مازالت تداعيات شراكة قطر الجديدة في بورصة اسطنبول التي أعلنها الأسبوع الماضي تثير جدلاً، فبعدما انتقد نائب رئيس الكتلة البرلمانية في حزب الشعب الجمهوري المعارض، أنغن أوزكوتش، الحكومة التركية وكيفية إدارتها لبعض مصالح البلاد، انطلاقاً من هذا الاتفاق، وصف زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض، كمال كيليتشدار أوغلو، بيع الحكومة التركية لـ 10% من حصة بورصة اسطنبول بأنه "بيع معسول"، مؤكداً أنها بيعت بسعر قليل تستطيع قطر استرداده بفترة أشهر.
وفي كلمة له أمام كتلة حزبه في البرلمان، الثلاثاء، وجه كيليتشدار أوغلو نداءاً للرئيس رجب طيب أردوغان، قال فيه: "عليك أن تخرج أمام الناس وتخبرهم عن مصلحة بلدنا من بيع حصة بورصة إسطنبول لقطر، على أي أساس قمتم بالبيع، المبلغ الذي دفعته قطر 200 مليون دولار، وحصلت من خلاله على 10% من بورصة اسطنبول، ستسعيده قطر بعد 15 إلى 20 شهراً، هل هناك بيعاً معسولاً أكثر من هذه العملية؟".
كما عبر كيليتشدار أوغلو عن غضبه من تخفيض الحكومة التركية ضرائب الشركة القطرية "BEİN SPORT"، معتبراً أن الحكومة التركية قد خفضت رواتب شركة قطرية بقيمة 90 مليون دولار، بدعوى ظروف الوباء.
ثم وجه كلامه إلى التجار والمستثمرين، وقال لهم: "قالوا لكم أغلقوا أعمالكم، وفعلتم، وقالوا لكم اذهبوا إلى المصارف واستدينوا بالفائدة وفعلتم أيضاً، لكنهم خفضوا ضرائب شركة قطرية بقيمة 90 مليون دولار، ولم يكترثوا لأوضاعكم وظروفكم، في المستقبل ستكون الصناديق أمامكم، وإعطائكم درساً لهؤلاء بطريقة ديمقراطية، هو دين في أعناقكم"، بحسب تعبيره.
الشيخ تميم والرئيس أردوغان
يشار إلى أن الانتقادات التي كثرت في الأونة الأخيرة كانت بدأت بعد أن وقع صندوق الثروة السيادي التركي، الخميس، مذكرة تفاهم مع جهاز قطر للاستثمار لبحث وإتمام صفقة محتملة يشتري الجهاز بموجبها 10% من بورصة إسطنبول. وأوضح الصندوق أن حصته في البورصة ستصبح 80.6% بعد إكمال الصفقة.
بورصة اسطنبول
وكان أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد، وصل إلى أنقرة ليترأس مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اجتماع اللجنة الاستراتيجية العليا القطرية التركية.
في حين اعتبرت قناة TRT التركية الرسمية أن هذه القمة "ستكون الـ28 بين أردوغان وضيفه، خلال 70 شهراً، وهو رقم قياسي في تاريخ العلاقات بين البلدين، وربما في تاريخ العلاقات الدولية".