مشروع جديد لـ”مارش”: شركة اجتماعية للبناء في خدمة طرابلس

انضم الى لائحة مشاريع جمعية “مارش” الاجتماعية، مشروع جديد مهمته خلق فرص عمل للشباب المهمش في مدينة طرابلس في مجال البناء والاعمار .

بعد ايجاد مساحة للتلاقي والحوار في مشروع “قهوتنا” لابناء جبل محسن وباب التبانة، جاء مشروع إعادة تأهيل “شارع سوريا” والعديد من الشوارع الموجودة على خطوط التماس من قبل شباب منطقتي باب التبانة وجبل محسن، بعد خضوعهم لدورات تدريبية في مجال البناء والترميم، ليفتح الطريق امام مشروع جديد آخر هو “باب الذهب للمقاولات” .

‏BEDCO هي شركة تقدم خدمات عدة في مجالي البناء والترميم، تهدف بشكل خاص الى تأمين فرص عمل لشباب جبل محسن وباب التبانة، في مجال الاعمار والمقاولات على ان تعود ارباح Bedco المالية لدعم المناطق المهمشة.

اطلقت “مارش”هذا المشروع بدعم من السفارة البريطانية ببيروت، وبرعاية رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في السرايا الحكومي بالامس، في حضور وزيرة الداخلية والبلديات ريا الحسن، السفير البريطاني كريس رامبلنغ، والنواب: ديما جمالي، سامي فتفت، وطارق المرعبي، الوزراء السابقون: غطاس خوري، زياد بارود ونقولا نحاس، ممثل مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان العقيد يوسف درويش، ممثل مدير عام أمن الدولة اللواء طوني صليبا العميد جوزف تومية، امين عام الهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير، النائب السابق احمد فتفت، مستشار الرئيس الحريري فادي فواز ومستشاره لشؤون طرابلس والشمال عبدالغني كبارة، الى جانب فعاليات طرابلسية ورؤساء واعضاء بلديات من طرابلس والشمال وممثلين عن جمعيات اهلية ومدنية وشبان مشاركين في المشروع من منطقتي باب التبانة وجبل محسن.

بدأ الحفل بالنشيد الوطني اللبناني، تلته كلمة المديرة جمعيّة مارش السيّدة ليا بارودي تحدّثت فيها عن بداية مسيرتها في طرابلس التي كانت مع مسرحيّة نتج عن نجاحها إنشاء قهوة ثقافيّة جمعت بين شبّان باب التبانة وجبل محسن، ثم توالت النجاحات حتى تمكّنت من تنفيذ مشروع “باب الذهب” الذي أعاد الحياة لحوالي ثلاثمائة محل تجاري وبعض الشوارع والأماكن العامّة، بعد سنوات من النزاع والدمار.

وقالت: “كل ما يحتاجه الشباب في طرابلس هو امل وفرصة تفتح لهم الحياة ذراعيها من خلالها”. ثم تحدّثت عن مشروع Bedco وأهمّيته وميزاته الاجتماعيّة، وأهدافه ورؤيته الأساسيّة.

وفي الختام أكّدت مدير جمعيّة “مارش” ضرورة تعاون المؤسسات والشركات الخاصّة ومؤسسات الدولة مع مؤسسات المجتمع المدني، وذلك بهدف تحقيق المراد بشكل أفضل.

‎ثم تحدث مدير “بدكو” مصعب سعيد، فشرح تفاصيل المشروع الذي يقدم خدمات المقاولات بأفضل الاسعار الممكنة وبتقنية عالية، مشيرا الى ان “كل ارباح المشروع تذهب الى مشاريع انمائية تنموية اخرى في طرابلس، وتحديدا باب التبانة وجبل محسن”، مشددا على انه “كلما تم تشغيل “بدكو” اكثر كلما كانت فرص العمل للشبان والشابات في إعادة بناء واقعهم بما يتناسب مع طموحاتهم أكبر”.

من جهته، قال السفير البريطاني انه “زار طرابلس ثلاث مرات منذ قدومه الى لبنان، وفي كل مرة بهرته العاصمة الثانية للبنان باعتبارها تجسد القدرة على الصمود”، داعيا إلى “استمرار العمل على الحوكمة وضمان واستقرار تلك المنطقة من خلال دعم المشاريع التي تؤثر على حياة البشر”.

ولفت الى ان “رسالة سفارة بلاده هي النهوض بالمرأة والعمل على شركات صغيرة والعديد من الافكار والمشاريع الاخرى، وأنه يكون سعيدا عندما تتحول الفكرة الى خطة والخطة الى مشروع والمشروع الى مصدر الهام وتغيير في حياتنا”.

ونوه بـ”مشروع باب الذهب من اجل بناء السلام بين المجتمعات”، وقال: “نرى شبانا ورجالا ونساء من منطقتي التبانة وجبل محسن، يتآزرون ليواصلوا بناء مجتمعاتهم حجرا بعد حجر والاستثمار في اقتصادهم لاسيما من تلك المناطق المحرومة”.

‎وأشار الى ان “طرابلس بحاجة الى الوظائف وهذه الحكومة وضعت هذا الهدف في صلب اعمالها”.

