أوضح السفير الصيني في لبنان وانغ كيجيان أن “عدم مشاركة الشركات الصينية في التنقيب عن النفط والغاز في لبنان كان لأسباب تخصهم، لكن على مستوى الحكومة الصينية، نحن نشجع الشركات الصينية في القطاعين العام والخاص بأن تشارك في المنقاصات الدولية، والدخول في التعاون مع شركاء لبنانيين في المجالات، طالما أن هذه المشاريع تخدم الطرفين، وتقوم على المنفعة المتبادلة، وتتفق مع القوانين اللبنانية والصينية”.
وحول موضوع تصدير النبيذ اللبناني إلى الصين واهتمام الصين بهذا النبيذ، قال في حديث إلى برنامج “قد الكلمة” على “إذاعة لبنان”: “إن هناك احتياجا في السوق الصينية لسلع أجنبية أخرى، غير الصينية، ولبنان يشتهر بالنبيذ وزيت الزيتون، ويوجد إمكان لتصدير هذه السلع، ونعتقد أن النبيذ اللبناني مذاقه جيد بالمقارنة مع نبيذ بلدان أخرى، لكن ما نحتاجه هو تعريف المنتجات اللبنانية لدى المستهلك الصيني”، شارحا عن “التعاون مع وزارة الاقتصاد والتجارة والسفارة اللبنانية في بكين، للعمل على ترويج المنتجات اللبنانية في السوق الصينية، من خلال دعم الجانب الصيني للجانب اللبناني، للمشاركة في المعارض الصينية للواردات الأجنبية”، كاشفا أنه “في شهر تشرين الثاني المقبل، سيقام المعرض الثاني للواردات في مدينة شانغهاي، وقد قدمنا جناحا للجانب اللبناني”، داعيا اللبنانيين إلى أن “يستكشفوا هم الاحتياجات التنافسية في السوق الصينية”.
وردا على سؤال عن عدم وجود للسياحة الصينية في لبنان، أجاب: “لبنان منذ أكثر من عشر سنوات على الخارطة السياحية الصينية، بعد توقيعنا اتفاقية تعاون مع وزارة السياحة، لكن لأسباب اقتصادية وأمنية، والأحداث في المنطقة لم تفعل هذه الاتفاقية، نحن الآن سعداء بوجود وضع اقتصادي وسياسي مستقر ويتطور نحو الأفضل، وهناك جهود مشتركة من الجانبين، خاصة من قبل السفارة الصينية في بيروت، مع وزارة السياحة اللبنانية، للعمل على جذب السياح الصينيين إلى لبنان”، كاشفا عن “زيارة سيقوم بها وزير السياحة اللبناني أواخر الشهر المقبل إلى الصين، بدعوة من وزير الثقافة والسياحة الصينية، لبحث تدعيم السياحة بين الطرفين، والقيام بلقاء مباشر مع مندوبي الوكالات السياحية من الطرفين”.
ولفت إلى أن “الصين يدخلها سنويا 140 مليون سائح، بمن فيهم السياح العرب، أما من لبنان فيبلغ العدد 12000 سائح، معظمهم يعملون في التجارة، والإجراءات التي نقوم بها في السفارة بخصوص الفيزا ليست معقدة”.
وعما إذا كانت الصين تقدم منحا دراسية للطلاب اللبنانيين، أشار إلى أن “لدينا اتفاقية تعاون ثقافي بين البلدين، تنص على تبادل البعثات من الطلبة، ونقدم خمس منح سنويا من الاتجاهين، ولدينا تبادل ما بين الجامعة اللبنانية والجامعات الصينية”.
وعن دور لبنان في إحياء طريق الحرير، قال: “لبنان منذ القدم كان يلعب دورا في التواصل التجاري بين الشرق والغرب وآسيا وأوروبا، وحاليا من خلال انضمامه إلى مبادرة الحزام والطريق، لبنان له دور خاص لناحية موقعه الجغرافي الفريد، وما يمكن أن يلعبه لناحية التجارة والبنوك والتعليم والإعلام والثقافة والفنون ومن خلال حضارته”.
وردا على سؤال عن الخطوات الانفتاحية التي تقوم بها الصين ومنها انعقاد مؤتمر الحضارات الآسيوية في شهر أيار الماضي على أرضه ومشاركة لبنان به، أجاب: “هذا المؤتمر جاء ترجمة للجهود الصينية، لتدعيم التواصل الإنساني والثقافي بين الدول الآسيوية، آسيا تمتلك ثلثي عدد السكان في العالم، وفيها معظم الحضارات الإنسانية والديانات الرئيسية، ونحن منذ إطلاق مبادرة الحزام والطريق، إحدى ركائزها تعزيز التواصل الإنساني الذي يكون على أرض الواقع، بتعزيز التبادلات والحوارات والاستفادة المتبادلة، ثقافيا وفنيا، وهي الآن ضرورة ملحة، وليس أن تتركز خارج آسيا فقط”.