أعاد نادي "منتدى شمال لبنان" المنافس في الدوري اللبناني للسيدات لكرة القدم، عجلة الرياضة إلى الدوران مجدّداً في الشمال، وذلك بعد توقّف قسري بسبب القيود التي فُرضت للحدّ من تفشّي فيروس "كورونا" المستجدّ (COVID-19).
وشهدت البطولة منافسة شرسةً بين الفرق الـ4 التي قدّمت لاعباتها أداءً متميّزاً على الرّغم من فترة التوقّف التي كانت طويلة نسبياً، وقد حسم لقب الدورة فريق الكابتن محمّد دياب، وهو مدرّب نادي "منتدى شمال طرابلس"، الفريق الناشئ الذي يشكّل أملاً واعداً لطرابلس والشمال في كرة القدم النسائية.
وحضر المباراة النهائية للدورة رئيس بلدية طرابلس، الدكتور رياض يمق ورئيس لجنة الشباب والرياضة في البلدية، أحمد حمزة، إضافة إلى شخصيات رياضية واجتماعية وبلدية، وحشد من الهتمّين والفعاليات.
انطلاقة جديدة
المشرف على تنظيم الدورة وأمين سر "منتدى شمال لبنان"، عشير حمّامي، أكّد لـ"لبنان 24" أنّ هذه الدورة "هي انطلاقة رياضية جديدة تهدف لاستعادة الزخم في الشمال بعد فترة التوقّف التي فرضها تفشّي فيروس "كورونا" المستجدّ".
وأشار إلى أنّها "محطّة للإضاءة على وجودٍ نادي شمالي منافس في كرة القدم النسائية يستحقّ أن يحظى بدعم فعاليات وأهالي طرابلس والشمال"، واعداً بـ"بذل أقصى الجهود من أجل تحقيق لقب دوري السيّدات لكرة القدم، ليضاف بذلك إنجاز جديد إلى الرياضة الطرابلسية والشمالية على غرار ما حقّقه نادي "طرابلس" لكرة القدم الذي توّج بلقب كأس لبنان، ونادي "المتّحد طرابلس" الذي حلّ وصيفاً في البطولة العربية لكرة السلة، ونادي "الزهراء" – الميناء الذي حصد لقب بطولة لبنان للكرة الطائرة".
وأوضح حمامي أنّ "هذه الدورة ستكون حلقة من سلسلة نشاطات سيقوم بها النادي ليس على مستوى الشمال فحسب بل على مستوى لبنان ككلّ".
الرفاعي: لا عودة للوراء
نائب رئيس النادي، طارق الرفاعي، أشار إلى أنّ "النادي ناشئٌ وحديثُ العهد في كرة السيدات، انطلقنا به من نقطة الصفر، لكنّنا وخلال موسم واحد حقّقنا إنجازاً مهمّاً في بطولة الدوري ووصلنا إلى دور الثمانية"، مؤكّداً "أنّنا عقدنا العزم على المنافسة والإستمرار ولا عودة إلى الوراء، على أمل أن تساعدنا الظروف في تحقيق ما نطمح إليه".
كيلاني: أردنا إثبات أن لا فرق بين الرّجال والنساء
قائدة نادي "منتدى شمال لبنان"، نداء كيلاني، شدّدت على "أهمية هذه الدورة بعد فترة الغياب الطويلة، إذ تشكّل حافزاً لنا للعودة من جديد إلى أجواء المنافسات والإستعداد بشكلٍ أكبر للموسم المقبل".
وأشارت كيلاني لـ"لبنان 24" إلى "أنّنا نعاني في لبنان من أزمة غياب المساواة بين الجنسَيْن، ولذلك أردنا اليوم إثبات أن لا فرق بين الرّجال والنساء في عالم الرياضة بشكلٍ عام وكرة القدم بشكلٍ خاص".
دياب: شكّلناً فريقاً قوياً بروحه
من جهته، أكّد مدرّب "منتدى شمال لبنان"، محمّد دياب، أنّ "النادي بدأ مسيرته بلاعبات بأعمار صغيرة، وعلى الرّغم من ذلك فقد شكّلناً فريقاً قوياً بروحه وإصراره وعزيمته وبلغنا دور الثمانية في تجربتنا الأولى بفضل إرادة اللاعبات اللواتي يلعبن بكثير من الحبّ للفريق".
وعن الصعوبات التي يواجهها الفريق، أشار دياب لـ"لبنان 24" إلى "تضارب أوقات التدريبات مع دراسة اللاعبات، كما عدم توافر الملاعب الكبيرة للتدريب بكلّ الأوقات، فيما نضطر إلى التدرّب على الملاعب الصغيرة والتي لا تساعد بشكلٍ كبير".
يمق: نولي اهتماماً خاصاً للرياضة النسائية
رئيس بلدية طرابلس، رياض يمق، أكّد "أنّنا كبلدية كنّا من أوائل الداعمين لنادي "منتدى شمال لبنان" في انطلاقته، واليوم نجدّد دعمنا للفريق إدارة وجهازاً فنياً ولاعبات من خلال منح الفريق دوراً للتدريب في الملعب البلدي، ولن نبخل على النادي بأي دعم لوجستي أو مادي ضمن الإمكانيات المتوافرة".
وفي حديث لـ"لبنان 24"، أشار يمق إلى "أنّنا نولي اهتماماً خاصاً للتربية الرياضية والنسائية وزع ثقافة الرياضة بين الفتيات لأنّها تربية للنفس والروح والأخلاق".
حمزة: على الشباب أن يتعلّموا من الفتيات
رئيس لجنة الشباب والرياضة في بلدية طرابلس، أحمد حمزة، أكّد أن "الأمور يجب أن تعود طبيعتها تدريجياً لا سيما وأنّ الرياضيين والرياضيات جلسوا فترة ليست بالقصيرة في منازلهم ويجب أن تعود اللياقة للاعبين واللاعبات وتعود العجلة الرياضية للدوران مجدّداً".
وقال لـ"لبنان 24" إنّ "القلب يكبر بوجود فتيات يمارسن رياضة خشنة ككرة القدم بكلّ أخلاق وروح رياضية، وهنا أقول إنّه على الشباب أن يتعلّموا منهنّ لأنّهن قدّمن مثالاً مميّزاً للرياضة".
وأعلن حمزة أنّ "وضع البلدية لكلّ إمكانياتها المتوافرة بتصرّف الفريق، وسيكون للاعبات دورٌ للتدريب على الملعب البلدي، لأنهنّ شريحة من هذا المجتمع ولهنّ الحق بالتدريب في الملعب الكبير تماماً كما فرق الرجال".