هل يلجأ أردوغان للقضاء لمحاسبة رفيق دربه السابق؟

يبدو أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سوف يلجأ للانتقام من رفيق دربه السابق أحمد داود أوغلو، رئيس الوزراء الأسبق والرئيس الحالي لحزب "المستقبل" المعارض الذي أسسه قبل نحو عام بعد أشهرٍ من استقالته من حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، وذلك على خلفية انتقاداته المتكررة له.

وساءت العلاقة بشكلٍ كبير بين أردوغان وداود أوغلو قبل أن يستقيل من حزب "العدالة والتنمية" الذي كان أحد أبرز مؤسسيه على خلفية تعرّضه للتهمّيش داخل صفوف حزبه السابق، وفق ما أعلن مراراً.

وشن داود أوغلو هجوماً لاذعاً على الرئيس التركي من جديد، معتبراً أنه "أداة" بيد حليفه المعلن دولت بهجلي الذي يتزعم حزب "الحركة القومية"، وآخر غير معلن هو دوغو برينجك رئيس حزب "الوطن".

دولت بهجلي

وقال وحد الدين إينجه، نائب رئيس حزب "المستقبل" إن "لا وزن لحزب بهجلي، فهو لا يتخطى حاجز العتبة البرلمانية دون تحالفه مع العدالة والتنمية، وكذلك الأمر بالنسبة لحزب برينجك، فهو أصلاً لم يتمكن من دخول البرلمان، ومع ذلك بات لكلا الحزبين كلمة في الدولة لتحالفهما مع الرئيس التركي".

وأضاف لـ"العربية.نت" أن "كلا الحزبين يفرضان سياساتهم على حزب أردوغان وبالتالي على الحكومة والشعب، وهو الأمر الذي يرفضه رئيس حزبنا داود أوغلو وقد انتقد ذلك علناً وبكل وضوح، خاصة وأن وصاية بهجلي وبرينجك على حزب أردوغان جعلت أزمات البلاد تتفاقم كالأزمة الاقتصادية وتفشي الفقر والبطالة".

ولم يستبعد مسؤولون في حزب داود أوغلو، لجوء الحزب الحاكم إلى القضاء، للانتقام من رئيس حزب "المستقبل" الذي تأسس عقب انشقاق مؤسسه عن حزب "العدالة والتنمية"، على خلفية تصريحاته الأخيرة وانتقاداته الموجهة شخصياً لأردوغان.

الرئيس التركي ليس إلا متحدّثاً باسم نظام الوصاية الذي أسسه دولت بهجلي ودوغو برينجك في البلادأحمد داود أوغلو

وقال عضو آخر مؤسس في حزب داود أوغلو إن "الرئيس التركي يستخدم القضاء للانتقام من خصومه وهو يستغل قوانين مكافحة الإرهاب إلى جانب استخدامه المستمر لتوجيه تهمة إهانة رئيس الجمهورية لمعارضيه، للنيل منهم".

وأواخر يونيو الماضي، أغلقت السلطات التركية جامعة "اسطنبول شهير"، التي أسسها داود أوغلو عام 2008، واعتبر مؤسس الجامعة آنذاك إن قرار إغلاقها يأتي بهدف "الانتقام" بعد أن غادر حزب أردوغان.

ويوم أمس الأحد، قال داود أوغلو إن "الرئيس التركي ليس إلا متحدّثاً باسم نظام الوصاية الذي أسسه دولت بهجلي ودوغو برينجك في البلاد". وأضاف: "ترى من هو الحاكم الحقيقي في تركيا؟".

وتابع: "من يتخذ القرارات؟ هل أردوغان أم حلفاؤه وشركاؤه؟"

كما تساءل: "ما هي الخطوات التي يقدم عليها أردوغان؟ هل هو من يعد بإصلاحاتٍ قضائية ولديه شريك يؤكد أن نظام المافيا مستمر؟ أم أن لديه شركاء مرئيون وآخرون مخيفون يتولون هذه المهمة"؟

ومن المتوقع بحسب أعضاء في حزب داود أوغلو أن يتحرك القضائي التركي ضده نتيجة هذه التصريحات خاصة وأنه وصف قبل أسابيع الرئيس التركي بـ "خائن الأمة" بعد عقده عدّة صفقات تجارية مع قطر.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى