قال التلفزيون الرسمي الإثيوبي الأحد إنه جرى العثور على 70 مقبرة، بعضها لأفراد والباقي مقابر جماعية، في بلدة حميرا بإقليم تيغراي، وذلك في اليوم التالي لإعلان الحكومة انتهاء عملياتها العسكرية هناك.
وعرض التلفزيون لقطات مصورة لمسؤولين يرتدون الزي العسكري أثناء سيرهم في حقل قال مذيع إنه ببلدة حميرا. ولم يصدر حتى الآن تعليق من الحكومة أو الجيش الإثيوبي.
ومن الصعب التحقق من مزاعم أي من أطراف الصراع إذ جرى قطع اتصالات الهاتف والإنترنت مع إقليم تيغراي وتقييد الدخول إليه منذ اندلاع القتال في الرابع من نوفمبر بين القوات الإثيوبية وقوات تيغراي.
جنود في الجيش الاثيوبي يتوجهون للقتال في جبهة تيغراي (أرشيفية)
من جهته، قال دبرصيون جبرمكئيل زعيم "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي" في رسالة نصية لوكالة "رويترز" الأحد إن قواته استعادت بلدة أكسوم من قوات الجيش الإثيوبي.
ويأتي زعم جبرمكئيل بعد يوم من إعلان رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد أن الجيش سيطر على ميكيلي عاصمة إقليم تيغراي وأنهى العمليات العسكرية في الإقليم.
كما قال جبرمكئيل لـ"رويترز" إن قواته أسقطت طائرة عسكرية إثيوبية الأحد وأسرت قائدها. وأضاف في رسالته أن الطيار "كان في مهمة قصف".
ولم يصدر حتى الآن تعليق من الحكومة أو الجيش الإثيوبي. وقالت الحكومة في وقت سابق إنها تقصف فقط أهدافا عسكرية.
يأتي هذا فيما قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الأحد إن إعلان إثيوبيا انتهاء هجومها العسكري في إقليم تيغراي "لا يعني انتهاء الصراع"، مضيفاً أنه يشعر بقلق بالغ إزاء مصير مائة ألف لاجئ إريتري هناك، وسط أنباء عن اختطاف بعضهم.
وأضاف فيليبو غراندي للصحفيين أنه إذا تأكد التعامل مع اللاجئين في المخيمات القريبة من حدود تيغراي وإريتريا على ذلك النحو، فإنها ستكون بمثابة "انتهاكات كبيرة للمعايير الدولية.. أناشد رئيس وزراء إثيوبيا بقوة، أن يعالج هذا الوضع على وجه السرعة".
القتال الذي استمر قرابة شهر بين القوات الاتحادية الإثيوبية وقوات إقليم تيغراي، هدد بزعزعة استقرار إثيوبيا، أكبر دول منطقة القرن الأفريقي - ذات الأهمية الإستراتيجية - والمحور بين جيرانها.
وزعم اللاجئون وزعماء تيغراي تورط إريتريا في الصراع، لكن تلك المزاعم لم يتم التحقق من صحتها.
لاجؤون إثوبيون في السودان
وفي الوقت نفسه، وفي تقرير نادر من داخل ميكيلي عاصمة إقليم تيغري، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن مستشفى رئيسي في شمال إثيوبيا، "مستشفى آيدر المرجعي"، بحاجة إلى أكياس الجثث بينما يعاني نحو 80% من مرضاه من إصابات.
وأضافت أن "تدفق الجرحى أجبر المستشفى على تعليق العديد من الخدمات الطبية الأخرى حتى يمكن تخصيص العدد المحدود من الموظفين والموارد للرعاية الطبية الطارئة".
كما ذكرت أن المستشفيات والمراكز الصحية في تيغراي تعاني "انخفاضاً خطيراً" في الإمدادات اللازمة لرعاية الجرحى.
وأوضحت كذلك أن مخزون الطعام ينخفض أيضاً، نتيجة انقطاع إقليم تيغراي عن المساعدات الخارجية منذ شهر تقريباً.
مدينة ميكيلي عاصمة إقليم تيغراي (أرشيفية)
وأشارت إلى أن ألف لاجئ إريتري وصلوا إلى ميكيلي من مخيمات اللاجئين بالقرب من الحدود الإريترية بحثاً عن الطعام ومساعدات أخرى.
وبسبب المعارك في تيغراي، نزح ما يقرب من مليون شخص، بينهم 44 ألفاً تقريباً فروا إلى السودان.
وقال غراندي: "نحتاج أولاً وقبل أي شيء الوصول" إلى تيغراي، مضيفاً أن زملائه في الأمم المتحدة في أديس أبابا يجرون مباحثات مع الحكومة هناك.
ووعدت حكومة أبي أحمد بإقامة "ممر إنساني" تديره بنفسها، لكن الأمم المتحدة شددت على أهمية الحياد.
وقال المفوض السامي لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة- رداً على سؤال حول مزاعم اللاجئين بأن قوات الأمن الإثيوبية تمنع المواطنين من الفرار من الصراع إلى السودان- إن فريقه لم يثر هذه المسألة مع الحكومة الإثيوبية، لكن اللاجئين أخبروه عن "نقاط التفتيش العديدة" وجيوب انعدم الوجود الأمني فيها، خلال رحلة فرارهم.
وقال غراندي كذلك "لم نسمع عن أي إغلاق منهجي. لكن بالتأكيد هناك صعوبات متزايدة".
وأوضح أن معظم النازحين يسافرون وليس معهم أي شيء يذكر، وأن كثيراً منهم من المزارعين وقد أُجبروا على الفرار في وقت الحصاد، ما تركهم في "وضع بالغ الصعوبة".
حتى قبل إعلان النصر، كانت حكومة أبي أحمد تحث اللاجئين على العودة ووعدت بحمايتهم.
وأوضح غراندي قائلاً: "بالطبع، لا أشجع الناس على العودة" مضيفاً أن اللاجئين أخبروه بأنهم يخشون انتقاماً محتملاً وأعمال عنف طائفي، ويحتاجون إلى ضمانات أمنية قبل العودة إلى ديارهم.