كشفت صحيفة إكانوميكا سيفودنيا أن المملكة العربية السعودية تبني تحالفا أكثر قوة واستدامة وشمولاً مع روسيا في مجال النفط، في حين وصف المحلل المستقل ديمتري آدميدوف المملكة العربية السعودية بأنها شريك صعب، غالباً ما يبحث عن مصلحته، لكنه الآن يبحث عن تعاون روسي، إذ إن لدى روسيا علاقات طبيعية مع جميع اللاعبين الرئيسيين في الشرق الأوسط.
كما ذكر ديمتري آدميدوف أن من الممكن التعاون بين المملكة العربية السعودية وروسيا في مجال التكنولوجيا، مشيراً إلى أن المملكة العربية السعودية تدرك أنها لا تريد أن تعيد تهيئة سوق النفط بمفردها، مما جعلها تبحث عن شركاء، منوهاً على أن لقاء وزير الطاقة الروسي ألكساندر نوفاك بنظيره وزير الطاقة السعودي الجديد، الأمير عبد العزيز بن سلمان آل سعود، لم يتمحور حول أسعار النفط فحسب، بل حول التحضير لعقد اجتماع بين الرئيس بوتين وقيادة المملكة العربية السعودية بشأن الاكتتاب العام الأولي لشركة أرامكو السعودية.
وقد التقى وزير الطاقة الروسي ألكساندر نوفاك بنظيره وزير الطاقة السعودي الجديد، عبد العزيز بن سلمان آل سعود.
تنفيذ اتفاق أوبك بلس
ووفقًا لما ذكره نوفاك، فإنهما ناقشا الوضع في الأسواق العالمية والوضع الحالي للأسعار وتنفيذ اتفاقية "أوبك+"، التي تم توقيعها في ديسمبر، ومن ثم تطرقا إلى موضوع الأسعار.
يرى الوزير الروسي أن الأسعار الحالية هي أسعار السوق، بينما يرى أن مهمة "أوبك+" تكمن في ضرورة مراقبة تنفيذ الاتفاقية والمؤشرات الأساسية. كما تنبأت وكالة التصنيف الدولية فيتش، بأن سعر النفط في عام 2019 سيصل إلى 65 دولاراً للبرميل، مما سيعتبر قيمة مناسبة للعديد من دول أوبك في الشرق الأوسط. لكن ميزانية السعودية الخالية من العجز تبدأ من 80 دولاراً للبرميل.
ذكر محاور صحيفة إكونوميكا سيفودنيا: "أن اللقاء لم يكن حول أسعار النفط فحسب، بل حول التحضير لعقد اجتماع بين الرئيس بوتين وقيادة المملكة العربية السعودية بشأن الاكتتاب العام الأولي لشركة أرامكو السعودية، حيث تعتبر هذه لحظة مهمة لسوق النفط. وأن المملكة العربية السعودية تسمح بالوصول إلى احتياطياتها، والتعاون في تنميتها. ويعتبر الاكتتاب العام تذكرة دخول، في حين أن المشاريع المستقبلية والمشاركة فيها تعتمد على الاتفاقيات السياسية".
رفع تكتيكي
على سبيل المثال، بالإمكان إلقاء نظرة على عملاء شركة "روسنفت" في عام 2005، حيث إنه لم يعقهم أحد عندما عملوا في روسيا حتى عام 2013. في حين أن هذه المسألة سيتم حلها على مستوى كبار المسؤولين وهم الوزراء الذين يعدون للاجتماع، لكنها لن تدرج على جدول الأعمال. وأن المسألة الرئيسية للاكتتاب العام القادم تكمن فيمن ستسمح له الرياض بالحزم الكبيرة.
بالطبع، تستطيع البنوك شراءها بكل بساطة، لكن الصفقة حالياً تتم بين شركات النفط، التي تكافح من أجل العقود المستقبلية والمشاركة في تطوير حقول النفط. في حين ستحاول الرياض رفع أسعار النفط بشكل تكتيكي، لأنه سيكون من الجيد رفع تصنيف الشركة قبل عملية البيع، وبعد ذلك ستبقى الأسعار عند المستوى الحالي ".
أسعار النفط تناسب الجميع، لكن الوضع سوف يتغير عندما يستخرج عاملو النفط الصخري الأميركي جميع الاحتياطيات المثيرة للاهتمام تجارياً. حيث إن وصول الأسعار إلى 60 دولارًا للبرميل يكون كافياً لركود الأسعار واستخراج هذه الاحتياطيات خلال عامين، فضلاً عن إزالة الكميات الإضافية من السوق. كما توقع آدميدوف أنه في هذه الحالة سترتفع الأسعار، مما سيسمح بتطوير اقتصادي للاحتياطيات المجاورة للسواحل التي يصعب استخراجها.
ومع ذلك، وفقًا لوزير الطاقة السعودي، فإن الرياض وموسكو تعتزمان حالياً إقامة علاقات قوية والحفاظ عليها، والهدف الرئيسي منها هو الحصول على تحالف أقوى وأكثر استقرارًا وأكثر شمولاً. في وقت سابق، كتبت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن الرياض ودول الخليج و10 دول تقودها روسيا ينوون تعديل الاتفاقية.
وأضاف الخبير: "لا يزال من الصعب التحدث عن شكل التحالف. يبحث السعوديون حالياً عن تعاون روسي، حيث تملك موسكو علاقات طبيعية مع جميع اللاعبين الرئيسيين في الشرق الأوسط.
قد تقدم روسيا للمملكة العربية السعودية بعض الضمانات الجيوسياسية.. ومن الممكن التعاون في مجال التكنولوجيا. لقد أدرك كلا الجانبين حالياً أن الصداقة أفضل من المشاجرة.
لم تكن الإجراءات الأميركية الأخيرة مصدر قلق للرياض. حيث يوجد تعاون الشركات البريطانية والأميركية، التي كانت دائمًا ما تطور الحقول وتستخرج النفط، فإن الوضع حالياً سينعكس تدريجياً وذلك عندما تدخل دول أخرى إلى العراق والمملكة العربية السعودية.
كما يلاحظ آدميدوف أن الشركات الغربية لم تدشن مشاريع جديدة في هذه المنطقة. في حين تتم إعادة تهيئة السوق، حيث لا تريد الرياض فعل ذلك لوحدها، لذلك من الضروري البحث عن شركاء وستكون مشاركة روسيا خطوة إلى الأمام. ذكر الخبير أنه بناءً على التغيرات، فإن تكوين صناعة النفط الروسية سيكون واضحًا أيضًا، لأن الاحتياطيات العربية الجيدة ستفوق كل الاحتياطيات المستنفدة في روسيا.
وفي وقت سابق، كان من المتوقع أنه إما أن تتحول منظمة أوبك مع مرور الوقت إلى منظمة جديدة، أو تعاد هيكلة اتفاقية أوبك. خاصة وأنه تتم إعادة تدوين تاريخ سوق النفط. من جانب آخر، تم إنشاء أوبك في ظروف أخرى منذ أكثر من 60 عاماً، حيث تغير منذ هذه اللحظة وضع السوق بشكل كبير.