‎ثم ألقى الحريري كلمة فقال: “بداية، أهم ما في هذا الموضوع أن المرأة هي التي استطاعت أن تقوم بمشروع كهذا. فشكرا رئيسة جمعية “مارش” ليا بارودي، لقد كان إيماني بك كبيرا جدا، وأعرف أنك كرست حياتك للعمل مع هؤلاء الشباب والشابات في المناطق التي كانت متقاتلة، فيما لم يكونوا على علم لماذا هم يتقاتلون. وأنا من الأناس الذين لم يعرفوا حينها لماذا كانت كل هذه الأحداث تحصل. فليس هناك فرق بين منطقة وأخرى في لبنان، والمشكلة كانت كلها في السياسة وفي عقليات متحجرة وقديمة، وقائمة على كراهيات يجب أن ننتهي منها”.

‎وأضاف: “ربما انتهت الحروب في مكان ما، لكن لا بد من أن نجعل الشباب والشابات يتواصلون مع بعضهم البعض ويتعارفون ويتحادثون ويعرفون أن لبنان بلد متنوع، والشباب في باب التبانة ليسوا مختلفين عن الشباب في جبل محسن والعكس كذلك. كلهم أناس وعائلات وأخوة وأمهات وأصدقاء. ربما كان البعض يحاول أن يزرع الكراهية، لكنك ليا، مع جمعية “مارش”، واليوم مع “BEDCO”، تمكنتم من إزالتها، وربما علينا الآن العمل على تصنيف “BEDCO” من الشركات التي يجب أن تعمل ضمن مشاريع “سيدر”، لكي تكون لها مكانة كبيرة. نحن بحاجة إلى مثل هذه المبادرات لأنها تعطي أملا. وكما قال السفير البريطاني، كانت فكرة وتحولت إلى مشروع ومن ثم إلى حقيقة، واليوم أنتم تمكنتم من القيام بهذا الأمر بفضل انفتاحكم ومعرفتكم لحقيقة أنه لا فرق بينكم سوى أن كل شخص منكم كان يعيش في منطقة ولا يعرف الآخر”.

‎وتابع: “إذا كان هناك ما يفخر به المرء هو أنكم كشباب وشابات، تخلصتم من كل هذا التاريخ الذي زرع في عقولكم، بأنكم لا يمكنكم أن تتحدثوا مع فلان أو لا تستطيعون أن تذهبوا إلى تلك المنطقة، في حين أنه لا يزال حتى الآن هناك سياسيون غير قادرين على التخلص من بعض هذه الأفكار، لأنها مزروعة فيهم، والبعض منهم لا يزال يعيش على الخصومة القديمة التي حصلت بسبب الحرب الأهلية في لبنان ودمرته، وانتهت بأن اجتمع الجميع على طاولة واحدة لحل الموضوع. ولكن تبقى المصالحة الحقيقية حين نرى أشخاصا مثل ليا بارودي يقومون بمثل هذا الجهد، وكذلك كل من يعمل في جمعية “مارش”، والشكر موصول أيضا للسفير البريطاني. ونحن كلبنانيين علينا أن نستثمر في أشخاص مثل ليا بارودي، لأنهم أحدثوا نقلة نوعية في العلاقة بين أبناء هذه المناطق”.

‎وختم قائلا: “وصيتي لكم أيها الشباب والشابات، أنكم مهما رأيتم ومهما سمعتم، كونوا رأيكم الخاص، فكل شخص يريد أن يزرع رأيه الخاص فيكم، ولا سيما من السياسيين، لكن كل واحد منكم لديه رأيه، وهو سيد نفسه. تعلموا واكبروا في هذه المجتمع اللبناني، وأنا أؤكد لكم أننا كدولة، وأنا كسعد الحريري، سنبقى ندعم هذا المشروع. أنا لم أكن أعرف ليا، لكني تعرفت إليها قبل نحو ثلاث سنوات من خلال فكرتها التي أعجبتني، فتواصلنا بشكل مستمر، وكانت تضعني دائما في أجواء المشاريع التي تقوم بها الجمعية. هذا الأمل من الضروري أن يكون موجودا، ولا بد من أن ندعم دائما هكذا مبادرات، فشكرا ليا وشكرا سعادة السفير، ولكن الشكر الأكبر هم لكم، أيها الشباب والشابات، الذين تخلصتم من هذه الكراهية التي حاول البعض أن يزرعها فيكم. ربما تكونوا قد تخطيتم أمورا، لم يتمكن الكثير من الأشخاص الكبار من تخطيها حتى الآن. الجائزة الكبرى لكم، وأنا أؤكد لكم أننا سنعمل مع الاتحاد الأوروبي لكي نصنف “BEDCO” لتكون جزءا من مشاريع “سيدر”، وكذلك كل مبادرة شبيهة، لأن هؤلاء هم الأشخاص الذين نريدهم أن يبنوا لبنان بسواعدهم”.

‎وعلى وقع كلمات اغنية “March with me “التي ادتها مغنية الاوبرا كورين متني ،ختم الحفل من دون ان ينسى شباب جبل محسن وباب التبانة التقاط صورة السيلفي الشهيرة مع الرئيس الحريري.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى