اتفاق أممي إثيوبي لإيصال المساعدات إلى تيغراي دون عوائق

أعلنت الأمم المتحدة والحكومة الإثيوبية توقيع اتفاق للسماح بوصول المساعدات الإنسانية "دون عوائق" إلى منطقة تيغراي المحاصرة، أو المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة الفيدرالية على الأقل.

ويسمح الاتفاق بدخول الإسعافات الأولية إلى المنطقة التي يبلغ عدد سكانها 6 ملايين شخص، والتي فقدت الاتصال بالعالم عقب اندلاع المواجهات بين الحكومة الفيدرالية وحكومة إقليم تيغراي.

كما ناشدت الأمم المتحدة وجهات أخرى الحكومة الإثيوبية بالسماح بوصول المساعدات إلى المنطقة، وسط تقارير عن نفاد المواد الغذائية والأدوية والإمدادات الأخرى.

وأوضح متحدث باسم الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة، عقب التوقيع على الاتفاق هذا الأسبوع، أن أول مهمة ستقوم بها بعثة الأمم المتحدة، التي بدأت عملها اليوم الأربعاء، هي تقييم الاحتياجات. وقال: "نحن نعمل بطبيعة الحال للتأكد من تقديم المساعدة للمنطقة بأسرها ولكل شخص يحتاجها"، مضيفاً: "تلتزم الأمم المتحدة وشركاؤها في مجال العمل الإنساني في إثيوبيا بالمشاركة مع الحكومة الفيدرالية الإثيوبية وجميع أطراف النزاع لضمان استناد العمل الإنساني في مناطق تيغراي وأمهرة وعفار بشكل صارم إلى الاحتياجات وتنفيذها وفقاً للاتفاق العالمي المتفق عليه على مبادئ الإنسانية والحياد والاستقلال".

يذكر أن الحكومة الفيدرالية الإثيوبية تفرض حظراً منذ أسابيع على دخول الشاحنات المحملة بالمساعدات إلى تيغراي، لكن الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإنسانية كانت حريصة على الوصول غير المقيد والمحايد إلى تيغراي مع تزايد الجوع ونفاد الإمدادات الأساسية في المستشفيات مثل القفازات وأكياس الجثث.

لاجئون إثيوبيون بمخيم أم راكوبا في ولاية القضارف شرق السودان يوم 30 نوفمبر

لاجئون إثيوبيون بمخيم أم راكوبا في ولاية القضارف شرق السودان يوم 30 نوفمبر

إلى ذلك قال أحد العاملين في المجال الإنساني لوكالة أسوشييتد برس، والذي اشترط عدم الكشف عن اسمه بسبب حساسية القضية: "لدينا بالفعل موظفون هناك على الأرض والذين تواصلوا معنا ليخبرونا إنهم لا يجدون ما يكفي لإطعام لأطفالهم".

أكثر من مليون

وتشير تقارير إخبارية إلى نزوح أكثر من مليون شخص من تيغراي، بينهم أكثر من 45000 نازح فروا إلى منطقة نائية في السودان. ويواجه العاملون في المجال الإنساني صعوبة في توفير الغذاء لهم.

كما لا تزال الاتصالات ووسائل النقل مقطوعة بالكامل تقريباً عن تيغراي، وقد أكد زعيم الحكومة الإقليمية الهارب هذا الأسبوع لأسوشييتد برس أن القتال مستمر على الرغم من إعلان رئيس الوزراء أبي أحمد النصر.

ولا تزال هناك صعوبة بالغة في التحقق من مزاعم أي من الجانبين لأن الصراع يهدد بزعزعة استقرار إثيوبيا والقرن الإفريقي بأكمله.

لاجئون إثيوبيون بمخيم أم راكوبا في ولاية القضارف شرق السودان يوم 30 نوفمبر

لاجئون إثيوبيون بمخيم أم راكوبا في ولاية القضارف شرق السودان يوم 30 نوفمبر

من جهته، صرح تيبور ناجي، مسؤول شؤون إفريقيا في وزارة الخارجية الأميركية في مقابلة مع شبكة بي بي سي: "هناك أهمية كبيرة للحصول على معلومات موضوعية عما يجري. انتهت مرحلة العمل العسكري بشكل أساسي. أنا لا أعني بذلك أن القتال قد انتهى. لذا فإن المساعدات الإنسانية في هذا الوقت، هي الأهم".

600 ألف شخص

وعلى مدى أسابيع، كانت الأمم المتحدة وغيرها يصرون على نحو متزايد على الحاجة للوصول إلى حوالي 600 ألف شخص في تيغراي كانوا يعتمدون بالفعل على المساعدات الغذائية حتى قبل الصراع. والآن تزايدت هذه الاحتياجات، لكن أبي قاوم الضغط الدولي للحوار والحد من التصعيد، قائلاً: "لن نتفاوض على سيادتنا".

إلى ذلك تعتبر حكومة أبي حكومة تيغراي الإقليمية غير شرعية بعد شهور من الاحتكاك المتزايد في ظل سعيه لمركزية السلطة.

ووسط مزاعم الأطراف المتحاربة والمزاعم المضادة، هناك شيء واحد واضح، وهو أن المدنيين يعانون. وتقول الأمم المتحدة إن الغذاء قد نفد لما يقرب من 100 ألف لاجئ من إريتريا كانوا يخيمون بالقرب من حدود تيغراي مع إريتريا في خط النار مع استمرار القتال.

كما أوضح المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في مطلع الأسبوع في نداء عاجل إلى أبي، أنه إذا صحت التقارير التي تفيد بأن بعض اللاجئين قتلوا أو اختطفوا، "فسوف تكون انتهاكات كبيرة للمعايير الدولية".

لاجئون إثيوبيون فروا من صراع تيغراي في مخيم أم ركوبة بمحافظة القضارف شرق السودان يوم 28 نوفمبر

لاجئون إثيوبيون فروا من صراع تيغراي في مخيم أم ركوبة بمحافظة القضارف شرق السودان يوم 28 نوفمبر

شرب مياه غير معالجة

ومع تضرر البنية التحتية، قالت الأمم المتحدة إن بعض المواطنين في تيغراي يشربون الآن المياه غير المعالجة، مما يزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض.

وفي أكبر مستشفى بشمال إثيوبيا في ميكيلي، عاصمة تيغراي، اضطر العاملون إلى تعليق الأنشطة الأخرى للتركيز على علاج العدد الكبير من جرحى الصراع، في حين نفدت أكياس الجثث، وفق اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

كما أفادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وهي المنظمة الوحيدة التي تتنقل داخل إقليم تيغراي والأراضي الحدودية، بأنها صادفت مجتمعات مهجورة ومخيمات للنازحين.

يشار إلى أن لا أحد يعرف الخسائر الحقيقية للقتال. وأعلنت جماعات حقوق الإنسان والمنظمات الإنسانية عن مقتل عدة مئات من الأشخاص، بمن فيهم مدنيون، لكن يخشى أن يكون العدد أكبر بكثير.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى