرانس برس)
كما أوضحت "أن حزب الله لديه كاميرات مراقبة ومناظير ليلية في كل مناطق جنوب لبنان ومزروعة على الطرقات وفي الأدوية والأحراج لمراقبة تحرّكات العدو الإسرائيلي وحتى على مقربة من المراكز التابعة لقوات حفظ السلام "اليونيفيل".
إلى ذلك، كشف المصدر أن وحدة "المعلومات-200" والوحدات الجغرافية "نصر وبدر" في حزب الله، كذلك فرع "ركن الأخبار" التابع للقسم الأمني في منطقة الجنوب الذي تنشط دورياته على الأرض 24 على 24، تتولى مهمة مراقبة كل حركة في منطقة جنوب وشمال الليطاني، ما يعني أن أي حركة "غير اعتيادية" في هذه المنطقة يستطيع كشفها "بسهولة" ومن دون جهد القوى الأمنية".
من مكان العثور على جثة لقمان سليم (4 فبراير 2021- فرانس برس)
كما اعتبرت "أن حزب الله المسيطر بشكل مُحكم على منطقة جنوب وشمال الليطاني مطالب بالتعاون مع الأجهزة الأمنية لتسليم المتورّطين بجريمة اغتيال لقمان سليم، إذا كان فعلاً يعتبر نفسه بريئاً، وإلا فإن أصابع الاتّهام ستبقى مصوّبة تجاهه حتى إثبات العكس".
رايات حزب الله جنوب لبنان (أرشيفية- رويترز)
يذكر أنه في ديسمبر من العام 2019، تم الاعتداء على منزل الكاتب والناشط القتيل، الواقع في حارة حريك بالضاحية الجنوبية في بيروت، وتزامن مع اعتداء مماثل نفّذه مؤيّدون لحزب الله وحركة أمل واستهدف خيمة لنشطاء في بيروت يُعتبرون من المعارضين للحزب وسلاحه.
"اللهم إني بلغت.. اللهم فاشهد"وقال سليم حينها في بيان أصدره عقب الحادث: "قصيرة من طويلة، واستدراكاً على أية محاولة تعرض لفظية أو يدوية لاحقة، لي أو لزوجتي أو لمنزلي أو لدارة العائلة أو لأي من أفراد العائلة، أو القاطنين في الدارة، فإنني أحمل قوى الأمر الواقع (حزب الله) ممثلة بشخص (أمينه العام) حسن نصرالله المسؤولية التامة عمّا جرى وعما قد يجري"، مضيفاً "اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد".