كشف مسؤول بارز من مجلس "سوريا الديمقراطية" عن أن " الاتفاق الأخير بين واشنطن وأنقرة سيتم تطبيقه على مراحل وبالتالي سوف تستمر المباحثات بين الطرفين"، واصفاً هذا الاتفاق بـ "انتصار" يُجنب المنطقة حرباً ليست من مصلحة أحد سوى "الطامعين" بمنطقة شرق الفرات، على حدّ تعبيره.
وقال بسّام إسحاق، الرئيس المشترك لممثلية مجلس "سوريا الديمقراطية" في العاصمة الأميركية وعضو الهيئة الرئاسية للمجلس إن "المعلومات حول هذا الاتفاق لا تزال في سياق العموميات وغير واضحة، لكنه أيضاً خطوة في الاتجاه الصحيح ويمنحُ مساحةً للحوار السياسي".
وأضاف في مقابلة هاتفية مع "العربية.نت" أنه "كذلك يُبعد شبح الحرب عن المنطقة"، مشيراً إلى أن "إنشاء غرفة عمليات لمراقبة الحدود بموجب هذا الاتفاق يعني أن مطلب أنقرة بإدارة ما تُطلق عليه منطقة آمنة لم يتحقق".
كما لفت إلى أن "وجود هذه الغرفة خارج الأراضي السورية هو أيضاً أمر إيجابي".
وجدد إسحاق رفض قوات "سوريا الديمقراطية" المدعومة من واشنطن والّتي تمثّل المظلة العسكرية لمجلس "سوريا الديمقراطية" وجود أي قواتٍ تركية على الأراضي السورية.
دوريات مشتركة
وأوضح أن "هذه القوات فقط توافق على تسيير دورياتٍ أميركية ـ تركية مشتركة"، على غرار ما يحصل بمدينة منبج الواقعة غربي نهر الفرات والتي يسيطر عليها "مجلس منبج العسكري". إذ تسير بالقرب منها على خطوط التماس هذه الدوريات المشتركة منذ وصول واشنطن لاتفاقٍ مع أنقرة حول وجودها.
وطالبت أنقرة مراراً وتكراراً بإنشاء "منطقة آمنة" لإعادة اللاجئين السوريين المتواجدين على أراضيها إليها. الأمر الّذي ترفضه قوات "سوريا الديمقراطية" والّتي تعتبر أن الهدف من هذه الخطوة هو "إجراء تغيير ديمغرافي" لمناطق يشكل فيها الأكراد غالبية السكان.
كذلك تشترط أنقرة إبعاد المقاتلين الأكراد عن حدودها. وتعتبر "وحدات حماية الشعب" الكُردية جماعة "إرهابية" وامتداداً لحزب العمال الكردستاني المحظور لديها والّذي يخوض تمرداً مسلحاً ضدها منذ العام 1984.
والأربعاء الماضي أعلنت وزارة الدفاع التركية عن الوصول لاتفاقٍ مع الولايات المتحدة على إقامة مركز عملياتٍ مشترك في تركيا لتنسيق وإدارة "منطقة آمنة" في شمال شرق سوريا في ختام المباحثات الّتي جرت بين الطرفين في مقر الوزارة بين 5 و7 آب/أغسطس الحالي.
منع هجومٍ عسكري تركي وشيك
وأدى هذا الاتفاق لمنع هجومٍ عسكري تركي وشيك على مناطق سورية تقع شرقي نهر الفرات وتخضع لسيطرة المقاتلين الأكراد وحلفائهم المحليين من العشائر العربية والمكونين الأرمني والسرياني في البلاد.
ويخشى الأكراد وحلفاؤهم في سوريا تكرار هجومٍ تركي جديد على مناطقهم على غرار ما حصل في مدينة عفرين بداية العام 2018. إذ سيطرت القوات التركية على المدينة الواقعة شمال غربي البلاد رفقة مقاتلين سوريين من المعارضة الموالية لأنقرة يوم 18 آذار/مارس من العام ذاته. وأدى ذلك الهجوم لتهجير "أكثر من نصف السكان الأصليين"، بحسب بيانات الأمم المتحدة الّتي تشير إلى أن" معظم أهالي المدينة لم يتمكنوا إلى الآن من الوصول لبيوتهم أو العودة إليها".