آلاف المتظاهرين يتوافدون إلى وسط بيروت.. ودعوات للإضراب العام

توافد آلاف المتظاهرين إلى ساحة رياض الصلح في بيروت، الأحد، لليوم الرابع على التوالي، ويعتزم اللبنانيون مواصلة احتجاجاتهم في أغلب مناطق ومدن البلاد، فيما تقدم رئيس الحكومة سعد الحريري بورقة اقتصادية في صيغة مبادرة إنقاذية قد تحدث فارقاً إيجابياً لدى الشعب اللبناني، وسط مطالبات بالبدء في إضراب عام.

وأفادت مراسلة "العربية" و"الحدث" بأن الأعداد في ساحة رياض الصلح في بيروت اليوم أكثر من الأيام الماضية، مشيرة إلى وجود تظاهرات بكل مناطق لبنان واعتصامات في بعض البلدات، فيما قُدرت أعداد المتظاهرين بنحو مليون و500 ألف لبناني يشاركون في التظاهرات اليوم كتقدير أولي.

وكان المتظاهرون في لبنان جددوا دعواتهم إلى مواصلة الاحتجاجات والاعتصام، الأحد، وسط العاصمة بيروت وبقية المدن حتى تحقيق مطالبهم. وقد تم نصب بعض الخيام في ساحة رياض الصلح، حيث أكد المعتصمون مواصلة التظاهر لليوم الرابع على التوالي، والمبيت في الشوارع.

يأتي ذلك فيما احتفل المتظاهرون في جل الديب، بحسب ما نقلته "الوكالة الوطنية للإعلام"، بعدما أعلن رئيس حزب "القوات اللبنانية"، سمير جعجع استقالة وزرائه. وأكدوا البقاء في ساحة جل الديب والاستمرار في التظاهر حتى تحقيق مطالبهم، داعين أهالي المتن للانضمام إليهم اليوم.

كما احتفل المعتصمون في طرابلس بـ"استقالة وزراء القوات" بإطلاق المفرقعات النارية في الهواء.

وأعلن حراك العسكريين المتقاعدين المشاركة بالاعتصام، ودعا كل اللبنانيين خاصة العسكريين المتقاعدين وعائلاتهم للمشاركة، الأحد، باعتصام مركزي في ساحة الشهداء، وكذلك أعلن اتحاد نقابات موظفي المصارف في لبنان تأييده للحراك الشعبي.

كما دعا الاتحاد الوطني لنقابات العمال إلى الإضراب العام، معلناً استمراره "في دعم التحركات والمشاركة الفاعلة في الاعتصامات حتى تحقيق مستوى معيشي لائق للمواطنين، وعدم فرض أي أعباء إضافية عليهم، ومستمرون حتى تتوافر أطر متخصصة لمعالجة هذه الأوضاع الاقتصادية الصعبة في البلاد".

وهددت رابطة موظفي الإدارة العامة في لبنان بالإضراب المفتوح وخطوات تصعيدية أخرى.

وتحدثت وسائل إعلام لبنانية عن أن رئاسة الجامعة اللبنانية أعلنت تعليق الدراسة وتأجيل الامتحانات إلى موعد لاحق.

وكانت الاحتجاجات قد عمت عدداً كبيراً من المناطق اللبنانية من الشمال إلى الجنوب، وفق ما أفادت مراسلة "العربية" مساء السبت.

وتواصلت التظاهرات في بيروت وطرابلس وصيدا وصور والنبطية وبعلبك وغزير وجل الديب وغيرها من المناطق. وقرر المحتجون في مختلف المناطق المبيت في الشوارع.

وقضت محكمة في لبنان، السبت، بإطلاق سراح جميع الموقوفين على يد قوات الأمن أثناء الاحتجاجات في وسط العاصمة بيروت، والتي تخللتها أعمال شغب واشتباكات بين المحتجين والشرطة. وأوردت قوى الأمن الداخلي اللبنانية، في تغريدة على حسابها في "تويتر"، أن الإجراء يشمل جميع الموقوفين باستثناء شخصين أحدهما بحقه قرار جزائي والآخر يتم التحقيق معه بقضايا مخدرات.

وكانت مراسلة "العربية" قد ذكرت في وقت سابق عن محاولة محتجين قطع طريق رئيسي مؤدٍ إلى وسط بيروت، وإضرام النيران تحت جسر أساسي وسط العاصمة. كما أشارت إلى انتشار كثيف للجيش على مداخل وسط بيروت.

من جانبها، قالت "الوكالة الوطنية للإعلام" إن مواكب من الدراجات النارية جابت عدداً من شوارع العاصمة، وردد سائقوها هتافات احتجاجية.

