سياسي أميركي: إيران تختبر ترمب في هجوم أرامكو

اعتبر دينيس روس، السياسي ووسيط السلام لعدد من الرؤساء الأميركيين السابقين، في تقرير نشره في مجلة "فورين أفيرز"، أن الهجمات بطائرات مسيرة وصواريخ كروز على أهم منشأة لمعالجة النفط في بقيق في المملكة العربية السعودية في 14 أيلول/سبتمبر الماضي، لا تشكل تهديداً على إمدادات النفط العالمية فحسب، بل إنها تشكل أيضاً تهديداً واختباراً مهماً لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وكتب روس: "لقد اختارت إيران، من خلال هذه الهجمات، التصرف بوقاحة صارخة. وإذا لم تكن هناك عواقب لهذه التصرفات الإيرانية، فسوف تتحول الجمهورية الإسلامية لتصبح أكثر جرأة. والأسوأ من ذلك، أن أي ردٍ غير فعال سيرسل رسالة على المستوى الدولي مفادها أنه لا توجد قوانين تحكم ولا حدود، وأن أي تصرفٍ يمكن أن يمضي دون عواقب".

دنيس روس

وذكّر روس بأن مايك بومبيو، وزير الخارجية الأميركي، ربط الهجمات بالإيرانيين. كما قامت وزارة الدفاع السعودية بعرض بقايا قطع الطائرات بدون طيار وصواريخ كروز التي استخدمت في الهجوم، وجميعها مصنوعة من إيران. كما قال المتحدث باسم الوزارة العقيد تركي المالكي، إن الهجوم "كان بلا شك برعايةٍ من إيران".

واعتبر روسي أن "اختيار هذه الكلمات كان غامضاً ولم يشر بطريقةٍ مباشرة إلى ما إذا كان الإيرانيون قد قاموا بتنفيذ الهجوم من أراضٍ إيرانية. لكن مسؤولين أميركيين قالوا في بيانات حول الحادثة إن صواريخ كروز كانت قد أطلقت من قواعد إيرانية. كما قام بومبيو بوصف الهجمات بأنها "عمل حرب"، مما يعني ضمناً أنه يتعين على الولايات المتحدة أن تقوم بشيءٍ حيال ذلك.

حتى الآن، كان ردّ ترمب على الهجمات، هو فرض العقوبات، حسب ما ذكّر به روس، مضيفاً: "وحتى الآن، تصف إدارة الرئيس ترمب منهجيتها في التعامل مع إيران بأنها قائمة على ممارسة "حملة ضغطٍ قصوى"، على الرغم من أنه يفترض أن تكون تسميتها أكثر دقة لتصبح "حملة ضغط اقتصادي قصوى". والآن يتعين على واشنطن أن تسأل نفسها ما إذا كانت هذه المنهجية مناسبة ومتوافقة مع الاختبار الذي تواجهه واشنطن الآن.

الدافع وراء تصعيد الهجمات الإيرانية

وتابع روسي: "في حال قام الإيرانيون بالفعل بمهاجمة أهم منشأة نفطية في المملكة العربية السعودية بشكلٍ مباشر من الأراضي الإيرانية، فقد تجاوزوا الحدود. لقد تصرفوا أيضا بطريقة خارجة تماماً عن شخصيتهم الاعتيادية، إذ إنه عادة ما تلجأ الجمهورية الإسلامية لتنفيذ أعمالها في المنطقة من خلال الوكلاء، الأمر الذي يسمح لها بممارسة درجةٍ مسموحةٍ من الإنكار المعقول. قام الرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف بنفي أن تكون إيران وراء الهجمات الأخيرة. لكن الواضح أن المهاجمين استخدموا أسلحة إيرانية، بما في ذلك الطائرات بدون طيار قصيرة المدى التي لم يكن من الممكن أن تصل إلى بقيق في حال تم إطلاقها من اليمن، الأمر الذي يجعل ادعاءات الحوثيين عن مسؤوليتهم خلف الهجمات لا يعدو عن كونه مجرد عملية خداعٍ وتغطية واضحة لإيران".

وشرح روس أن "هنالك بعض الدوافع وراء قيام الإيرانيين بمثل هذه السلوكيات غير الطبيعية. بداية، فإن الإيرانيين يعتقدون أنه بإمكانهم القيام بذلك والإفلات من العقاب، ولم يعد يتملكهم أي خوفٍ من الولايات المتحدة التي يعتقد الإيرانيون أنها لن تتخذ أي ردٍ. أضف إلى ذلك حقيقة أنه يتم الضغط عليهم بشكل رهيب من خلال سياسة الضغط الاقتصادي القصوى لإدارة ترمب، والتي يعتقدون أنها تعطيهم سبباً للمقاومة المضادة".

وأضاف روس "الإيرانيون قاموا بدراسة وملاحظة تصرفات إدارة ترمب عن كثب، إذ إنه في الخامس من مايو/أيار الماضي، أعلن جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأميركي آنذاك، أن الولايات المتحدة ستقوم بإرسال حاملة طائرات هجومية بحرية إلى الخليج لوجود معلومات تفيد بأن الإيرانيين يخططون لشن هجمات على القوات الأميركية المتواجدة في المنطقة. وقال بولتون إن واشنطن ستقوم بالرد "بقوة لا هوادة فيها" ضد أية هجمات على القوات الأميركية أو المصالح أو الأصدقاء في الشرق الأوسط. لكن خلال الأيام والأسابيع التي تلت تلك التصريحات، تسببت ألغامٌ بحرية متفجرة في إحداث أضرارٍ هيكلية لأربع ناقلاتٍ نفطية، وهاجم الحوثيون من خلال طائرات بدون طيار مجالات الطيران المدنية ومحطات التنقيب عن النفط في السعودية، وتسببت ألغامٌ بحرية أيضاً في تفجير عددٍ من الناقلات النفطية في خليج عمان، وقامت الميليشيات الشيعية بإطلاق صواريخ على بعد حوالي 300 متر من السفارة الأميركية في بغداد، وعلى عددٍ من القواعد الأميركية شمال بغداد، وأخيراً قام الجيش الإيراني بإسقاط طائرة أميركية بلا طيار وهي الحادثة الوحيدة التي نسبت إيران مسؤولية تنفيذها إليها".

وتابع: "لم تقم الولايات المتحدة باللجوء إلى استخدام "قوة لا هوادة فيها"، أو أي قوة على الإطلاق، للرد على سلسلة الهجمات. بل على العكس، يبدو أن الإدارة الحالية تراجعت عن التزامات الولايات المتحدة القديمة. في يناير/كانون الثاني من عام 1980، أعلن الرئيس (الأميركي) جيمي كارتر أن الخليج يمثل مصلحة حيوية للأمن القومي للولايات المتحدة. لكن ترمب تخلى عن هذا الالتزام في أواخر يونيو/حزيران من هذا العام، عندما قام بكتابة تغريدةٍ أعلن فيها أن الولايات المتحدة لا تحصل على نفطها من منطقة الخليج، وأنه على أولئك الذين يحصلون على نفطهم من الدول الخليجية أن يتحملوا المسؤولية الرئيسية في حماية وإبقاء مضيق هرمز مفتوحاً. وفقاً للرئيس ترمب، فإن المحافظة على استمرار التدفق الحر للنفط، على الأقل من منطقة الشرق الأوسط، لم يعد مصلحة أميركية حيوية أو مسؤولية أمنية على عاتقها. علاوة على ذلك، تراجع الرئيس ترمب عن عملية الانتقام العسكرية المخطط لها إثر إسقاط الطائرة الأميركية بدون طيار. ليخلُص الإيرانيون إلى أنه طالما أنهم لم يتسببوا في قتل أي عسكري أميركي من خلال عمليةٍ مباشرةٍ وعلنية، فإن الولايات المتحدة لن تقوم بالرد. لقد اعتبروا أن أي تصرفٍ لا يصل إلى القتل هو تصرفٌ عادل".

