كشفت مصادر مطلعة لوسائل إعلام لبنانية أن الأسلحة التي ظهرت في الفيديوهات التي انتشرت خلال الأسبوع الماضي لمسلحي عشيرتي آل جعفر وآل شمص الشيعيتين، في منطقة بعلبك اللبنانية، مصدرها حزب الله.
وأوضحت المصادر أن ليس فقط عشيرتا جعفر وشمص من تمتلكان أسلحة فردية ورشاشات متوسطة وثقيلة وقاذفات صواريخ، بل إن معظم عشائر البقاع تمتلك صواريخ حديثة الصنع، أميركية وروسية، من الأجيال المتقدمة والحديثة ومنها صواريخ “لاو” و”تاو” المخصصة للجيوش.
بحسب المصادر فإن اجهزة مخابرات غربية تتابع طريقة وصول هذه الصواريخ الى العشائر، ويتردد انها وصلت برا، عن طريق حمص والبادية السورية الى معابر ميليشيات “حزب الله” ومن ثم الى البقاع، ليتم بيعها للعشائر في حين تفيد المعلومات أن كل عشيرة اشترت سلاحاً وصواريخاً بقيمة مليون دولار، ما اثار تساؤلات عن مصدر هذه الأموال الهائلة.
وتتجه أصابع الاتهام بنشر السلاح لحزب الله، نظرا لقدرته على القيام بمثل هذه الأعمال وسيطرته على نسبة كبيرة من الحدود مع سوريا، حسبما أكدت مصادر مقربة من العشائر لوسائل إعلام لبنانية.
ويسعى الحزب من خلال تسليح العشائر لتحقيق هدفين اثنين، يتمثل الأول بتشكيل جيش من العشائر يكون رديفا، و تفوق إمكانياته وقدرته، امكانيات “سرايا المقاومة” التي تشكل عبئا ماديا وسياسيا على الحزب، إذ تكلفه الكثير من الأموال دون أن تقدم له أي شيء، بينما يتمحور الهدف الثاني حول سلب العشائر لما تمتلك من عملة صعبة بالدولار وهو ما يحتاجه الحزب في ظل الأزمة الاقتصادية و الحصار الخانق عليه.
و تعتبر المصادر أن العشائر قوة عسكرية وبشرية هائلة وتمتلك اموالاً ومقدرات ويمكن لـ”حزب الله” ان يستخدم ورقة هذا “الجيش الرديف” والمجهز جيداً، عند الضرورة على غرار ما حصل ابان مواجهة “النصرة” و”داعش” على الحدود اللبنانية- السورية في الاعوام 2013 و2014 .
يذكر أن منطقة بعلبك شهدت خلال الأسبوع الأخير توترات بين عشيرتين شيعيتين، على أثر مقتل الشاب “محمد شمص” يوم الأحد الماضي، على يد مجموعة مسلحة من آل جعفر بسبب حسابات ثأرية بين العشيرتين، وتوجّهت مجموعات من “آل جعفر” إلى حي الشراونة، أحد أحياء المدينة، واحتفلوا بأخذهم الثأر مطلقين الرصاص والقذائف النارية والصاروخية، كما انتشرت تسجيلات مصوّرة تُظهر مسلحين بأسلحة متوسطة من “آل شمص” يجوبون مدينة بعلبك وسط غياب تام للأجهزة الأمنية اللبنانية.