ولفتت إلى أن الحراك الشعبي واصل تحركاته في مدينة صور، جنوب لبنان، في أجواء سلمية.

وتوافد المحتجون إلى ساحة النور في طرابلس شمال البلاد بعد أن فاق عددهم الآلالف وهم يرفعون الأعلام اللبنانية، ويطلقون المفرقعات النارية في الهواء، ويهتفون لإسقاط النظام، وفق الوكالة. وأكدوا أنهم لن يخرجوا من الطرقات، وسيمضون ليلتهم في الساحة، واعتصامهم مستمر حتى تحقيق مطالبهم.

كذلك عاد المعتصمون إلى ساحة العبدة، إحدى قرى قضاء عكار في محافظة الشمال، بحسب الوكالة، بعد إشكال حصل بين مجموعة من الشبان، وأعادوا تركيب خيمهم، معلنين إصرارهم على البقاء في الساحة، ووجهوا الدعوة إلى أبناء عكار للمشاركة بكثافة.

وأضافت الوكالة أن عدد المتظاهرين في جل الديب، إحدى قرى قضاء المتن في محافظة جبل لبنان، وصل إلى عشرات الآلاف، لم يحملوا إلا العلم اللبناني، وسط أجواء من الحماس والفرح في صفوف المتظاهرين الذين أكدوا الإصرار على "البقاء في الشارع حتى استقالة الحكومة".

إلى ذلك، تظاهر أهالي بلدة الزعرورية بإقليم الخروب في قضاء الشوف في ساحة البلدة، وأطلقوا هتافات وأناشيد ضد السلطة.

الحسن تنفي استقالتها

وبعد أنباء عن استقالة وزيرة الداخلية والبلديات، ريا الحسن، من منصبها، صدر عن مكتبها الإعلامي البيان اﻵتي: "ينفي المكتب الإعلامي للوزيرة الحسن نفياً قاطعاً ما يتم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن تقديم الحسن استقالتها من الحكومة. ويتمنى المكتب الإعلامي من كل وسائل الإعلام توخي الدقة في نقل المعلومات قبل بثها تفادياً للوقوع في المغالطات".

وكان عشرات الألوف من المتظاهرين قد تدفقوا على شوارع لبنان السبت في ثالث يوم من الاحتجاجات المناهضة للحكومة في أنحاء البلاد، ووجهوا غضبهم نحو النخبة السياسية التي يحملونها مسؤولية ترسخ المحسوبية ودفع الاقتصاد صوب الهاوية.

وفي وسط بيروت، امتزجت مشاعر الغضب بأجواء احتفالية، وشارك محتجون من كل الأعمار في المظاهرات، ولوحوا بعلم بلادهم وهم يهتفون بشعارات الثورة أمام متاجر راقية ومصارف تحطمت واجهاتها في أعمال شغب شهدتها المنطقة الليلة الماضية.

وأغلق محتجون في جنوب وشرق وشمال البلاد الطرق، وأحرقوا إطارات سيارات ونظموا مسيرات في الشوارع على الرغم من انتشار مسلحين موالين لحركة أمل مدججين بأسلحة ثقيلة لإخافتهم.

واندلعت الاضطرابات بدافع الغضب من ارتفاع تكاليف المعيشة وخطط فرض رسوم جديدة، منها رسوم على المكالمات الصوتية عبر تطبيق واتساب، وهي خطوة تراجعت عنها السلطات سريعاً بعد تفجر أكبر احتجاجات في البلاد منذ عقود.

"لا ضرائب أو رسوم إضافية"

وفي محاولة لتهدئة غضب المحتجين، أعلن وزير المال، علي حسن خليل، السبت، بعد لقاء مع رئيس الوزراء، سعد الحريري، أنهما اتفقا على موازنة نهائية لا تتضمن أي ضرائب أو رسوماً إضافية.

من جهته، قال الرئيس ميشال عون على تويتر إنه "سيكون هناك حل مطمئن للأزمة".

وتأتي الاحتجاجات بعد زيادة الشكاوى من استشراء الفساد بالحكومة وسوء إدارتها للموارد المالية وفشلها في مواجهة تفاقم البطالة.

وقالت مصادر حكومية إن مجلس الوزراء ربما يعقد اجتماعاً طارئاً الأحد للبحث عن مخرج من الأزمة.

ومن شأن إقرار الموازنة أن يساعد لبنان على الحصول على مليارات الدولارات التي تعهد بها المانحون الدوليون شريطة تطبيق إصلاحات طال انتظارها للقضاء على الهدر في الإنفاق وعلى الفساد.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى