شدد وزير الدفاع العراقي، نجاح الشمري، على أنه "لن نسمح بالمساس بالمؤسسة العسكرية أو إضعافها".
وأثارت إقالة قائد قوات مكافحة الإرهاب عبدالوهاب الساعدي جدلاً كبيراً في العراق، حيث ترددت أنباء عن أن لإيران أصابع وراء الإقالة.
وفي مقابلة مع "العربية"، نفى وزير الدفاع أي "أزمة في ملف الساعدي والقرار طبيعي والتقيته اليوم لتنفيذ الأمر الديواني الصادر من رئيس الوزراء" عادل عبد المهدي.
وأعلن الشمري أنه سيتم تسليم الملف الأمني إلى وزارة الداخلية باستثناء بعض المحافظات، رافضاً أي "تدخل سياسي في عمل الجيش العراقي".
في السياق ذاته، قال الوزير العراقي إنه "لا يوجد أي صراع داخل الموسسة العسكرية".
إدانة هجمات أرامكو
على صعيد متصل، رفض وزير الدفاع أي "اعتداء على قوات التحالف (الدولي لمحاربة تنظيم داعش) أو السفارات الأجنبية على الأراضي العراقية".
كما دان الشمري الهجمات التي طالت منشأتي النفط التابعتين لشركة أرامكو في السعودية مؤكداً مبدأ الحياد في الصراع القائم في المنطقة، بعد الاتهامات الدولية التي لاحقت طهران وحملتها المسؤولية عن الاعتداءات، حيث عرضت الرياض أدلة على ذلك.
وقال الوزير، خلال المقابلة، إنه يسعى لإبرام "اتفاقيات أمنية مع عدد من دول الجوار لضمان أمن الحدود"، مضيفاً أن "لدينا تنسيقاً أمنياً مع المملكة العربية السعودية لضمان أمن الحدود والاستعدادات الأمنية كاملة لافتتاح منفذ عرعر".
إعادة "مقاتلين"
وأعلن الوزير أنه ستتم إعادة 1008 مقاتلين من "المفسوخة عقودهم إلى الخدمة"، مضيفاً أنه "نلاحق تنظيم داعش في الصحراء ولن تتوقف العمليات العسكرية حتى يتم القضاء على التنظيم نهائياً".
وعلى الرغم من إثارة قرار رئيس الوزراء العراقي استبعاد قائد قوات مكافحة الإرهاب الفريق عبد الوهاب الساعدي، الذي اضطلع بدور كبير في المعارك ضد داعش، غضباً في الشارع العراقي على مدى اليومين الماضيين، وسط علامات استفهام عن أسباب القرار، تمسك عبد المهدي بقراره. ونقلت وكالة الأنباء العراقية عن رئيس الوزراء قوله الأحد "لا تراجع عن قرارنا.. والعسكري عليه تنفيذ الأوامر..".
كما اعتبر أن "الساعدي يخطئ بنقل الأمر إلى الإعلام".
انتقام أم تدخل؟
وكان قرار استبعاد الساعدي أثار بلبلة في البلاد. وفي حين لم يشر الأمر الديواني إلى أسباب القرار، رأى مراقبون أنه جاء نتيجة الانقسام الداخلي بين القوى والأحزاب النافذة، إلى جانب التدخل الخارجي في شؤون الأمن والدفاع، خصوصاً بين حليفتي العراق الكبيرتين، الولايات المتحدة وإيران.
من جهة ثانية، رأى البعض أن عملية استبعاد الساعدي، لم تأتِ إلا انتقاماً وتصفية حسابات داخلية. وقال مسؤول حكومي عراقي لوكالة فرانس برس طالباً عدم كشف هويته إن قياديين لفصيلين في الحشد الشعبي "مارسا ضغوطاً" لتنحية الساعدي. وأضاف أن "الفكرة الأساسية هي بإبعاده (الساعدي) والإتيان بشخصية مقربة من إيران، وبالتالي لن تعود قوات مكافحة الإرهاب عقبة على تلك الفصائل".
يذكر أن للساعدي صولات وجولات على الجبهات خلال عمليات القضاء على تنظيم داعش. فقد قاد عمليات تحرير بيجي وتكريت في العام 2015، ثم معارك الفلوجة في العام 2016، حين سطع نجمه.