تنافست روسيا مع جميع الإمبراطوريات في القرون الأخيرة بغية تحقيق حلم قياصرتها لولوج المياه الدافئة في المحيط الهندي. وكانت إيران الممر الذي طمح الروس دائماً لتحقيق هذه الغاية عبره، وخير دليل على ذلك الحروب التي خاضتها موسكو ضد الإمبراطورية القاجارية التركمانية، التي كانت تحكم إيران لحوالي 150 عاماً حتى 1926.
وفي الأيام الأخيرة، أثارت زيارة مدير المنطقة الاقتصادية لميناء "آستاراخان" الروسي إلى ميناء "جابهار" الإيراني على بحر عمان الحديث حول سعي "قيصر روسيا الجديد تحقيق هذا الحلم عبر النظام في إيران".
الخبر الذي نشرته وكالة فارس للأنباء الخميس الماضي بهذا الخصوص، تناوله الكثير من النشطاء البلوش الإيرانيين، حيث يقع ميناء "جابهار" في جنوب محافظة بلوشستان الإيرانية على بحر عمان.
وذكرت "فارس" نقلاً عن مراسلها الأمني أن المدير التنفيذي للمنطقة الاقتصادية في ميناء آستاراخان الروسي على بحر قزوين، میلوشکین سرجي، قد زار "الإمكانيات والبنى التحية لمدينة جابهار".
وأشار المسؤول الروسي، بحسب ما نقلته وكالة فارس في نسختها الفارسية، إلى "أهمية ودور ميناء جابهار في ربط بحر قزوين بالمحيط الهندي".
يذكر أن إيران وروسيا من الدول المشاطئة لبحر قزوين، بالإضافة إلى كل من تركمنستان وكازاخستان وآذربيجان.
وقال ميلوشكين سرجي إن "لدى روسيا وبتأكيد من الرئيس بوتين خطة للاستفادة من ميناء جابهار لنقل البضائع إلى سائر الدول وخاصة في شبه القارة الهندية وتنوي روسيا بناء كيناء خاص بها بميناء شهيد بهشتي في منطقة جابهار".
"نفي تسليم جابهار للروس"
ورافق الضيف الروسي في هذه الزيارة نظيره الإيراني، بهروز آقايي، مدير عام الموانئ والإبحار في محافظة بلوشستان، الذي شرح للجانب الروسي عن البنى التحتية والإمكانيات المتوفرة وشجع المستثمرين الروس، مؤكداً أنه "لا توجد أي موانع للروس في ميناء جابهار".
وعارض نشطاء بلوش ما وصفوه بـ"تسليم جابهار للروس"، حيث ينتقد هؤلاء، السلطات الإيرانية بالسعي لتغيير التركيبة السكانية البلوشية السنية بأخرى فارسية شيعية عبر تشجيع الهجرات إلى منطقهم تحت ذريعة الاستثمار.
ودفعت هذه الاحتجاجات عبر مواقع التواصل الاجتماعي مدير عام الموانئ والإبحار في محافظة بلوشستان، الذي كان استقبال الضيف الروسي، إلى نفي الأنباء حول تسليم ميناء جابهار إلى الروس.
وقال آقايي: "الأنباء بخصوص تسليم ميناء جابهار إلى روسيا كاذبة والمدير التنفيذي للمنطقة الاقتصادية لميناء آستاراخان زار المنطقة بغية التعرف أكثر على إمكانيات جابهار".