طالب معارضون أتراك، الرئيس رجب طيب أردوغان، باتخاذ موقف علني يشجب العنف ضد السياسيين والصحفيين في البلاد، على خلفية هجومين اثنين تعرض فيهما مسؤول في حزب معارض، وصحفي في جريدة معارضة لاعتداءات جسدية في العاصمة أنقرة.
وانتقد رئيس حزب المستقبل، أحمد داوود أغلو، أردوغان ووزير داخليته سليمان صويلو، خلال كلمة له أمام أعضاء حزبه، الأربعاء، حيث وجه دواوود أوغلو مسؤولية الاعتداء على نائبه "سلجوق أوزداغ"، إلى الرئيس أردوغان.
وقال داوود أوغلو "في الفترة الأخيرة تبنى السيد رئيس الجمهورية عادة الاحتفاظ بالموضوع الذي يريده على الأخبار اليومية بقدر ما يشاء، أما الموضوع الذي لا يريد أن يتدخل فيه، فلا يتدخل حتى ولو تحولت البلاد إلى نار".
وأضاف "مرت 5 أيام على الاعتداء على سلجوق أوزداغ، لكن لا يوجد تصريح علني من الرئيس، بينما إذا انتقده ثلاثة أشخاص، يبدأ على الفور بالحديث عن إرهابيين".
وتابع رئيس حزب المستقبل" إذا تعرض صحفي و سياسي لهجوم خلال ساعتين في نفس اليوم بسبب مقابلة أجرياها عبر صحيفة، فإن ذلك يسمى بالجريمة المنظمة، وليس حادثاً فردياً، عندما كان السيد أورهان أوغور أوغلو، وهو الصحفي المعتدى عليه، ينتظر 7-8 ساعات للإدلاء بإفادته، تركوا الذي هاجموه بعد 4 ساعات، من وراء هؤلاء؟".
وكانت وسائل إعلام معارضة، ذكرت أن نائب رئيس "حزب المستقبل" المعارض سلجوق أوزداغ، والصحفي في جريدة "يني تشاغ"، أورهان أوغور أوغلو، تعرضا لاعتداءين منفصلين بنفس التوقيت يوم الجمعة الماضي في العاصمة أنقرة.
وجرت الاعتداءات بعد يومين فقط من انتقاد أوزداغ لحزب "الحركة القومية" في تصريحات نشرها أوغور أوغلو في صحيفة "يني تشاغ".
ويعتقد بعض المعارضين أن مقربين من حزب "الحركة القومية" ممن يُعرفون بـ"الذئاب الرمادية" هم من نفذوا الاعتداءات.
واتصل أردوغان بأوزداغ بعد الاعتداء واطمئن عليه، لكن المعارضة اعتبرت هذه الخطوة غير كافية، وطالبت الرئيس التركي باتخاذ موقف علني صريح ضد الاعتداء.
كذلك طالب زعيم المعارضة التركية، ورئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كيلتشدار أوغلو، الرئيس أردوغان وحليفه رئيس حزب الحركة القومية دولت بهتشلي، بإدانة الاعتداءات التي تعرض لها "أوزداغ" و "أوغور أوغلو".
وقال كيلتشدار أوغلو في تصريح أثناء زيارته لولاية "كوجالي" الخميس، "إنهم (أردوغان وبهتشلي) بحاجة إلى أن يقولوا، نحن نأسف حقاً لما حدث، تركيا لا تقبل ذلك، نحن ضد العنف، يجب القبض على أولئك الذين يستخدمون العنف ويشجعون عليه ومحاكمتهم، صمتهم يعني أنهم يشجعون العنف ونحن لا نقبل هذا ".
بدوره قال نائب رئيس المجموعة البرلمانية لحزب الشعوب الديمقراطي،" ساروهان أولوتش" إن تركيا قد تدخل "فترة مظلمة للغاية" إذا استمرت مثل هذه الهجمات.
وقال أولوتش في مؤتمر صحفي بالعاصمة أنقرة، إن "تشجيع الهجمات على الصحفيين والمثقفين والسياسيين أمر خاطئ تماماً وخطير ويجب إدانته بأشد العبارات".
وأضاف "إذا كان السياسيون لا يستطيعون الكلام، ويقومون بعملهم وهم يخشون على حياتهم، وإذا كان الصحفيون خائفين من الكتابة أثناء قيامهم بعملهم، فإن تركيا ستدخل فترة أكثر قتامة".