أثر إلغاء الإعفاءات النفطية

وبحسب روس، يوضح التالي لماذا لم يرتدع الإيرانيون عن مهاجمة الحلفاء والمصالح الأميركية، لكنه لا يفسر الدوافع وراء قيام طهران بتكثيف تلك الحملة في المقام الأول. وأضاف: "هنالك علاقة وارتباطٌ لهذا الأمر مع سياسة الضغط الاقتصادي. في الرابع من مايو/أيار، قامت إدارة ترمب بإلغاء الإعفاءات التي كانت تسمح للعديد من الدول بشراء النفط الإيراني على الرغم من العقوبات الأميركية المفروضة. لقد كان الهدف الصريح من هذه الخطوة هو جعل مبيعات النفط الإيراني تصل إلى مستوى الصفر. قررت القيادة الإيرانية آنذاك أن تمارس نسختها الخاصة من الضغوطات القصوى على الحلفاء والمصالح الأميركية في الشرق الأوسط كردٍ على ضغوطات ترمب القصوى. حتى ذلك الوقت، كانت "الأنشطة الخبيثة" لإيران جزءا من المشهد، لكنها لم تكن أنشطة تصعيدية. ولكن بعد أن تم وقف الإعفاءات، بدأ الإيرانيون في مهاجمة إمدادات النفط، من خلال استهداف الناقلات النفطية ومنشآت النفط السعودية الصغيرة والمضخات، لكنهم لم يتوقفوا عند هذا الحد فحسب، بل بدأوا أيضاً في الابتعاد تدريجياً عن الالتزام بطرفهم من الاتفاق النووي".

وأضاف: "لا ينبغي أن ينظر إلى الرد الإيراني على حملة الضغط الاقتصادي القصوى لإدارة ترمب بالأمر المفاجئ. فالحقيقة أن إيران لطالما أكدت على أنها في حال لم تستطع تصدير النفط الخاص بها، فإنها لن تسمح لأي دولةٍ أخرى في المنطقة بذلك. أضف إلى ذلك أن طهران أوضحت على أعلى المستويات أنها تنظر إلى سياسة العقوبات الأميركية بأنها حرب اقتصادية ضد الجمهورية الإسلامية". وذكّر روس بخطاب ألقاه المرشد الأعلى علي خامنئي في 17 سبتمبر/أيلول حينما اعتبر أن على طهران أن تقوم "بإحداث عملية ردعٍ.. كي يدرك العدو أنه لا يستطيع الضغط على هذه الأمة من خلال القطاع الاقتصادي".

وتابع روس: "في استخدام خامنئي لعبارة "إنشاء عملية ردع"، فإنه يعني رفع التكلفة على الولايات المتحدة بحيث تتراجع عن قيامها بحملة الضغط الاقتصادي. هذا الموقف ليس بالجديد على المرشد الإيراني الأعلى. ففي شهر مايو/أيار، أشار خامنئي إلى أن الولايات المتحدة كانت تحاول إضعاف إيران كي تعود إلى طاولة المفاوضات وتتنازل. وقال خامنئي إن الجمهورية الإسلامية لن تفعل شيئاً من هذا القبيل، بل إنها ستلجأ إلى استخدام "نفوذها" الخاص بها".

واشنطن بحاجة إلى استراتيجية

واعتبر روس أنه "لم تكن مفاجأة أن تقوم إيران بمواجهة ضغوط واشنطن القصوى بحملة ضغوط قصوى مضادة، بطريقة مصممة على جعل الولايات المتحدة تتراجع. لكن من الواضح أن إدارة ترمب قد تفاجأت من هذه التطورات، بعد أن ظنت واشنطن أن الإيرانيين يمكن الضغط عليهم للعودة إلى طاولة المناقشات والإذعان. ولم تتوقع واشنطن أو تخطط لمواجهة أية تصعيدات انتقامية إيرانية في المنطقة. ولم تستعد واشنطن أيضاً لأنواع الهجمات التي كان الإيرانيون وراءها أو الهجمات التي يقومون بها الآن. ومن المفارقات المضحكة أن الإدارة التي غالباً ما تتحدث عن "الأنشطة الخبيثة" الإيرانية، هي الإدارة ذاتها التي فشلت في توقّع أن إيران قد تصعد من هذه الأنشطة كردٍ على حملة الضغط الاقتصادي الحقيقي الذي فرضته هذه الإدارة على الجمهورية الإسلامية".

