أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن "القلق البالغ" إزاء القصف الذي تتعرض له منطقة إدلب السورية، وقال لنظيره الروسي فلاديمير بوتين، إن الالتزام بوقف إطلاق النار في المنطقة "أمر مُلح".
وقال ماكرون لبوتين: "أعرب عن القلق البالغ حيال الوضع في إدلب، السكان يعيشون تحت القصف، والأطفال يُقتلون. من المُلح للغاية التقيد بوقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه في سوتشي".
وقالت تركيا إن 3 مدنيين قتلوا وأصيب 12 في غارة جوية سورية على رتل عسكري تركي في شمال غرب سوريا، الاثنين، في الوقت الذي حققت فيه القوات الحكومية السورية تقدما على مقاتلي المعارضة في بلدة رئيسية.
وأفاد مصدران من قوات المعارضة الموالية لتركيا والمرصد السوري لحقوق الإنسان أن الغارات الجوية السورية وقعت بالقرب من الرتل العسكري التركي الذي كان يقترب من الخطوط الأمامية في محافظة إدلب.
وتتمركز قوات تركية في إدلب بمقتضى اتفاقات مع روسيا، أقوى حليف لرئيس النظام السوري بشار الأسد. وتساند أنقرة بعض جماعات المعارضة في شمال غرب سوريا.
صراع على خان شيخون
ووصفت وسائل الإعلام الرسمية للنظام السوري، دخول الرتل العسكري التركي سوريا بأنه عمل عدواني، وأوضحت أنه دخل لمساعدة مقاتلي المعارضة الذين يتصدون لتقدم القوات الحكومية السورية حول بلدة خان شيخون، التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، وكانت البلدة قد تعرضت للقصف بغاز السارين في عام 2017.
ويهدد تقدم قوات الجيش السوري نحو البلدة، التي تسيطر عليها المعارضة منذ عام 2014، بمحاصرة مقاتلي المعارضة وطردهم من الرقعة الوحيدة التي يسيطرون عليها في محافظة حماة المجاورة، كما يمكن أن يعرض موقع مراقبة تركيا هناك للخطر.
وفشلت سلسلة من اتفاقات الهدنة، التي تم التوصل إليها من خلال محادثات روسية تركية، في إنهاء القتال في إدلب حيث يوجد 12 موقعا عسكريا تابعا لأنقرة.
وشمال غرب سوريا هو المعقل الكبير الأخير لمعارضي الأسد، وتشن القوات الحكومية أحدث هجماتها هناك منذ نهاية أبريل/ نيسان بمساعدة روسية.
وأعلنت الأمم المتحدة أن التصعيد أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 500 مدني ونزوح مئات الآلاف تقطعت السبل بعدد كبير منهم بالقرب من الحدود مع تركيا.
وتخشى تركيا، التي تستضيف نحو 3.6 مليون لاجئ سوري وتحذر من أنها لا تستطيع استقبال المزيد، من أن يؤدي الهجوم على إدلب إلى تدفق جديد للاجئين.