مع محاولة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التراجع عن لهجة التصعيد التي انتهجها سابقا، والعودة إلى تهدئة التوترات التي تصاعدت في الآونة الأخيرة مع الاتحاد الأوروبي، مؤكدا أنه لا يرى بلاده خارج أوروبا، اعتبرت فرنسا أن الأقوال وحدها لا تكفي.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان اليوم الأحد إن بلاده ترى أن التصريحات وحدها لا تكفي، قائلاً: باريس تنتظر أفعالاً من تركيا وتعتبر أن تصريحات التهدئة لا تكفي.
كما أوضح أنه لا يكفي أن نلاحظ لهجة تهدئة في خطابات المسؤولين الأتراك خلال اليومين الماضيين.
من جهته، أكد أردوغان في تصريحات باجتماع مؤتمر حزب العدالة والتنمية الحاكم، اليوم أيضا أنه يعتبر تركيا جزءا لا يمكن فصله عن أوروبا. ودعا الاتحاد الأوروبي إلى تنفيذ وعوده فيما خص ملف اللاجئين وضم بلاده إلى الاتحاد بشكل نهائي.
دعوة للحواروكان الرئيس التركي دعا مساء السبت الاتحاد إلى الحوار، محذّرا التكتل من التحوّل إلى "أداة" لمعاداة بلاده، في ظل ارتفاع منسوب التوتر بشأن حقوق التنقيب على موارد الطاقة في شرق المتوسط. وقال في خطاب مسجّل لمؤتمر حزبه الحاكم "نتوقع من الاتحاد الأوروبي الإيفاء بوعوده وعدم التمييز ضدنا أو على الأقل عدم التحول إلى أداة للعداوات المفتوحة التي تستهدف بلدنا".
يشار إلى أن نشر تركيا سفينة للتنقيب عن الغاز في مياه تطالب بها اليونان كان أشعل خلال الفترة الماضية سجالا بين أنقرة والدول الأوروبية، فيما مدد الاتحاد هذا الشهر عقوبات مفروضة على أنقرة لعام إضافي.
الرئيس التركي (أرشيفية- رويترز)
وتشمل العقوبات حظرا على منح التأشيرات لأفراد مرتبطين بعمليات التنقيب المثيرة للجدل عن الغاز في المتوسط وتجميد أي أصول تابعة لهم في الاتحاد الأوروبي.
وكانت تركيا انخرطت في السابق في مسار للانضمام إلى الاتحاد إلا أنها واجهت معارضة من دول أعضاء عدة وتراجعت عن ذلك في عهد أردوغان.
سفينة تركية في المتوسط (أرشيفية- رويترز)
يذكر أن رسالة أردوغان أتت في وقت يتوقع أن يقرر قادة الاتحاد الأوروبي خلال قمة ديسمبر ما إذا كانوا سيفرضون المزيد من العقوبات على تركيا على خلفية أنشطتها الأخيرة.
ولا تزال سفينة التنقيب التركية "عروج ريس" محور التوتر، وقد مددت أنقرة السبت مهمتها في شرق المتوسط حتى 29 تشرين الثاني/نوفمبر، رغم اعتراض أثينا على الأمر.