وتابع روس: "تكمن المشكلة في أن إدارة ترمب كانت تفتقر إلى وجود استراتيجية تجاه إيران. لقد استعدت هذه الإدارة بشكل أساسي لاستخدام أداةٍ وسلاح واحد لا غير: الضغط الاقتصادي. لكن المشكلة تكمن في أن أداة الضغط الاقتصادي هي وسيلة وليس غاية. وإذا كان الهدف مثلما يقول ترمب هو تغيير سلوكيات وتصرفات النظام وليس تغيير النظام، فإن الإدارة الأميركية بحاجةٍ إلى استخدام جميع أدوات الحنكة السياسية للدولة – الأدوات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية والسيبرانية والعسكرية والاستخبارية والرسائل العامة الموجهة للطرف الآخر. يجب أن تكون إيران معزولة سياسياً وأن يتم وضعها في موقف دفاعي على المستوى الدولي، وأن تكون خاضعة للضغوط الدولية الجماعية وليست الأميركية فقط. يجب أن يتم تعرية إيران وفضح سلوكياتها".

واعتبر روس أن "على واشنطن أن تظهر بشكل لا يدع مجالاً للشك أن العديد من الطائرات المسيرة وصواريخ كروز قد أطلقت من قواعد إيرانية. وبالنظر إلى افتقار إدارة ترمب للمصداقية، فستكون بحاجة إلى انضمام الآخرين إليها في عرض الحقائق حول مصدر الهجمات. متى ما كانت الولايات المتحدة تملك الدليل، وقام الفرنسيون بإرسال محلليهم للمشاركة في التحقيق، وقبلت الأمم المتحدة الدعوة السعودية للمشاركة، حينها يمكن أن يتم نشر المعلومات بصورة جماعية وفضح الإيرانيين وطرح الدلائل التي توضح أن نفيهم القيام بتلك الهجمات ليس إلا كذبا. وقد يتسبب الكشف عن الحقائق على الأقل في اتخاذ الإيرانيين موقفاً دفاعياً وسيزيد الضغط على الأوروبيين من أجل الرد".

وأضاف: "إذا ما كانت إيران بالفعل قد نفذت تلك الهجمات، فإنها قد قوضت الاستقرار الإقليمي والعالمي بطريقة يجب أن تسلط عليها واشنطن الضوء للعامة في الداخل والخارج. الأمر لا يتعلق فقط بالدفاع عن السعودية فحسب، بل وضع قواعد دولية بحيث لا يمكن أن ينفذ مثل ذلك العدوان السافر والهجمات على البنى التحتية الحيوية دون أي عقاب".

مساعدة من الصين وروسيا

وشدد روس على أن "الولايات المتحدة تملك الفرصة خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع من أجل توضيح المخاطر المتعلقة بذلك الأمر وتشكيل تحالفٍ أكبر، بدءا من الأوروبيين. وفي حال فشلت الولايات المتحدة في الرد واكتفت بتوجيه تحذيرات خاوية، فإن ذلك سيشجع الإيرانيين. عاجلاً أم آجلاً، طهران ستقوم بسوء التقدير الذي سيتسبب في إشعال حرب أكثر اتساعاً. يجب أن يوضح بومبيو أن الاعتقاد بأن ترمب سيستمر في إظهار ضبط النفس العسكري هو أمرٌ خاطئ. كما يجب على الولايات المتحدة، مستغلةً الظروف الحالية، أن تعمل على كسب التزام الأوروبيين بالانضمام لها في العقوبات التي تفرضها على إيران، إلا إذا قامت إيران بشكل فوري بالعمل من أجل تهدئة هذه التوترات".

وتابع: "كذلك من المهم أن تشارك الصين وروسيا في نقل مثل هذه الرسائل إلى الإيرانيين. فبكين تعتمد على النفط الذي يرد إليها من المنطقة، وهي لا ترغب في أن ترى أي صراع كبير أو هجمات أخرى على المنشآت النفطية. لذا، يتعين على الولايات المتحدة إقناع الصين بالالتزام بالعقوبات الأميركية في حال لم تتوقف إيران عن هذه التصرفات العدائية، بالإضافة إلى إقناعها أيضاً بإخبار الإيرانيين أن الاستثمارات التي تتلقاها بلادهم تحت مبادرة "الحزام والطريق" معرضة للخطر. أما روسيا، فقد لا تكون تحظى بذات الفعالية الاقتصادية التي تحظى بها الصين مع إيران، لكن الأخيرة تأخذ التحذيرات والتهديدات الروسية على محمل الجد. في حال رأى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن إدارة ترمب تتصرف بجدية، من الناحية الدبلوماسية وربما العسكرية، فعلى الأرجح أنه سيقدم نفسه للعب دور الوسيط بين ترمب والإيرانيين، في محاولة لإظهار أنه قادر على المساعدة في تشكيل الأحداث وأنه يملك المزيد من التأثير على الإيرانيين مقارنةً بالفرنسيين وأن ترمب مستجيبٌ له".

