تتخذ كوريا الشمالية، حيث لا توجد إصابات بفيروس كورونا، بحسب التصريحات الرسمية، إجراءات شديدة لمنع انتقال الفيروس إليها، وأغلقت حدودها ليس فقط أمام الناس بل وأمام البضائع الأجنبية. وشملت الاجراءات عقوبات وصلت للإعدام، وتلغيم الحدود وكذلك حظر الصيد البحري وتشديد القيود على نزول البحر.
وقالت وسائل إعلام رسمية، الأحد، إن كوريا الشمالية شددت القيود على نزول البحر كجزء من خطوات مشددة لمكافحة جائحة فيروس كورونا المستجد، وذلك بعد يومين من إعلان كوريا الجنوبية أن بيونغ يانغ حظرت الصيد البحري.
من كوريا الشمالية
وأفادت وكالة الأنباء المركزية الكورية بأن البلاد تحشد المزيد من وحدات مكافحة الفيروسات وتتخذ خطوات قوية "لإزالة العناصر غير المتحضرة وغير الصحية تمامًا التي يمكن أن تساعد في إفساح المجال لانتشار الوباء" في الشتاء.
ويقول بعض الخبراء إن فيروس كورونا يمكن أن ينتشر على نطاق أوسع خلال الطقس البارد عندما يقضي الناس عادة وقتًا أطول في الداخل.
وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية إن المسؤولين يتخذون إجراءات صارمة لمكافحة الوباء على طول المناطق الحدودية لمنع الفيروس من دخول البلاد.
وفي المناطق الساحلية، وضعت السلطات قواعد أكثر صرامة للمغامرة بنزول البحر وجمع المواد القذرة في المياه، وفقًا لوكالة الأنباء المركزية الكورية.
زعيم كوريا الشمالية
وأكدت كوريا الشمالية أنه لم يتم العثور على حالة إصابة واحدة بالفيروس على أراضيها، وهو ادعاء شكك فيه خبراء خارجيون على نطاق واسع.
بالرغم من ادعائها، أغلقت كوريا الشمالية حدودها بسرعة وطردت الدبلوماسيين وعزلت السكان الذين ظهرت عليهم أعراض.
قد يكون لتفشي المرض بشكل كبير في كوريا الشمالية عواقب وخيمة بسبب نظام الرعاية الصحية المتداعي فيها والنقص المزمن في الأدوية.
من كوريا الشمالية
وذكرت كوريا الشمالية سابقًا قيودًا على دخول البحر. جاء تقرير الأحد بعد أن أبلغ جهاز تجسس في كوريا الجنوبية المشرعين الجمعة بأن خطوات مكافحة الفيروس في كوريا الشمالية تشمل حظر صيد الأسماك وإنتاج الملح في البحر، وكذلك إغلاق العاصمة بيونغ يانغ ومقاطعة جاغانغ الشمالية ومناطق أخرى.
وقد أبلغ جهاز المخابرات الوطنية بكوريا الجنوبية لجنة المخابرات البرلمانية، يوم الجمعة الماضي، بأن الشمال يتخذ إجراءات "تتعارض مع المنطق العام" لمنع انتشار فيروس كورونا، مشيرا إلى أن كوريا الشمالية رفضت المساعدات الغذائية من الصين، على الرغم من وضعها الاقتصادي الصعب.
من كوريا الشمالية
كما نقل المشرعون الذين حضروا جلسة إحاطة مغلقة عن مسؤولي جهاز الاستخبارات الوطنية قولهم إن كوريا الشمالية أعدمت مسؤولاً لخرقه اللوائح التي تقيد استيراد السلع في أغسطس، وصراف عملات بسبب انخفاض سعر الصرف في أكتوبر.
ونقلت الوكالة عن ها تاي كيونغ، أحد المشرعين، قوله إن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يُظهر "غضبًا مفرطًا" ويتخذ "إجراءات غير عقلانية" بشأن الوباء وتأثيره الاقتصادي.
وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية إن بيونغ يانغ "تقيم بحزم جدار حصار في المناطق القريبة من الحدود وخط الترسيم العسكري، وتطالب العمال والمقيمين بالالتزام بالنظام والسيطرة فورا على أي موقف غير طبيعي، والاستجابة له".
وذكرت محطة الإذاعة الكورية أن البلاد تبني "جدار حصار" في عمق المنطقة الحدودية وبالقرب من خط الترسيم العسكري.
كما كشفت أن بيونغ يانغ عمدت إلى تلغيم حدودها مع الصين لمنع دخول وخروج الأشخاص والبضائع حتى لا ينتقل إليها وباء كورونا.
وفي سبتمبر، اتهمت كوريا الجنوبية كوريا الشمالية بإطلاق النار على مسؤول صيد سمك كوري جنوبي تم العثور عليه في مياه الشمال قبل أن تحرق جثته، على ما يبدو، تماشيًا مع سياسة مكافحة الفيروسات التي تتضمن إطلاق النار.