تونس تحبس أنفاسها لمعرفة هويّة رئيسها الجديد

أغلقت صناديق الاقتراع في تونس، بعد يوم كامل من الماراثون الانتخابي، ليحبس التونسيون أنفاسهم بانتظار ما سيخرج من صناديق الاقتراع من نتائج تكشف لهم عن هويّة الرئيس القادم للبلاد، رجل القانون قيس سعيّد أو رجل الأعمال نبيل القروي.

وبعد يوم اقتراع حافل ومجهول النتائج ارتفعت فيه نسبة الإقبال مقارنة بالدور الأول من الانتخابات الرئاسية ومن الاستحقاق البرلماني، تستعد البلاد لأمسية انتخابية استثنائية، ستبدأ فيها النتائج بالظهور وتظهر معها الملامح الأولى لهوية الرئيس السابع لتونس الذي سيقود البلاد خلال الـ5 سنوات القادمة، حيث لا تزال النتيجة غير محسومة حتّى اللحظات الأخيرة بين قيس سعيّد المدعوم من الإسلاميين وبعض الأحزاب اليسارية ومن الطلبة والمدرسين ونبيل القروي المدعوم من التيارات العلمانية الحداثية والفئات الاجتماعية الهشّة.

أسرار اختيارات التونسيين

وستبوح صناديق الاقتراع بأسرار اختيارات التونسيين بعد فرز الأصوات غدا الاثنين، بإعلان النتائج الرسمية من طرف الهيئة العليا المستقلّة للانتخابات، لكن من المتوقع أن تعطي استطلاعات الرأي لمؤسسات سبر الآراء نتائجها التقديرية عند خروج الناخبين من مكاتب الاقتراع، وتعلن عن اسم الرئيس المقبل مساء اليوم الأحد عبر محطات التلفزيون.

وسيتابع المرشحان ومعهما أنصارهما نتائج التصويت من مقرّات حملاتهما، حيث سيكون القروي متواجدا بمقر حملته بمنطقة البحيرة الراقية وسعيّد بمقره الواقع بأحد الشوارع الشعبية بتونس العاصمة، وذلك بعدما أدليا بصوتيهما، صباح الأحد، حيث تبرز احتمالات قويّة لظهور نتائج حاسمة في بعض الدوائر الانتخابية ليل الأحد/ الاثنين، قد تحقق مكاسب لأحد المرشحين تضمن له الاحتفال بالفوز مبّكرا.

حزمة تحديات

ولكن أي كان اسم الرئيس القادم، فإنه يتعين عليه الاستعداد لمواجهة حزمة من التحديات التي تنتظره بقصر قرطاج، خاصة الاجتماعية والاقتصادية والأمنية، وغلق عديد الملفات المفتوحة، وكذلك العمل على ردم الهوّة بين مختلف الأطراف السياسية التي تعمّقت بسبب الاستحقاقات الانتخابية.

"القضاء على الفقر والبطالة" هي الأولوية العاجلة التي ينبغي على الرئيس الجديد أن يعالجها، قبل أن تتّسع وينفجر الوضع أكثر، حسب مراد الدريدي (31 سنة) الذي التقته العربية.نت، أمام أحد مراكز الاقتراع بولاية بن عروس، وقال إنه "اختار التصويت للمرشح، الذي رأى أن لديه برنامجا عمليا قادرا على إنقاذ هذه الفئات بعد سنوات من الاحتكاك بهم".

ومن جهتها أكدت زينب سالمي (47 سنة) أنه "ينبغي أن يهتم الرئيس الجديد بالشعب الذي أوصله لهذا المنصب وأن يعمل على أن يكون رئيس كل التونسيين ويكون عادلا بين كل الجهات والفئات، وأن يهتم بالشباب أكثر ويفكر في مستقبلهم ويعمل على احتوائهم، وكذلك يجد حلولا لأزمة غلاء الأسعار التي أنهكت الطبقة الفقيرة والمتوسطة".

ابنتها شيماء، عبرت عن فرحتها بالمشاركة لأوّل مرة في الانتخابات بعد بلوغها السنّ القانوني المطلوب، وأجواء التشويق التي ترافقها، وقالت إن "الرئيس القادم يجب أن يعمل على تحسين الأوضاع الاقتصادية ووضع حد للعجز التجاري، لأنّه بتحسن الاقتصاد تتحسن المجالات الأخرى وتتوفر الموارد المالية اللازمة للقضاء على المشاكل الاجتماعية".

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى