ارتبكت الرواية الإيرانية حول الأسباب التي أدت إلى توقيف ناقلة النفط البريطانية.
فقد ذكرت وكالات الأنباء الإيرانية نقلاً عن بيان الحرس الثوري الصادر مساء الجمعة أنه "تم توقيف الناقلة لخرقها قوانين الإبحار"، لكن بعد يوم، أي السبت، نقلت وسائل إعلام عن مسؤول إيراني أن "الناقلة البريطانية اصطدمت بقارب صيد إيراني وتجاهلت نداء الاستغاثة الذي أطلقه".
وجاء بيان العلاقات العامة للمنطقة البحرية الأولى للحرس الثوري الإيراني الصادر مساء الجمعة، أنّه تم توقيف "ناقلة النفط البريطانية (ستينا إمبيرو) لدى عبورها مضيق هرمز بطلب من سلطة الموانئ والبحار في محافظة هرمزجان" واحتجزت الناقلة، بسبب "عدم احترامها القانون البحري الدولي" ولم يتحدث البيان حينها عن اصطدام الناقلة البريطانية بقارب صيد إيراني، وهو الأمر الذي تحدث عنه لاحقاً مسؤول الموانئ الإيراني في يوم السبت، وأكد الطرف البريطاني أن الناقلة كانت في مياه سلطنة عُمان.
"الانتقام"
هذه الرواية الإيرانية تحاول التأكيد أن ناقلة النفط البريطانية لم يتم توقيفها رداً على دور مزعوم لبريطانيا في احتجاز ناقلة نفط قبالة ساحل جبل طارق في وقت سابق من هذا الشهر، والتي تحمل ما يزيد عن مليوني برميل من النفط الخام لفائدة مصفاة بانياس السورية، مخترقة بذلك العقوبات الأوروبية المفروضة على هذه المصفاة.
إلا أن تصريحات مسؤولين إيرانيين قبل وبعد توقيف "ستينا إمبيرو" البريطانية تؤكد جميعها أن الناقلة تم احتجازها رداً على توقيف "غريس 1" الإيرانية.
حيث كان سكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران الجنرال في الحرس الثوري، محسن رضائي أول من دعا إلى احتجاز سفينة بريطانية كرد على إجراء لندن، ثم هدد رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية باقري بريطانيا بـ"الويل والثبور وعظائم الأمور"، وخاتمة التهديد جاء على لسان المرشد الإيراني، علي خامنئي، الذي أكد أن "ما قامت به بريطانيا لن يبقى دون رد".
الاحتجاز بنفس يوم "التمديد"
وفي مساء اليوم الذي قررت محكمة في جبل طارق تمديد توقيف السفينة الإيرانية لمدة شهر آخر أقدم الحرس الثوري على توقيف السفينة البريطانية، بذريعة عدم مراعاتها للقوانين الدولية واصطدامها بسفينة صيد إيرانية.
ولم يكن ذلك نهاية المطاف حيث قال رئيس البرلمان الإيراني، علي لاريجاني، صباح الجمعة، في الجلسة العلنية للبرلمان الإيراني معلقاً على توقيف ناقلة النفط البريطانية: "إن البريطانيين قاموا بقرصنة والحرس الثوري رد عليهم".
حن لا نبحث عن الحرب، ولكن لدى الرد بالمثل لا نفرق بين (الرئيس العراقي الراحل) صدام حسين وملكة بريطانيا
محسن رضائي
وجاء ذلك على لسان لاريجاني في سياق رده على حسین علي حاجي دلیجاني مندوب مدينة شاهین شهر في البرلمان قال: "كنا نتوقع وفقا للمادة 110 من النظام الداخلي للبرلمان أن نتحدث اليوم بخصوص قائمة فخر الحرس الثوري والقوة البحرية في توقيف ناقلة النفط البريطانية"، فرد عليه لاريجاني: "إنهم (البريطانيون) قرصنوا ورد (الحرس الثوري) عليهم".
تصريح آخر مناقض
ولم يتحدث رئيس البرلمان الإيراني عن اختراق السفينة البريطانية للقوانين البحرية أو اصطدامها بسفينة صيد إيرانية مزعومة.
أما التصريح الآخر الذي يناقض الرواية الإيرانية فأدلى به محسن رضائي من خلال تغريدة على تويتر وكتب: "نحن لا نبحث عن الحرب، ولكن لدى الرد بالمثل لا نفرق بين (الرئيس العراقي الراحل) صدام حسين وملكة بريطانيا"، ولم يشر هو الآخر إلى الرواية التي تحدث عنها الحرس الثوري في بيانه الرسمي بخصوص "خرق القوانين البحرية والاصطدام بسفينة صيد".
وهذا ما جعل الرواية الرسمية للحرس الثوري التي أكدها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أيضاً تحت مطرقة الشك وأيد الرواية المتطابقة مع أن إيران استولت على الناقلة البريطانية "ستينا إمبيرو" رداً على توقيف ناقلتها "غريس 1" التي كانت اخترقت العقوبات الأوروبية على مصفاة بانياس.