استقال السياسي التركي البارز "محرم إنجه" من حزب "الشعب الجمهوري" أكبر أحزاب المعارضة، متعهداً بتشكيل حزبه السياسي بعد صراع طويل مع زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو، ووجه انتقاده لأداء المعارضة، وسياسة الرئيس رجب طيب أردوغان في التعاطي مع قضايا البلاد.
وقال إنجه، والذي كان منافساً لأردوغان في انتخابات الرئاسة 2018، خلال مؤتمر صحفي الاثنين، "سأقدم استقالتي على الفور، وسأرسل شرحاً مفصلاً لقراري إلى مقر الحزب احتراماً لعضويتي البالغة 42 عاما". وشدد على أنّ "حزب الشعب الجمهوري يشهد انجرافات إيديولوجية، وإن فجوة كبيرة تشكلت بين قاعدة الحزب وأعضائه".
كمال كليتشدار أوغلو(فرانس برس)
وتابع إنجه "أعلم أنني اليوم عند مفترق طرق، لقد عملت على جميع المستويات منذ 42 عاماً، ما زلت كمالياً، جمهورياً، مخلصاً للقيم التأسيسية، من ناحية أخرى، بينما قام قادة الحزب بالافتراء على أبناء الحزب، التقطوا الصور جنباً إلى جنب مع الأشخاص الذين يقاتلون ضد حزب الشعب الجمهوري، ذهب حزب أتاتورك، حزب الشعب الجمهوري الآن حزب تواقيع".
وأكد إنجه خلال المؤتمر الذي عقده بأنه لن يكون له أي شراكة مع تحالف الشعب (حزب العدالة والتنمية الحاكم وشريكه القومي)، وقال في هذا السياق "نحن نقدم خياراً للذين يقولون لا يوجد خيارات في التصويت، لأولئك الذين تم ضغطهم بسبب الاستقطاب الذي أحدثته الحكومة والمعارضة، حان الوقت للتخلص من هذه الحكومة والمعارضة، وهدفنا الحصول على 50+1 من الأصوات".
احتجاجات الطلاب في جامعة بوغازيتشي في اسطنبول
ولفت المعارض البارز إلى أنه لا يسعى إلى تقسيم أصوات المعارضة، ولكن خلق خيار لناخبي حزب الشعب الجمهوري الذين طالما صوتوا كرهاً للديمقراطيين الاجتماعيين.
وفي تعليقه على تطورات جامعة "بوغازيتشي" (البوسفور بالعربية)، وجه محرم إنجه نداء لأردوغان، داعياً إياه للاستقالة من منصبه، حيث قال "يجب عليك الاستقالة أيضاً أيها السيد الرئيس، المعارضة لا تقول لك هذا، ولا تقرأ ما في الشارع، هذه الحكومة ممتنة جداً من المعارضة، والمعارضة ممتنة جداً من الحكومة، الجميع سعداء بمكانهم، لكننا لسنا كذلك، نحن نقدم طريقاً ثالثاً".
ووجه إنجه انتقاده لأردوغان بسبب الأوضاع الاقتصادية، قائلاً "مضت نصف فترة ولايتك، ولم تف بأي من وعودك، سنجد مخرجاً لتركيا من هذا الوضع، وسنؤسس للعدالة في هذا البلد، سيكون هناك ضمير في كل ما نقوم به، سيكون هناك إنتاج وعمل".
وأضاف إنجه بأنه يعمل على تأسيس حزب سياسي جديد، انضم إليه ثلاثة نواب استقالوا مؤخراً من حزب الشعب الجمهوري، وذلك بعد أشهر من إطلاق حركته السياسية التي حملت اسم "حركة الوطن".