"نناشدكم يا فخامة الرئيس وأنتم بي الكل، أن تتدخلوا لحماية اقتراح القانون المعجل المكرر المقدم إلى مجلس النواب بالدولار الطالبي بسعر 1515 من كثرة الاقتراحات التي تقدمت بها بعض الكتل النيابية والمتضمنة أفكارا جديدة قد تؤدي إلى الإطاحة به كليا، وتشريد الآلاف ممن مضى على دراستهم الجامعية سنوات عديدة، وقد انتظرنا طويلا لدراسته في اللجان المشتركة ثم تحويله إلى الجلسة العامة ليصبح قانونا نافذا، لأن الجامعات بدأت عامها الدراسي الجديد في الأول من أيلول، وأولادنا ما زالوا في لبنان لعدم قدرتهم على تحمل تكاليف التسجيل والمعيشة معا، وبعضهم تلقى إشعارا بالفصل لعدم تسديد ما تبقى من أقساط السنة الماضية او لعدم تسجيله مجددا.
فخامتكم تعرفون أن حق التعلم واجب والدولة ملزمة بتيسير أمور طلابها الذين لا مكان لهم في الجامعات اللبنانية، ولذلك اضطروا مرغمين على متابعة تخصصاتهم في الخارج رغم معاناة أهاليهم وظروفهم الإقتصادية السيئة. والكثير منهم في جامعات أوروبا الشرقية حيث لا فرص للعمل هناك، ولا مدخرات بالعملة الأجنبية، والأقساط الجامعية مرتفعة. وكل الإجتماعات مع حاكم مصرف لبنان تؤكد أن الوضع المالي صعب جدا وأي اقتراح لزيادة الأعباء المالية على الدولة هو مؤامرة لنسف المشروع من أساسه مع تأكيدنا على حق كل الطلاب في الخارج برعاية الدولة لهم.
فخامة الرئيس، مستقبل هؤلاء الطلاب أمانة في رقبتكم، وأنتم خير من حفظ الأمانة، وكل الدول تضع مستقبل نخبها المثقفة في أولوياتها، ونحن نثق بحكمتكم وبرأيكم السديد الذي يضمن مستقبلهم ويحميهم من التشرد والبطالة في الوطن، ومعظمهم أطباء ومهندسون في سنواتهم الدراسية الأخيرة، وفخامتكم تمونون بأبوتكم الوطنية والإنسانية على الجميع".
فخامة الرئيس، عندما عدتم الى لبنان خاطبتم الملايين التي هتفت لكم ب "يا شعب لبنان العظيم"، فأين تعلق الشهادات الجامعية إذا سدت الأبواب في وجوهم وتبخرت أحلامهم. فلا تسجلوا أن في عهد ميشال عون، بي الكل، نصبت المشانق السياسية لإعدام مستقبل آلاف الطلاب. حفظكم الله وسدد خطاكم، عشتم وعاش لبنان بأبنائه وطلابه".