هجمات أميركية على إيران.. "يمكن إنكارها"

وأكد روس أن "إدارة ترمب يجب أن تفكر في إكمال جهودها الدبلوماسية باتباع ذات الاستراتيجية التي تقوم بها إيران. فالولايات المتحدة قادرة على الانخراط في الهجمات التي يمكن إنكارها والتي تعمل على تعطيل أو تدمير بعض الأهداف الإيرانية عالية القيمة. إذا ما دعت الحاجة إلى ذلك، فإن مثل هذه الهجمات ستبدو كأنها حوادث - لكن الرسالة ستصل إلى المرشد الأعلى. حينها سيدرك أن تصرفات الحرس الثوري أصبحت مخاطرة كبيرة وأن الولايات المتحدة لن تستسلم للضغوط الإيرانية".

وتابع: "ستكون إدارة ترمب بحاجة إلى قلب الطاولة على إيران من خلال عزلها دولياً وفضح التصرفات الأخيرة وإظهار أن ضبط النفس الأميركي له حدٌ معين. ستكمن الخدعة في محاولة تقديم مخرج لإيران مع الإبقاء على ذلك الخناق، كي لا نظهر أمام الإيرانيين أننا أشد حاجة منهم للتوصل إلى اتفاق".

وذّكر روس بأن خامنئي يقول إن إيران لن تكون مستعدة لإجراء أي مناقشات إلا إذا تراجعت الولايات المتحدة عن انسحابها من الاتفاق النووي، بينما طالب الرئيس الإيراني حسن روحاني بأن تقوم واشنطن بوقف العقوبات. واعتبر روس أن "كلا الشرطين يوضحان الهدف من حملة الضغط القصوى لطهران. وعلى الأرجح أن المفاوضات الأميركية الإيرانية المباشرة لا يمكن أن تحدث في المستقبل القريب، بيد أن الوساطة لاتزال محتملة وقد تركز على كل من الاتفاق النووي وتهدئة التوترات الإقليمية".

وأكد روس أن "من أجل نجاح مثل هذه الوساطة، سيتعين على إدارة ترمب توضيح أهدافها. يجب على واشنطن أن تحدد الشروط التي ستجعلها تقبل العودة للاتفاق النووي - على سبيل المثال، تمديد ما يسمى أحكام الآجال المحددة، التي تحدد الإطار الزمني لامتثال إيران، لمدة 15 عاماً أخرى. ويجب على الرئيس تحديد التغييرات التي سيتقبلها في سلوك إيران الإقليمي: مثل أن تتوقف إيران عن تزويد جماعة حزب الله في لبنان بالصواريخ المتطورة والذخائر دقيقة التوجيه، ضغط طهران على الحوثيين للتوصل إلى تسوية في اليمن، وأن تتوقف إيران عن وضع صواريخها في المناطق التي تقع تحت سيطرة الميليشيات الشيعية في العراق. وسيكون ترمب بحاجة إلى توضيح ما هو مستعد لتقديمه مقابل هذه الإجراءات، على سبيل المثال، قد يعرض رفع العقوبات المتعلقة بالأسلحة النووية. ويمكن لترمب أيضاً عرض تقديم آلية ذات أهداف خاصة تسمح للشركات الأميركية بالقيام بالتعاملات التجارية مع الإيرانيين ضمن حدود وشروط معينة، خاصةً في ظل وجود العديد من العقوبات غير النووية المنصوص عليها التي يمكن استغلالها بهذا الصدد".

وختم روس كاتباً: "إن إيران الآن تقوم بجس نبض الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، وعلى إدارة ترمب أن تظهر أنها تدرك كيفية التعامل مع ذلك".

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى